المقالات

كم في العراق مثل مفوض المرور عبد المنعم ؟

2946 06:15:00 2012-04-08

بقلم عصام أكرم الفيلي

المفوض عبد المنعم

 

الزمان :الساعة العاشرة والربع صباحأ من يوم الاثنين 2/4/2012

المكان :بغداد العظيمة - تقاطع العيادة الشعبية – الصليخ

 

فجأة .. نسيت ازعاج الزحام الشديد .. نسيت كل همومي .. وانتابتني نشوة رائعة نسيت معها تعب ساعات السفر الطويلة .. احسست بالزهو والفخار وتذكرت المقولة الرائعة التي نرددها حين تضيق بنا السبل .. (ارفع رأسك انت عراقي ) .. بالفعل يكفينا فخراً اننا عراقيون .. اخرجت جهاز الموبايل بسرعة البرق لأوثق حالة ايجابية تستحق الوقوف عندها .. وتستحق التكريم من اعلى المستويات في الدولة العراقية .

 

كنا عائدين من احدى المحافظات .. توقفنا في الاشارة الضوئية قادمين من منطقة الشعب باتجاه حي القاهرة .. بيننا وبين تقاطع الصليخ ( تقاطع العيادة الشعبية ) ثلاث سيارات .. في التقاطع رأيت الكثير من الحصى منتشراً على اسفلت الشارع .. يبدو انه تساقط من احدى الشاحنات التي مرت قبلنا من هذا الطريق .. خطير جداً هذا الحصى حين تضغطه عجلات المركبات المارة في الطريق .. فتقذفه ليستحيل كما الرصاص فيفقأ عين هذا الانسان أو ذاك ..ليكسر زجاج هذه السيارة أو تلك .

 

همست مع نفسي اين انت ايها العراقي لتزيل هذا الاذى عن الطريق .. لابد ان تأتي فانا واثق من غيرة العراقي .. ولم يخب ظني .. فقد رأيته .. الله الله كم كان رائعاً بقميصه الناصع البياض كما قلبه .. رأيت شرطي المرور المكلف باداء عمله في هذا التقاطع .. بعد ان ادى واجبه في فتح الطريق لسير المركبات في احد اتجاهات التقاطع .. احنى قامته العراقية البهية وهو يحمل مكنسة لا ادري ان كان استعارها من احد المحلات أم اشتراها مقتطعاً ثمنها من قوت عياله في هذا الزمن الصعب .. رغم انه احنى قامته وهو يكنس الشارع الا انني رأيته جبلاً شامخاً .. رأيته نخلة عراقية باسقة .. رأيت فيه العراق .. كل العراق .. كان يؤدي واجبه باليمين ويحمل المكنسة باليسار .. لفت نظري الغيرة والهمة والسرعة التي يكنس بها الشارع ليزيل الحصى المنتشر بل ليزيل عن عراقي ما اي نوع من الأذى قد يلحق به .. وصعقتني المفاجأة الاكبر حين استدار هذا الرجل واذا بالشيب يملأ رأسه .. كم انت عظيم ايها العراقي.. حين رآني التقط له صورة فتح ذراعيه ملىء السماء فاستحالا دجلة والفرات .

 

التقت نظراتنا فدمعت عيناي كما دمعت عينا الرجل الستيني .. كانت حالة وجدانية تعجز الكلمات عن وصفها .. وددت النزول من السيارة لأقبل يد هذا العملاق لولا خشيتي من تعطيل السير .. فقلت له بأسم كل العراق انا اشكرك .. وسألته على عجالة هل لي ايها الرجل القدوة ان اتعرف اليك لأتشرف بالكتابة عنك .. فأجابني الباج المعلق على صدره قائلاً انه مفوض المرور عبد المنعم علي حسين من منتسبي قاطع مرور الاعظمية .. ارتبكت حين لم اجد ورقة في جيوبي .. يا الهي اين اكتب اسم هذا الرجل كي لا انساه .. فناولني ورقة وعاد ليكنس الشارع وهو يودعني بابتسامة واسعة كبيرة بحجم العراق . وها انا قد تشرفت بالكتابة عنه .. فكانت هذه السطور .. وكانت هذه الصورة التوثيقية ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بنت البلد
2012-04-09
هذا عراقي اصيل مو كعيبري وجاي لبغداد وياريت لو اكو ربع من مجموع العراقيين مثله جان العراق جنة وبالف خير وسفه العراق ماخلو به شي المشركة كله زبل وشوارع مكسرة والفضل يعود لابو حلك البالوعة العيساوي
زيـــد مغير
2012-04-09
السلام عليكم الأخوة الكرام عصام أكرم والى المفوض عبد المنعم وجميع أخوتي القراء . حديث جلالة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله ( خيـــــــر الناس من نفع النـــــاس ) . اللهم كثر من أمثال هذا الرجل الذي تبدو عليه الأناقة ونظافة القلب والمظهر .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك