بقلم : محمد رشيد القرغولي
لم يكن استهداف المرجعية الشيعية وليد اليوم بل أنها تعرضت و منذ عقود سلفت إلى أبشع الهجمات لأنها و بشكل بسيط لا ترضى على أي سلوك منحرف و خاصة إذا كانت من الجهات التي تحكم البلد و هذا ليس بشكل خاص في العراق ففي كل مكان تتواجد فيها مرجعية شيعية لا بد و أن تعاني من الظلم و الاضطهاد و لا بد أن يحسب المتسلط على هذا اوذاك البلد الحساب تجاهها لما لها من موقع كبير في نفوس العراقيين. اليوم ليس بالمختلف عن البارحة فالمرجعية تستهدف مباشرتا أو عن طريق معتمديها و وكلائها، و الاستهداف اليوم قد يختلف إلى حد بسيط عن نظيره في السالف، و الاكثر غرابة إننا اليوم تحكمنا سلطة يقال عنها إنها شيعية و هي لم تحرك ساكنا كما نلاحظه اليوم و الأغرب من هذا أن الجماهير لم تحرك ساكنا أيضا و هذه الطامة الكبرى و كأن استهداف الوكلاء و المعتمدون للمرجعة محاولة لمعرفة رد فعل الشارع تجاه مرجعيتها و ما مدى تفاعلهم مع هذه الأحداث. فالموضوع هو امتداد لنهج قديم لفصل الشارع أو القاعدة الجماهيرية عن مرجعياتها و هذا التخطيط كان في أوجه عندما أثار بعض من ينتمي إلى الشيعة و احدث ذاك الشرخ المشهور و كيف أعطى هذا المشروع القبيح و اصحابه الضوء الأخضر لعوام الشيعة أن ينالوا من المراجع إلى أن وصل المشروع بجعل الشيعة الجهل أن يستفتوا كل من هب ودب و كل من دعا بداية لقتال المحتل و اليوم راح يعتبره صديقا أو ذالكم الذين تتلمذوا لبعض سنين على احدهم من اصحاب العلم و راحوا اليوم يقودون بعضنا و يفتون لهم بما لم ينزل به الله سلطانا، هم مازالوا مستمرين على نفس النهج الذي تنتهجه بعض القوى التي لا تريد بالشيعة خيرا في زعزعت الثقة بين الشارع و مرجعياته. إنهم نوعا ما نجحوا في ذلك و السبب بسيط إننا لم نرى استنكارا أو استهجاننا واسعا لتلك الاستهدافات لا من الحكومة و لا من الشعب، و علينا اليوم أن نسجل موقفا نُعلم به أصحاب الأجندات الخارجية الذين يجثمون على رأس السلطة بان المخطط القديم الذي قدتموه ضد المرجعيات الدينية البارحة و اليوم انتم في دور تأصيله لن تنجحوا و المرجعية خط احمر و علينا أن نترجم ذلك على ارض الواقع، و أن تصور بعضهم اني اقصد اطراف خارج النطاق الشيعي في هذا الاستهداف فهو مخطا لاننا نجزم إنهم من نفس الجسد لكنه قد فسد و لا بد قطعه بعد تشخيصه بالشكل الصحيح و باقل الخسائر. إننا قد جهلنا الكثير عما يحدث و عما يراد بنا لكننا اليوم يجب أن نُسمع حتى الموتى لن نسمح لاي من كان أن يستمر في نهجه لعزل المرجعية و جعلها غريبة عن قاعدتها، و سنقطع اليد التي تمتد اليها و يجب على كل الساسة الشيعة و القادة أن يبينوا موقفهم من هذا والا سيلعنهم التاريخ أكثر لان البعض جعبته قد امتلأت من تفاهتهم و تصرفاتهم المشينة على هذه الأمة ـ الشيعية ـ العريقة.
https://telegram.me/buratha