الحاج هادي العكيلي
َوين ...................... يَدَلينيينطوي الكلام حول المسؤولين على ان يتوافر فيهم من الصفات التي تعكس كل واحدة منها مفهوما خاصا من مفاهيم القيم الاسلامية .ولو كان مثل هذه الصفات متوافرا في المسؤولين فمن المؤكد انهم سيعملون في سبيل الله ومن اجل رفعة الاسلام .يجب ان يتصف المسؤولون في النظام الاسلامي بتقوى الله قبل كل شيء اخر .اي ان يضعوا نصب اعينهم في الشؤون الاجتماعية وفي ادارة شؤون المجتمع .فالسياسة والسلطة غرارة اكثر من اي شيء اخر ،والسياسي معرض للخطأ والخيانة اكثر من اي شخص اخر ،اما ذكر الله فيحول دون السقوط في مهاوي المعصية .ان وضع الله نصب العين في كل الامور له تاثير تربوي عميق في الحياة الفردية والاجتماعبة ،ولو تصور الانسان ان الله موجود في كل الظروف والاحوال شاهد على كل الامور ولاسيما السياسية والاجتماعية لكان رادعا له عن اقتراف اي خطأ او زلل . فقد قال امير المؤمنين الامام علي عليه السلام ((من اصلح ما بينه وبين الله اصلح الله ما بينه وبين الناس ))(نهج البلاغة ،الحكمة 89).وللمسؤولين الحكوميين صفات اخرى منها اتباع الحق .فالمسؤولون يجب ان يعملوا على احقاق الحق وتطبيق العدالة في المجتمع في كل الظروف والا يتغاضوا عن الحق ايداً.وتفيد سيرة الامام علي عليه السلام انه كان يطبق الحق بشكل كامل ودقيق ويراعي الحقوق وكان فضلا من ذلك يامر ولاته وعماله برعايته ايضاً.حيث امر مالك الاشتر ب(( ثم ليكن اثرهم عندك اقولهم بمر الحق لك )).ان التزام بالحق من خصائص الحاكم المسلم .والمسؤولون في النظام الاسلامي يجب ان يعملوا بالحق ويطبقوه في المجتمع وينبغي انتهاج الحزم في العمل بالحق بحيث يجب ان يطبقه المسؤول حتى على احب الناس اليه .واحدى الصفات البارزة للمسؤولين هي العدالة والعمل بها .فتطبيق العدالة بين الناس ورعاية حقوقهم يخلق لديهم الحوافز ويدفعهم الى تاييد الحكومة ،وفي مثل هذه الحالة يتمكن الحكام من ادارة شؤون المجتمع على نحو افضل . كان كلام الامام علي عليه السلام كله دعوة الى الحق وتحقيق العدالة وفي وصية له الى مالك الاشتر (( وان افضل قرة عين الولاة استقامة العدل في البلاد )) .ولو كان المسؤولون في النظام يتصفون بمثل هذه الصفة حقاًلاقتربنا من تحقيق الدولة الكريمة التي وعدنا بها.ان الفقر والحرمان وفقدان متطلبات الحياة حالة يعاني منها الكثير من الناس ولا سيما الطبقة المحرومة من ابناء المجتمع ومن واجب الدولة توفير متطلبات هذه الشريحة المحرومة ولو كان المسؤولون والمدراء يحملون هموم هذه الشريحة لانحلت مشاكلها على نحو اسرع فمساعدة الفقراء والمحتاجين والعمل من اجل القضاء على الفقر من الصفات البارزة للقادة السياسيين .ويؤدي الفقر الاقتصادي الى ظهور كثير من المشاكل الاجتماعية والفساد الاخلاقي وانعدام الامن الاجتماعي .وما اكثر المحتاجين الذين لايجدون امامهم سبيلا سوى ارتكاب الجرائم من اجل سد حاجاتهم وحاجات عوائلهم .ولو تم القضاء على مشكلة الفقر في المجتمع او تقليصها لساد الامن في المجتمع ولتلاشى الكثير من الفساد الاخلاقي والسلوكي .اذا مكافحة الفقر ورعاية الطبقة المحرومة واجب اساسي من واجبات المسؤولين وصفة بارزة من صفاتهم .ونجد ان الامانة هي من الخصائص البارزة للمسؤولين الحكوميين فكل ما يوضع تحت تصرفهم من مناصب واموال انما هي لعامة ابناء الشعب وتبقى عندهم الى حين . وهذا يعني ان كل مسؤول حكومي ملزم بحفظ ما في يده من امانة ابناء الشعب وتوظيفها بما يعود عليهم من نفع مادي ومعنوي.صفة الامانة صفة في غاية الحساسية بالنسبة الى المسؤول الحكومي ويجب ان تراعى بدقة عند اختيار الاشخاص وان تكون واحدة من شروط استخدام الموظفين .فقد امر الامام علي عليه السلام مالك الاشتر في هذا المجال قائلا )يامالك ) فاعمد لاحسنهم كان في العامة اثراً واعرفهم بالامانة وجهاً .وهناك صفات اخرى يجب ان تتوافر في المسؤولين ولا يمكن التطرق اليها كلها وانما نكتفي بما عرضناه منها .وتبرز اليوم اكثر من اي وقت اخر هل يوجد مسؤول حكومي يحمل تلك الصفات على الاقل في عراقنا؟ بالتاكيد ستقولون اذا ((خليت قلبت )) ونقول لقد خليت الدوائر الحكومية من المسؤول الذي يحمل تلك الصفات لسببين الاول التغيب الاجباري بسبب المحاصصة الحزبية والسبب الثاني تغيب ذاتي بسبب خوف الشخص الذي يحمل تلك الصفات من التصفيات الجسدية وكاتم الصوت. فجلس في البيت .وستقلب الامور ونختار الشخص الذي يحمل تلك الصفات عن طريق الانتخابات المقبلة .لوجود مثل هذه الطاقات البشرية يؤدي الى تقدم الشعب وازدهار البلد .واقول وارفع صوتي عالياً وين يدليني على مسؤول حكومي يحمل تلك الصفات يرحمه الله .
https://telegram.me/buratha