كتب المحرر السياسي لوكالة أنباء براثا:
تعالوا إلى قصة استهداف مرقد شهيد المحراب (قد) لنقرأها من آخرها، فالعملية جرت قبيل يوم واحد من اجتماع وطني مهم، كان من المنتظر أن يعقد يوم الخميس لحلحلة العقد السياسية التي باتت عصية على الحل، هذا أول المعطيات من آخر القصة، وثانيها أن حجم العملية وكيفيتها تنم عن هدف ليس بغرض الانتقام الفردي أو التخريب لموقع مقدس ومهم فقط، بل أن المنفذين كانوا يبغون خلطا للأوراق في وقت تقترب فيه الاستحقاقات الكبرى لتيار شهيد المحراب من أن تأتي اُكُلَها، سيما بعد أن شهدت ساحة التيار عملا دءوبا قاده سماحة السيد عمار الحكيم بكفاءة نادرة، أغاضت كثيرين ودفعتهم لارتكاب حماقتهم باستهداف الرمز الذي يحمل التيار أسمه، هذا الرمز الذي أقض مضاجعهم حيا ومازال يقضها في حياته السرمدية شهيدا سعيدا، وفي هذا الصدد لابد من الإشارة إلى أنه أذا كانت القيادة ممارسة عملية يمارسها الأحياء على خلفية قدراتهم وأطروحتهم، فإن شهيد المحراب (قد) من نمط القادة الذين مازال أسلوب قيادته فاعلا في الأمة التي قدم حياته قربانا لأهدافها، ولأن قيادته وهو شهيد مازالت حية فاعلة دافقة بالعطاء، فأن شهادته باتت عنوانا لكل شهداء العراق، ولذلك فإن استهداف مرقده الشريف، يستحق أن يوصف بأنه استهداف لهيبة شهداء العراق ورموزه الدينية كعنوان للوحدة الوطنية..وإذا كان الهدف بهذا الحجم يصبح تشخيص الفاعلين أمرا ميسورا، فهم أولا أعداء للعملية السياسية التي كان شهيد المحراب (قد) هو الذي رسم خطوطها العامة، وأستشهد من أجل تحقيقها بعد 143 يوما فقط من زوال نظام القمع ألصدامي الذي قاد الشهيد ـ الرمز، عملية مقارعته زمنا يمتد إلى أكثر من ثلاثين عاما أنهاها في 31 آب 2003، بعد صلاة الجمعة في مرقد أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام، بعد نحو ثلاثة أشهر على عودته إلى العراق قادماً من المهجر، حيث أستقبله ملايين العراقيين عقب سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان من العام نفسه، وكأنهم كانوا يستقبلون الأمل...
وإذا كان البعض بحسن نية ينظرون إلى أن عملية "استهداف المرقد الطاهر تقف ورائها جهات خارجية لإثارة الفتنة الطائفية قبيل انتخابات مجالس المحافظات"...أو أن"هذه الاستهدافات تقف وراءها أيدي خارجية خبيثة لإثارة الفتنة والصراعات بين الأحزاب والكتل السياسية والمكونات الوطنية والعبث باستقرار البلد".كما عبر عن ذلك أحد السياسيين، أوانه "من المتوقع أن تقوم هذه الجهات الخارجية بأعمال إجرامية أخرى لتخلق تصعيد إعلامي بين الكتل السياسية قبيل انتخابات مجالس المحافظات لغرض تسقطيها وإفشال الانتخابات".
فأنه تبرير يفتقر إلى البعد التفسيري الناجع لعمل أجرامي كبير..فالهدف ليس هذا قطعا، وإن كان محتمل ومن بين جملة أهدافا، إذ أن الهدف أكبر من ذلك، أنه هدف بحجم العمل الذي كان يهدف إليه تفجير قبة الإمامين العسكريين عليهما السلام..فإذا كان هدف عملية تفجير قبة سامراء يهدف إلى أثارة حرب طائفية بين مكونات الشعب العراقي، فأن هدف عملية استهداف مرقد شهيد المحراب ليس أقل من أثارة صراعات داخلية بين أبناء المكون الذي ينتمي إليه غالبية العراقيين، أي أنه يهدف إلى إشعال فتيل حرب بينية تنهي وجود القوى السياسية المتصدية وتحيل العملية السياسية إلى ركام، ليجلس عليه أعدائها المعروفين..
إن الحقيقة هي تلك التي عبر عنها السيد عمار الحكيم حين أعتبر الاعتداء تعبيرا عن الحقد الكبير الذي يحمله الإرهابيون على شخصية السيد محمد باقر الحكيم بعد أن أسقطوه شهيدا ويستهدفونه بعد وفاته.
وكان تعبيرا صحيحا هو الذي توصل إليه أحد السياسيين حينما قال"أن هذا الاستهداف لكافة العراقيين لان شهيد المحراب لم يكن يمثل طائفة معين،ة وإنما كان يمثل الجميع ويدافع عن الجميع بدون استثناء".. وها هو أول غيث ما حصده الفعلة المجرمين الذين ارتكبوا جريمة ألاستهداف، فلقد وجدها أعداء الحوار الذي لطالما دعا إليه سماحة السيد عمار الحكيم وعمل على تحقيقه بصبر نادر، فرصة لتأجيل الاجتماع الوطني، والقادم أكبر في قابل ألأيام....
https://telegram.me/buratha