المقالات

القمة العربية وبوصلة التغيير الايجابي

638 17:45:00 2012-04-01

عبد الكريم ابراهيم

قد تكون قمة بغداد هي الاكثر تكلفة من الناحية المادية عن غيرها من القمم السابقة ، لتفاني العراقيين على انحاجها في ظل ظروف استثائية لا يراد لها ان تعكر صفو الاجواء ،حيث تعد اكبر تجمع عربي تحتضنه بغداد بعد التغيير عام 2003. ولكن ،هل حصد العراق ما كان يأمله من اخوة الدم الواحد؟ سؤال يهم السياسي والمواطن البسيط معا . يرى بعض المراقيبن للشأن العربي ان بعض التصورات لدى العرب عما يجري في العراق بعد سقوط النظام البائد ،جاءت عن قناعات ذات طبيعة تحمل نفسا طائفيا وبعيدة عن السياسة و من الصعوبة تغيير تلك القناعات في ظرف يوم واحد من اللقاء والمحادثات الاخوية ،ورغم ادرك بعض السياسيين العراقيين لهذه الحقيقة فانهم سارعوا في الحراك نحو وحدة موقف عربي حول بعض قضاياه المصيرية، وهذا قد يحتاج الى تقديم بعض التنازلات التي توصف بانها نوع من المرونة التي لابد منها في سبيل غاية اخرى يسعى لها العراق وهي اقناع العرب بضرورة قبول الحالة العراقية بكل تغيراتها وتعامل معها على انها فرض واقع . في المقابل لابد للعراق البلد الحاضن للقمة من أداء نوع من الديناميكية وارسال رسائل اطمئنان بان العراق جزء هام من محيطه العربي وان التغييرات التي حصلت فيه ما هي الا ظروف خادمة للمنظومة العربية في ظل وجود نظام ديمقراطي تعددي لايشكل خطرا على جيرانه . العراقيون مقتنعون بضرورة الحراك العربي الذي يخدم الجميع وفي المقدمة بلدهم الذي يعيش حالة ابعاد قسري نتيجة لمخاوف الاشقاء ومحاولة البعض دعم فئة معينة على حساب الاخرى لايمانهم بان الاخيرة هي صوتهم في عدم انحراف العراق نحو وجهة معينة يعيش معها المحيط العربي والخليجي بخصوص في حالة تجاذب لايمكن ان تستقر لاختلاف الرؤى المذهبية والقومية والسيادية. الصعوبة تكمن هنا في مقدرة العراق في التوفيق بين غايتين اشبه ما تكونان متناقضتين لدرجة التخاصم ، ولكن في عالم السياسة الذي تحركه المصالح المشتركة ،كل شيء ممكن ،وهو لايعني تقديم تنازلات جوهرية بقدر ما هي خلق عملية توازن بين كفتي المعادلة العربية وجيرانها في ضوء الثوابت الدولية منها عدم التدخل في الشأن الداخلي وتقارب ايجابي في القضايا المصيرية كفلسطين والموقف من اسرائيل . تحركات العراق على الصعيد العربي جاءت بنتائج ملموسة لعل حضور امير دولة الكويت والاعتذار التونسي خير دليل على نجاح العراق في توضيح الصورة التي كانت قاتمة الى حد بعيد عند الكثير من الاخوة العرب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك