بقلم: حسين البغدادي – العراق الحبيب
للألم في العراق حكايات تفوق الخيال ..حتى أنها لفرط غرابتها تصعب على التصديق....ولكن في عالم ٍ تحدوه فتاوى التكفير والتفجير والتهجير..ليس هنالك ثمة شيءٌ يدعو للغرابة ...آه ٍ كم كانوا قساة ً معك يامحمد ..بماذا كنت تفكر حين أستوقف جرذان الشر الباص المتهالك الذي كنت تستقله ؟؟ ياترى كيف اقتادوك إلى مسالخ الموت في الأعظمية ؟! أتراهم كانوا يعلمون بأنك لاتمتلك مالا ً لتركب سيارة أجرة لاتغري مصاصي الدماء بإيقافها وخطفها ..أتراهم كانوا يعلمون بأنك لم تودع طفلتك الصغيرة (زهراء) حتى ولو بقبلة ٍ على جبينها ..أتراها تدرك أنها لن ترى والدها بعد الآن...للدمع مع محمد قصة ٌ طويلة لن تنتهي بقطع رأسه ..ولن تنتهي وهو يوارى الثرى في مقبرة وادي السلام..آه يامحمد ..لقد بكيتك حتى جفت الدموع وتقرحت العيون ..فمن يبكي بقية المذبوحين من شيعة علي ومن يواري جثثهم بل قل ماتبقى من جثثهم ..وهي تقطع كل يوم بل كل ساعة ..بفتوى من مسخ ٍ وهابي أو جرذ ٍ صدامي ..محمد أيها الراحل لملكوت الله .. دع عالم رذيلتهم الدنيء واذهب كما كنت ابيض القلب نقي السريرة..محمد.. يامن لم تفرق في يوم ٍ من الأيام بين سني ٍ وشيعي ..قتلوك بزعم انك رافضي .. نعم كنت رافضا ً لبغيهم وعهرهم ..وكنت رافضا ً لظلمهم ..وكنت رافضا ًلصنمهم هدام..أتراك الآن تشفق لذابحيك ، وأنت الذي كنت لاتطيق ذبح دجاجة ؟! محمد.. كيف احتزوا رأسك ؟؟ وكيف مرت تلك السكين الصدئة على نحرك ..وكيف تدفق دمك كالميزاب ؟؟ أتراك شعرت بلسعتها فوق حنجرتك .. أم أن الذباح الشيطان لم يمهلك طويلا.. هنيئا ً لك الجنة ..نم قرير العين فبعد هذا اليوم لن تخدش بصرك صورة لحارث العار ولاصورة لجوقة الطائفيين عدنان السلجوقي وخليف ومطلك و..و..... هناك حيث أنت لن ترى مسوخ التكفير أبدا ًلأنهم والله لن يشموا رائحة الجنة .. هناك سترى محمد وآل بيته الأطهار ..وصية ٌُ لك يامحمد ..سلام نرسله معك إلى كل شهدائنا ..واحدا ً بعد الآخر .. كهلا ً بعد كهل وسيدة ً بعد سيدة وطفلا ً بعد طفل ..جبلا ً بعد جبل ..وطودا ً بعد طود ..ودما ً اثر دم..وقبلة ً من العراق نطبعها على جباه كل الراحلين إلى الخلود ..والى الطالعين إلى الشمس ...محمد.. عذرا ً سيدي .. أعلم أنهم قطعوا رأسك ولن تجيب .. احمل رأسك يامحمد .. وألقه ِ في أحضان جدك رسول الله (ص) جنبا ً إلى جنب مع رأس جدك الحسين (ع) .. اذهب فلن ينعاك إلا المطعونون بسيف الإرهاب .. ولن يبكيك إلا أبناء المقابر الجماعية ..أما أبواق الشيطان فلن تأبه بك ..لأنك من شيعة أبي تراب .. ولأنهم من أتباع أبي لهب .. واللهب والتراب لايلتقيان أبدا ً.. فطوبى لك لأن مثواك كان التراب ..وتعسا ً لهم لأن مثواهم النار مستودع اللهب .. ارحل بهدوء فليس لك من بواكي إلا من كن في حماك .. أما بهائم التفكير والتكفير فألف ألف كلب ٍ سيعوي عليهم..وألف ألف قناة للدجل ستنعاهم.. رحلت يامحمد وغُصة لاتزال في قلبك ..أن صدر العسكريين (ع) لازال يئن حتى الآن من ركام تفجير القبتين .. ولازال سوط أبي سفيان ينزل على ظهورهم .. ولازلنا نحن معهم نصيح ..أحد ٌ ..أحد......أغمض عينيك صديقي وأخي .. ونم هانئا ً بعناية الرحمن ..ثمة سر ٌ صغير أبوح به لك .. بالأمس فقط .. نظفت سلاحي ..وأزلت الغبار عنه ..أستودعك الله.. وأستودع الله رأسك الذبيح .. ولعلي في الغد لاحق ٌ بك .. وللبيت رب ٌ يحميه ..أخوك حسين البغدادي – العراق الحبيباشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha