( بقلم : طالب الوحيلي )
من أتعس مخلفات النظام البائد هي منظمة مجاهدي خلق الإرهابية التي تأسست من أنقاض النظام الاستبدادي البهلوي ،وهي خليط من الشواذ والساقطين عقائديا مما أهلها للتحالف مع النظام الصدامي الفاشي في وقت أعلن حربه الظالمة نيابة عن المؤسسة الطائفية العنصرية في العالم العربي ،ولتتحول فيما بعد الى اخص قوة قمعية بيد ذلك النظام للتصدي الى أبناء شعبنا في مواقفه الجهادية الشعبية التي وقفها اتجاه ماكنة القتل والإرهاب ،لاسيما إثناء قيام الانتفاضة الشعبانية المباركة ،بعد ان تلقت أجهزة النظام الصدامي الأمنية والحزبية ضربات قاصمة ،فكانت جرائم هذه المنظمة اشد قسوة وفتكا بالشعب العراقي من غيرها ،فهي زمرة مرتزقة فشلت في إثبات وجودها ميدانيا وسياسيا اتجاه الجمهورية الإسلامية بالرغم من الدعم اللوجستي والإعلامي والإسناد العالمي لها من قبل المؤسسات التي خسرت مواقعها في تلك البقعة المهمة في الشرق الأوسط والعالم ،لتجد نفسها مجرد تابع ذليل للنظام البائد ،وان بقاءها من بقائه ،لذا كان لابد لها ان تتقرب من سيدها بقتل أبناء شعبنا بما خبرته من قدرات فاشية وسقوط خلقي مستمرئة الأموال والعطايا والمنح والإمكانات المادية التي كانت تقدم لها بسخاء مقابل ان تكون ورقة (ضد) استثمرها صدام لخلق نوع من التوازن ،مع قوة المعارضة العراقية الباسلة التي كانت اشد على كيان ذلك النظام .وقد تدخلت هذه الزمرة عبر الأراضي العراقية بعمليات إرهابية استهدفت الأبرياء في الجانب الإيراني، واستباحت امن المواطن وحرماته وعقائده مما دعا العالم المتحضر والمؤسسات الدولية الى اعتبار هذه المنظمة من المنظمات الإرهابية في العالم ،وقد اتخذت فرنسا إجراءات فعلية في وقف نشاطها ،كما حذت الدول الأوربية والولايات المتحدة مواقف متشددة إزاءها ،مما زاد في عزلتها وتبعيتها للنظام الصدامي الذي أبقى عليها بالرغم من عودة العلاقات الطبيعية مع الجمهورية الإسلامية ..
أبناء مدينة الصدر على وجه التحديد يتذكرون تلك الوجوه الغريبة التي اقتحمت عليهم ثورتهم بعد استشهاد السيد محمد الصدر (قدس) وقد شوهدت قطعاتهم المسلحة وهي تسرح وتمرح مع قوات الأمن العراقية في شوارع هذه المدينة المنكوبة .بعد سقوط الطاغية كان لابد من طرد هذه الزمرة وتطهير ارض الرافدين من رجسها ،وقد وجهت الحكومة العراقية لها إنذار بمغادرة العراق الى أي جهة تختارها ،لكن الأصوات المنغمسة في الولاء لصدام قد كشفت عن خبثها وأعلنت مساندتها لهذه الزمرة بدواع إنسانية ،او تحت مسميات اللجوء السياسي الذي يختلف تماما عن طبيعة مكوث هذه الزمرة في العراق ،لانها لم تغير سياستها في مهاجمة دولة جارة للعراق مما يعد تدخلا في شأن تلك الدولة ،كما ان صفة الإرهاب لم تزال عنها ناهيك عن إعلانها مواقف سلبية العملية السياسية وإسقاط النظام الصدامي ،بعض القوى الصدامية والطائفية وجدت لها متنفسا في النيل من قوى الشعب العراقي عبر الدفاع عن هذه الزمرة ،ولابد ان يتطور هذا الموقف بعد ان تدخلت قوى أخرى في الحيلولة دون رغبة الشعب العراقي في طرد هذه الزمرة من الأراضي العراقية ،لذا فلا يستبعد من وجود تحالفات وتنسيق في العمليات الإرهابية التي طالت الشعب العراقي ،واستثمار الانتماء القومي لهذه الزمرة في تجيير الكثير من التصرفات الغير قانونية بعنوان التدخل الإيراني في الشأن العراقي ،والعزف النشاز على هذه النغمة إعلاميا مادامت تلك الوسائل قادرة على قلب الحقائق وتشويه المواقف ..
الأيام الأخيرة أخذت تشهد وضوحا كبيرا في الموقف المشبوه لما يسمى بمنظمة مجاهدي خلق بعد ان سعت الى الإعلان عن أخبار تنم عن افتراء وقح يتناسب مع المواقف العربية وغيرها ذات الصبغة الطائفية بدعوى تنامي نفوذ إيران في العراق ،وافتراء هذه الزمرة بطرح قوائم لأسماء تدعي انها تعمل في داخل العراق ،كما طورت هذا التحرك لدى مشاركة بعض عناصرها في مؤتمر بروكسل الذي جمعهم مع بعض القوى الطائفية والإرهابية ومن بينهم أعضاء في مجلس النواب العراقي ،في الوقت الذي رفض البرلمانيون الأوربيون حضور هذا المؤتمر احتجاجا على وجود منظمة خلق الإرهابية فيه ،مما وضع الأطراف العراقية المشاركة في مطب لا يحسدون عليه ،وينبغي ان لا يمر كسابقه دون محاسبة قانونية ودستورية لهؤلاء النواب او (المشرعين) لشعبنا الذي يسعى لتحقيق أمنه الاجتماعي والوطني .
الموقف العراقي الرسمي من هذه الزمرة مقيد بالدستور وأحكامه والذي لا يمكن إغفاله ،وقد أعلن الناطق باسم الحكومة العراقية عن طلب مغادرة هذه الزمرة العراق استنادا الى أحكام المادة (7) من الدستور الدائم التي تنص فقرتها ثانيا على : ثانياً تلتزم الدولة بمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله، وتعمل على حماية أراضيها من ان تكون مقراً أو ممراً أو ساحة لنشاطه. اما المادة (8) منه فقد نصت على: يرعى العراق مبادئ حسن الجوار، ويلتزم عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى..
ومادامت هذه المنظمة هي إرهابية حسب التصنيف الدولي لها ،ووجودها يشكل تدخلا في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ،فمن الأحرى طردها من العراق وتأكيد السيادة الوطنية على أرضنا ،في وقت يستوجب توفير المناخ النقي لتطبيق الخطة الأمنية المزمع قيامها من منطلق استراتيجي .ويبقى الأمر الأكثر استغرابا هو مواقف القوى المتحالفة مع هذه المنظمة، كيف تبيح لنفسها إقامة علاقات مع (الفرس) وقد كانت لهم حروب وحروب، فيما يجاهرون بافترائهم على شعبنا العراقي به (صفوي)؟!!!فأي ولاءات تحكم بقايا صدام ؟!!
https://telegram.me/buratha