المقالات

قمة... النجاح

604 23:07:00 2012-04-03

جواد العطار

انتهت قمة العرب في بغداد باعلان بيان ختامي مقتضب تضمن تسعة بنود في سابقة لم تشهدها القمم العربية الماضية .. واذا كانت تلك البنود ومقررات القمة؛ مع الاقتضاب؛ دون مستوى طموح وتطلعات الشعوب العربية ليس لانها جاءت عامة وشاملة وسط غياب واضح لآلية تضمن تطبيق بنود الاعلان الختامي فحسب او لجان تنبثق عن القمة تتولى مسؤولية وضع قرارات القادة والزعماء موضع التنفيذ؛ بل لانها ناقشت ايضا قضايا وملفات ساخنة واهملت اخرى لا تقل سخونة .. فقد كالت بمكيال الاهتمام للملف السوري مثلا والغياب والتغييب للملفين؛ اليمني الذي ما زال يعاني تلكؤا واضحا في تطبيق المبادرة الخليجية وقضية الشعب البحريني التي غيبت معاناته تماما عن طاولة النقاش .. ان كل ما يتعلق بالقمة من تحضيرات ومستوى التمثيل والنقاشات والجلسة المفتوحة والمغلقة وحديث الكواليس والبيان الختامي ؛ اصبح في ذمة تأريخ القمم العربية الذي اضيفت الى ارشيفه صفحة قمة بغداد الثالثة والعشرين . واذا كانت القمة قد اسدلت ستارها بالنسبة لجميع الدول المشاركة فيها ، فانها ليست كذلك بالنسبة للعراق الذي تسلم رئاسة القمة من ليبيا التي عقدت فيها آخر قمة عام 2010 .. والرئاسة الدورية للقمة تعني مسؤولية مضاعفة تتمثل في تفعيل العمل العربي المشترك وادارة ملفاته والتنسيق مع الجامعة العربية والمنظمات الاقليمية والدولية في مواجهة التحديات ، مما يهيأ للعراق فعلا فرصة حقيقية للاندماج بمحيطه العربي وتحقيق الهدف والغاية من عقد القمة ببغداد والتي لا تعني؛ باية حال من الاحوال؛ مثلما يعتقد البعض تلك الساعات المعدودة التي عقدت فيها .ان نشوة نجاح القمة من الناحية البروتوكولية والامنية رغم المؤاخذات الكثيرة على اجراءات الاخيرة؛ والمقدرة العالية في التنظيم .. يجب ان لا تطغى على متطلبات نجاح السياسة الخارجية التي ترتكز دائما على وضع داخلي مستقر تسوده لغة الحوار البناء والتفاهم بين مكوناته وتوسيع قاعدة المشاركة والاتفاق في مواجهة المشاكل والتحديات .. وهو ما ننتظره من اللقاء الوطني المرتقب بين الكتل السياسية ليس لانه استحقاق داخلي ملح بل لانه اصبح استحقاقا خارجيا كفيل باخراج مقررات القمة العربية من ذمة التأريخ الى ساحة التطبيق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك