المقالات

من طالب محروم الى خريج عاطل /

581 12:24:00 2012-04-06

حافظ آل بشارة

تستعد الجامعات العراقية لتخريج دورة جديدة من طلبتها في مختلف الاختصاصات العلمية والانسانية ، كأن حفل التخرج تأبين لايام الدراسة وابتداء ايام البطالة ، الجامعات العراقية تدفع الى الشارع سنويا أكثر من 180 الف خريج وخريجة ، وقد تم الغاء التعيين المركزي فلا يحصل على التعيين الحكومي منهم الا عدد قليل ، فتنشط عجلة الواسطات والرشوات ، الطالب الجامعي ينقصه التأهيل التخصصي والتأهيل الثقافي العام ، كانت الجامعات في الايام الخالية مؤسسات منها تنطلق التيارات الفكرية والحركات الثورية ، تبني الجيل تخصصيا وسياسيا واخلاقيا ، ذلك اللمعان انطفأ واعقبته حالات تخلف متراكمة ، حتى الآن لم تصرف الحكومة منحة الطالب الجامعي الشهرية التي تساعده في طعامه وملبسه ، لم تخصص اقساما داخلية بالشكل المطلوب ، لم توفر بيئة علمية ولا بيئة ثقافية داخل الكليات ، ولم يجر بشكل فعال تثقيف طلبة الجامعات في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان ونظام الحكم الدستوري وغير ذلك ، يجب ان يتحول طلبة الجامعات الى قوة تغيير ثوري يمكن من خلالها تثقيف شعب كامل وتطهيره من رواسب الدكتاتورية والاحادية والعنف وترسيخ ثقافة الوحدة والاعتدال والاستقامة ، لا يمكن اعداد طالب جامعي محب لبلده ومعتز به اذا كان خلال دراسته يعاني من الفقر وصعوبة العيش والسكن وبعد تخرجه يعاني من البطالة ، فهو ضحية في الحالين ، تفترسه مشاعر الحرمان واليأس وهو في اخطر مرحلة من العمر ، مرحلة التفاؤل والانطلاق والنشاط وبناء المستقبل ، ملف بطالة الخريجين يضاف الى ملفات الأزمة الوطنية ، ليس معقولا ارسال هذه الالاف من الخريجين المتعلمين ليعملوا في مهن غير ماهرة كعمال بناء او خدم في المطاعم او في وحدات الجيش والشرطة كمتعاقدين ، او حمالين في سوق الجملة ، اذا كان البلد لا يحتاج الى هذه الالاف المؤلفة من الخريجين فلماذا يجري بناء كل هذه الكليات وتعيين هذه الاعداد الهائلة من الاساتذة ؟ اليس هذه نفقات عبثية ؟ هل اصبح تخريج طلبة جدد كل سنة هدفا بحد ذاته ام هو وسيلة لرفد المؤسسات الوطنية بالكادر المتخصص ؟ فيتم تحديد عدد المقبولين في الجامعات كل سنة على اساس برامج الوزارات واحتياجاتها بحيث يتم تعيين كل من يتخرج ، أما ان يجري التخريج والرمي في الشارع فهذا عبث لا مبرر له ، لماذا لا تدرس الحكومة تجارب الدول الاخرى في مجال تشغيل الخريجين ؟ لماذا ترتبط حياة الخريج بالقطاع الحكومي ويبقى تحت رحمة التعيينات وراتبها الهزيل ، لماذا لا تقوم الحكومة باحياء القطاع الخاص وزج خريجي الجامعات فيه ومساعدتهم بالمال والرعاية لتأسيس مشاريع منتجة في الزراعة والصناعة والتجارة والنقل والكهرباء والسياحة والطرق والجسور والاسكان والفنادق وغيرها ؟ هل هناك دولة نفذت خطط تنمية ناجحة عن طريق قطاع حكومي منفرد لوحده ام كانت تجارب الدول الناجحة هي عبارة عن ثورة عارمة في القطاع الخاص برقابة وحماية ورعاية الدولة ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك