المقالات

الانحياز للعراق

1004 20:49:00 2012-04-08

السيد حسين السيد محمد هادي الصدر

الانحياز للعراق

مَنْ منّا لم يسمع باستقالة الرئيس المجري (بال شميت) خلال الجلسة العامة للبرلمان في بوادبست يوم الاثنين 2/4/2012 بعد ان جُرّد من شهادة الدكتوراه التي يحملها ،والتي أثارتْ جدلاً واسعاً حول احتمال سرقته أجزاءً من الرسالة ؟والمهم أن الرسالة لم تكن مزورةً بالكامل ، ومع ذلك فقد أحدثت أزمةً في المجر انتهت باستقالته من رئاسة الدولة ، وهي قمة الهرم ..!!والسؤال الان :أين ما يقع في العراق اليوم من تزوير للشهادات بالكامل ، وتزوير للعقود مما يجري في سائر البلدان ؟وأين ما يلقاه المزورون من العفو العام ،مما يلحق المتهمين بالتزوير في سائر الاقطار ؟ولا نذيع سراً اذا قلنا :انّ الكثير من أصحاب الشهادات المزورة يحظون بالأفضليه على أصحاب الشهادات الحقيقية وتلك كارثة أخرى ، تضاف الى سلسلة العجائب والغرائب في العراق الجديد .اننا يَنْدرُ ان نسمع أحداً من المسؤولين يعتذر عن خطأ أو تقصير ، فضلاً عن تقديمه الاستقالة وكأنَّ قَدَر العراق الجديد ، هو ان تكون للتزوير والمزورين الكلمة النافذه والحظوه الكاملة ، والاصرار على جعل التزوير مثاراً للشفقة والرحمة، بدلاً من ان يكون مورداً للمساءلة والحساب .لقد جاء في العهد الذي كتبه أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) الى مالك الاشتر حين ولاّه مصر ،وهو من أخطر الوثائق السياسية المشتمله على بيان حقوق وواجبات الحاكم والمحكومين في الاسلام - قوله :" ولا يكونن المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء ، فان ذلك تزهيداً لاهل الاحسان في احسانهم وتدريباً لاهل الاساءة على الاساءة "ان مقتضي العدل أنْ لا يستوى المحسن والمسيء وان يكون التعامل مع المحسن مغايراً بالكامل، للتعامل مع المسيء ، والاّ اختلط الحايل بالنابل وحُكم على الاحسان بالإعدام وبُرّئ المسيء من المواخذة والعقاب .أين الظلمة من النور ؟وأين الحق من الباطل ؟وأين الطهر من الأدران ؟وأين الزيف من الحقيقة ؟وأين الذكاء من الغباء ؟انها لمفارقة مُحزنه للغاية ،ان توّفر الفرص المتتاليه لمخترقي الضوابط والقيم ، والعابثين بالأمانه والموازين ليكونوا فرسان الميادين !!ان أصحاب الضمائر الحيّه يبادرون الى الاستقاله فور شعورهم بارتكاب الخطأ أو التقصير ، ولا ينتظرون ان يجبروا عليها وانّ من يختار الاستقالة ،بقرار ذاتي ،بعيداً عن الضغوط ، يُثبت أنه أكبر من المنصب وانه لا يخشى على نفسه الضياع في دروب الحياة ، لما يجده في نفسه من كفاءة ونزاهة ومؤهلات .وانّ المتشبثين بالمنصب ،رغم تكرر الأخطاء وتفاقم التقصيرات ، يشعرون بأنهم انما حصلوا على المنصب في ظروف استثنائيه خاصة ، وفي غفلة من الزمن ،وبالتالي فهو يحرصون على البقاء في هذه المناصب لأنها أكبر منهم ،ولن تتكرر ثانيةً الفرصة التي أتاحتها لهم معادلات المحاصصة المقيته ،وتقريب الكبار للأتباع والأنصار، على حساب المعايير الموضوعيه ومقتضيات رعاية المصالح الوطنيه ...ان أهم الوسائل التي يحسنها الفاقدون للكفاءة للبقاء في مناصبهم هو اظهارهم الولاء العميق للقادة والرؤساء وبهذا الولاء المصطنع يضمنون نفاذهم الى قلوب الزعماء ، الغارقين بحُبِّ ذواتهم ،والناسين لوجوب مراعاة المصالح الوطنيه والضوابط الموضوعيه .واذا كانت الدكتاتورية البائدة منحتْ أعلى الرتب العسكرية والمواقع الرسميه لأشباه الرجال من الأميين والمتخلفين ،لا لشيء ، الاّ للتأكد من ولائهم السياسي واخلاصهم العميق (للقائد الضرورة) ،فان الفاحص الخبير ، لايعدم ان يلمح أمثال اولئك في مختلف المفاصل، ولنفس الأسباب !!إنّ الترهل القائم في الهياكل الرسميه ، لايُقضى عليه ما لم نبادر الى تكريم الاكفاء المبدعين تثميناً لجهودهم ، وإبعاد العاجزين عن النهوض بمسؤولياتهم عن المواقع الحساسة التي يحتلونها ،ونقلهم الى مواقع يحسنون معها العمل بنجاح ....ولتكن هذه هي البداية فراراً من العواقب الوخيمه للغاية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2012-04-09
في كتاباتكم الموقرة انسيابة خاصة تبعث الطمأنينة بين حروفها وهذا جل ما نحتاجه جزيتم خيرا
عبد الله
2012-04-09
السلام عليكم سلمت يدك سيدنا..ورزقك الله المواضبه والدوام..ورب كلمه طيبه هدمت صرح باطل عجزت عن هدمه الجيوش المجيشه... سيدنا ما رأيك بأخذ عملية النقد البنّاء في تكوين دولتنا الفتيه خطوة الى الامام كالمشاركه في حلقات منتظمه على قنواتنا الملتزمه كالفرات مثلا لا حصرا واقامة الندوات الشعبيه الدوريه والمنتظمه والتحدث باسلوب بسيط يفهمه اغلب جمهورنا لان كما تعرف سيدنا الاكثريه من شعبنا منعتها الكوارث والمحن المتلاحقه والحروب من التعلم والتنور..ولعلهم اوصلوا قاتليهم الى السلطه باصواتهم في الانتخابات...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك