نور الحربي
النفي ,,التنصل ووحدة الموقف ,,القبول والرضا وغير ذلك ... مفردات ترددت كثيرا في حياة ابناء العراق عموما والمتابعين منهم للتصريحات والتطورات السياسية بشكل اخص فبين متنصل ومتحفظ ورافض هكذا هو المشهد اليوم ونحن ننتظر ولادة جدول اعمال اللجنة التحضيرية للاجتماع الوطني ولن ننسى قطعا سيل التصريحات التي اعقبت القمة العربية في بغداد والتي اكدت على ضرورة استثمار الزخم المعنوي الذي حققته لحل الخلافات الداخلية بين الكتل وصولا الى حالة التفاهم والتحول الى فريق واحد لخدمة المواطنين وخدمة هذا الشعب العراقي وهذا ما لم يتحقق حتى الان على الاقل واعتقد انه لن يطرا أي تغيير على المدى المنظور ان لم تتغير نظرة القوى لبعضها وذلك يعود لاسباب عديدة اهمها العقلية التي تقود الوضع فهي عقلية اشبه ماتكون بالاقصائية وغير المتحمسة لاحداث التغيير خوفا من خسران المكاسب علما انها مكاسب وقتية غير حقيقية ولن تحدث نقلة على أي مستوى من المستويات ومن هنا تبرز اهمية اللجوء لمنطق العقل وتحكيمه للخروج من المأزق فالاجتماع الوطني الذي وصف بأنه المدخلية الاساسية للحل يتبخر بسبب عدم التنازل والتمسك بالمطالب والمراوغة وعدم الجدية ولعل هذا ما حذر منه المجلس الاعلى الاسلامي العراقي مرات ومرات من تحول الأزمة السياسية الى عقدة بسبب حالة التوتر بين القوى السياسية وتراشق الفرقاء وتبادلهم التصريحات النارية التي يسىء فيها بعضهم للبعض الاخر ومن هنا لابد من طرح السؤال أين يمضون بالبلاد؟ والى اين هم ذاهبون؟ فهذا المنطق ومنهجة المشاكل وتأزيم الاوضاع بشكل مستمر سيقود حتما الى نهاية مأساوية وهاوية سحيقة ولن يكون هناك رابح في النهاية لذا على الجميع ان يتحمل مسؤولياته وان توقف هذه الحرب المستعرة بشكل فوري لاعطاء فرصة للحل الهادىء الموضوعي والا فان الاصرار على هذا النهج سيخرج الأمور عن السيطرة وسيدخل البلاد في مرحلة مظلمة لا يتمناها احد نعم ان على الجميع التفكير في مصلحة البلاد العليا واعادة بناء جسور الثقة وعقد النية للحل لذا فليفسح المجال للمؤتمر او الاجتماع الوطني لينعقد ولتناقش المشاكل بوضوح وبشكل مفتوح فالمصارحة والمكاشفة هي من يجب ان تسود لتكون الغلبة للحل بدل تبادل الاتهامات الفارغة والتنابز وغمز بعضكم البعض لذا يتحتم على السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس الوزراء والحريصين من القائمة العراقية والتيار الصدري وابناء تيار شهيد المحراب وكل الفعاليات السياسية ان يلقوا ويدفعوا بأتجاه عقد اجتماع الحل الوطني لسبب بسيط ووجيه ان العالم اليوم يتفرج والشعب ينتظر لكن من يضمن بعد ذلك هذه الفرجة وهذا الانتظار !! فللصبر حدود ونحن نريد الحل وطنيا عراقيا خالصا بصدق نية وقلب مفتوح بعيدا عن حسابات الربح والخسارة والغالب والمغلوب ..
https://telegram.me/buratha