حيدر عباس النداوي
المرزوقي مثله مثل غيره من رؤساء الحكومات العربية التي تعاملت في حضورها إلى العراق والمشاركة في قمة بغداد وفق نظرية العرض والطلب السائدة في اقتصاد السوق الحر، أيّ انه كلما حصلت هذه الدول على مكاسب من العراق كلما كان تمثيلها الدبلوماسي على أعلى المستويات والعكس صحيح".وبما ان تونس كان تمثيلها بأعلى هرم السلطة المؤقتة لديها والذي تمثل بحضور رئيسها المؤقت المنصف المرزوقي، فإن هذا يعني انه"أيّ المرزوقي" حصل على بطاقة اليانصيب من الدرجة المتميزة التي تعطيه الحصانة النيابية والقضائية والقانونية والدرجة الكاملة في الوصول إلى مبتغاه".ورغم أنّ عقلية الإنسان العراقي كانت على استعداد لتقبل الكثير من التنازلات وخاصة ما يتعلق منها في الجوانب المادية والهبات والمنح والعطايا فيتحقيق مطمح إقامة القمة العربية في بغداد طالما ان هذه الأموال ستصرف في جوانب الكرم والنخوة اليعربية وليست الصفوية، وفي شراء المواقف والذمم وهو مبدأ سائد اليوم بواقعيّة ويتحكم بطبيعة العلاقة التي تربط الدول والشعوب فيما بينها فلماذا يشذ العراق عن هذا الواقع المفروض بالإضافة إلى أنّ هذه الأموال ستصرف وتقيد ضد مجهول بأي حال من الأحوال".وما أثار لغط وحفيظة الشارع العراقي هو سبب تأخر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في بغداد على خلاف الواقع فإذا كان من اجل الأموال فالطيور طارت بأرزاقها وحملته معها على جناح الطائرات التي أعادت الضيوف الكرام إلى أهلهم ومحبيهم وثوراتهم وربيعهم".إلاّ أنّ أخبار جهينة المؤكدة أفادت أنّ تأخر المرزوقي كان لإتمام إجراءات زفاف أبناء جلدته من القتلة والمجرمين ممن ينتمون إلى تنظيم القاعدة التكفيري ومن الذين تلطخت أيديهم ووجوههم ورؤوسهم وأقدامهم بدماء العراقيين بعد أن يقوم القضاء العراقي المبارك بإطلاق سراحهم وهو ما تحقق صبيحة الجمعة المباركة".وهكذا قطف العراقيون أولى ثمار نجاح القمة العربيّة في بغداد والذي تمثل بإطلاق سراح القتلة والمجرمين من أخوة أبو تبارك اللعين من التونسيين، في بادرة حسن نية على عودة العراق إلى حاضنته العربية، اما دماء الشهداء وحسرة الأبناء وأناة الأرامل واليتامى فيمكن للحكومة العراقية ووزارة الخارجية وقناة العراقية ان تعتبرها ثمناً للحاضنة العربية لأنها هدف كبير وهكذا دائماً فأن الأهداف الكبيرة تستحق التضحيات الجسام واعتقد ان حضور المنصف المرزوقي هدف ما كان ليتحقق لولا إطلاق سراح أبو تبارك وكل القتلة والمجرمين من أبناء جلدته من الذين قتلوا ومثلوا بأشلاء الصفويين المحتلين".بكلّ تأكيد فان جهينة والأيام القادمة ستكشف عن خبايا قمة بغداد وسيعرف المواطن العراقي المغلوب على أمره، ان هذه القمة كانت أسوء صفقة جرت على مر التاريخ لأنها إساءة إلى كرامة شعب بأكمله".
https://telegram.me/buratha