المقالات

لماذا لم يعلن البرزاني ولادة الدولة الكردية

888 07:41:00 2012-04-01

خضير العواد

لقد لمح الكرد كثيراً عن إعلان دولتهم الكردية وقد أكد مسعود البرزاني هذا الأمر في أكثر المناسبات , وقد كثفوا حملتهم الدعائية عن دولتهم الموعودة ومن حق الكرد تبني مشروع الدولة , وفي الأيام القليلة قبل أعياد النوروز شدد البرزاني من حملته ضد حكومة المركز ومرافقاً لهذا الهجوم أخبر الشعب الكردي ببشارة سوف تظهر في يوم العيد , والجميع قد ترقب هذه البشارة وكان يعتقد بأعلان الدولة الكردية ولكن النوروز قد ذهب وليس هناك بشارة بمعنى الكلمة للبشارة , ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يعلن السيد البرزاني عن ولادة الدولة الكردية بالرغم من توفر شروط نموذجية لمثل هذا الإعلان , فألدول التي تحيط بإقليم كردستان جميعها لها ظروف لا تحسد عليها ومنشغلة بها , فالإيرانيين منشغلين مع المجتمع الدولي حول البرنامج النووي وكذلك ترقبهم لأي هجوم محتمل على مفاعلهم النووية من قبل الأمريكان أو إسرائيل , الأتراك منشغلين بمشاكلهم مع الكرد عندهم وكذلك المشكلة السورية وتبني الأتراك لفكرة إسقاط النظام فيها , أما سوريا فحكومتها مشغولة بالدفاع عن نفسها وشعبها أمام الهجوم العالمي الذي يقوده البلدان العربيان قطر والسعودية بالتعاون مع عناصر القاعدة , أما العراق فجراح الأرهاب تعصف به و الحصار الدولي التي تقوم به السعودية وما يدور في فلكها من دول عربية تجعله لا يكترث بشماله وما يتحرك , بالإضافة لعلاقات الكرد الجيدة التي فرضتها الظروف مع المكوّن السني الذي يمتلك علاقات وروابط قوية جداً مع الدول العربية ذات التوجه الطائفي , فهكذا ظروف ليس من السهولة خلقها أو تهيئتها , ولكن هناك ثلاث عوامل منعت البرزاني من إعلان دولته الموعودة , العامل الأول هم الكرد أنفسهم ,لأن الكثير منهم يعتقد بأن الظروف غير ملائمة لمثل هذا الإعلان الأن وخصوصاً الإتحاد الديمقراطي الكردستاني الذين يعتقدون بأن إعلان الدولة يفقدهم جميع المكتسبات التي حصلوا عليها من الدولة العراقية كرئاسة الجمهورية بالإضافة للوزارات , وكذلك تخوف أكثر الكرد من إختفاء النظام الديمقراطي من حياة الشعب الكردي بعد إعلان الدولة الكردية بسبب سيطرة البرزانيين على كل مفاصل الدولة ولا يمكن لأحد أن ينقد أي عضو من أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني , اي تخوف الكرد من عودة النظام الدكتاتوري ولكن هذه المرة سيأتي مع الشروال الكردي وتحت عنوان النضال والمحافظة على حقوق الشعب الكردي , العامل الثاني الذي عرقل فكرة إعلان الدولة هي عدم دفع مستحقات الميزانية من قبل العاصمة للإقليم وقد هددت أسماء لها وزنها في الحياة السياسية العراقية بإيقاف دفع الميزانية في حال إعلان الدولة الكردية , العامل الثالث المهم والمفاجئ للكرد هو تحسن الوضع في سوريا وسيطرة الحكومة هناك على أغلب المدن السورية وفشل المشروع القطري السعودي في تغير النظام بالقوة , والذي كان يتأمل الكرد من تغير النظام في سوريا أمرين الأول وجود حكومة تعترف بدولتهم والثاني فتح طرق لهم بإتجاه البحر المتوسط مما يسهل تواصلهم مع العالم الخارجي وهذا من أهم العوامل التي تقوم على أساسها الدول أي يجب لاي دولة تريد الإستمرار بالإستقلال والحرية أن تمتلك طرق خاصة بها تربطها تجارياً وإقتصادياً مع العالم الخارجي . هذه العوامل التي جعلت الكرد يتريثون عن إعلان دولتهم التي يترقبونها ويعدّون العدة لقيامها حتى ولو بعد حين , تبني فكرة الدولة بالنسبة للكرد هذا حقً مشروع تضمنه لهم جميع القوانيين الدولية , ولكن المطلوب من الحكومة المركزية أن تجعل في أولوياتها قيام مثل هذه الدولة في شمال العراق لا محال , لهذا يجب أن تجعل مصالح الشعب العراقي فوق كل حساب وأن تضع الخطط لمثل هكذا خطوة من الأن , فالدفاع عن مصالح الشعوب من أهم واجبات الحكومات في العالم , كما يفتش الأخوة الكرد عن مصالحهم فيجب أن نحافظ على مصالحنا وندافع من أجلها , لأن الذي أخرَ إعلان الدولة الكردية في شمال العراق العوامل أعلاه وإذا زالت هذه العوامل فالنتيجة الحتمية لمستقبل الكرد هو إعلان الدولة التي يحلمون بها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مراقب
2012-04-01
نختلف معكم في العامل الثالث فنرى عكس ما شرحتم فالدولة السورية الجديدة الموعدة ستكون لمجرمين والاكراد لا يعرفون التعامل الاجرامي حدودهم التهديد والذاتية لو كانوا كما قلت من انهم ينتظرون طريقا لربطهم بالعالم الخارجي وكان لهم هذا النفس لقرأ ذلك الاسرائليون والامريكان ولستفادوا منهم فادة قصوى بحكم موقهم الاستراتيجي لكن هناك سر في حكومتهم فهي ذات نمط قديم ويسر كثيرا بالموقع فرئاسة الجمهورية الان قرت عيونهم
مراقب
2012-04-01
لم اقرء من المقال الا عنوانه وساجيب فقط على السؤال وبعدها اقرأ المقال واعلق عليه الجواب لانه جبان وعميل وينتظر الاوامر التي لم تصدر ابدا لصالح الاكراد وهو لم يفهم هذه الرسالة لذا نشك في ذكاءه ايضا نقرأ ونعود
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك