خميس البدر
الغريب في الساحة العراقية ان الجميع يتحدث عن لغة التفاهم والحوار وقبول الاخر وضرورة انعقاد المؤتمر الوطني لكنك تتعجب اكثر عندما تجد نفسك عاجزا عن ان تفهم ما يريده الاخوة في الكتل السياسية ولغة التشنج والاصرار على المواقف القديمة او ان تستمر ازمة سياسية طيلة هذه الفترة الطويلة دون تحريك المياه الراكدة ويرتفع سقف المطالب وكلما مر الوقت دون الوصول الى حل او حتى الحديث عن اطر ذلك الحل،وان المؤتمر المؤمل انعقاده تحول الى مشكلة فاختلفوا على تسميته فكيف يتفقون على انعقاده ومن ثم تحقيق ما هو مرتجى منه ويبدو ان المختلفين اعتادوا على هذا الخلاف و بعبارة ادق ان الخلاف لديهم هو الوسيلة لتحقيق برامجهم الانتخابية التي وعدوا بها قواعدهم في المعركة الانتخابية وانهم لا زالوا يعيشون تلك الاجواء رغم أجتماعهم في حكومة الشراكة الوطنية وفق اتفاقات اربيل السحرية والتي لايريد احد ان يتحدث عنها او ان يقترب منها ,, فالمتحدثون باسم دولة القانون مستعدون ان يوصلوك الى المريخ وان ينزلوا الى اعماق الارض وياخذوك في عالم التحليل السياسي والمصلحة الوطنية وما يجب ان يكون والمنطق السليم يفرض كذا والمفروض ان يحدث كذا لكنهم يخرسون وتبتلع السنتهم العصفورة وتغمض العيون عند الوصول الى الحرف الاول من اربيل ولا يختلف الامر كثيرا بالنسبة الى العراقية والمزدوج (الملا والدملوجي) كمتحدثين عنها فهما وفريق العراقية المنقسم على نفسه يفصل كثيرا وينافح ويدافع عن حق مسلوب ووقائع كان من المفترض ان تحصل لو انهم التزموا باتفاق اربيل فالفرق بين القانون والعراقية انها تذكر كل كلمة اربيل وتتبجح بها لكنها تتفق وتتشابه بانها لاتريد ان تتحدث عن حقيقته وماذا حدث فعلا ويتفقون ايضا بالحديث عن الدستور والقانون وعدم تجاوزه مع الواقع عكس ذلك واخر مايفكرون به هو الالتزام بالدستور ,, اما الاكراد وهم الاكثر صراحة فهم يتحدثون بلا ضغوط دائما وبلا مشاكل او عقد وبصفتهم عرابي اتفاق اربيل والذي تشكلت بموجبه الحكومة فنجدهم يسهبون عند الحديث عن حقوق الاقليم وانجازاته ووصل بهم الامر ان دخلوا في معمعة الابتذال والتصريحات الاعلامية وحديث الفاشلين والناجحين لكنهم لم يشذوا عن الباقين لم يذكروا ولم يتحدثوا عن الذي جرى في اتفاق اربيل.هؤلاء هم اركان الخلاف وهم اركان الاتفاق كذلك, اذن الا تحتاج مثل هكذا معادلة الى حل او تستوجب ان يعقد لقاء او مؤتمر في اطار الدستور وباسرع وقت خاصة مع انجاز القمة العربية ونتائجها والتي اتفق الجميع على ايجابيتها ووجوب استثمارها، فتوحيد الخطاب العراقي من الاولويات ولا يكون ذلك الا بحل المشاكل العالقة كما ان وصول المشاكل الى العظم وتحول الحرب الاعلامية الى حرب نفط ناهيك عن تطور قضية الهاشمي ودخول قطر زعيمة الربيع العربي والبارعة في العزف على الوتر الطائفي ومعها السعودية على الخط وبشكل يفتح الداخل العراقي على الجوار العربي على ما فيه من تشعبات وويلات تختزنها الذاكرة العراقية اضف الى ذلك ان المواطن العراقي يحتاج الى حلول حقيقية في وقت بات الخلاف السياسي سببا حقيقيا لها، كل هذا يجعل من المؤتمر حاجة ملحة والابتعاد فيه عن التجارب السابقة وحديث الغرف المغلقة واخرها اتفاق اربيل الطلسم وليحل مكانه الحديث والحوار تحت الاضواء وفي النور وبلا تحفظات وبعيدا عن لي الاذرع المغلولة اصلا
https://telegram.me/buratha