عيسى السيد جعفر رئيس مجلس أدارة جريدة البينة
ثمة مشكلة حصلت بسبب القمة العربية ومن جرائها كما يقول قضاة التحقيق عند توصيف وقائع جريمة، المشكلة هي أن صحافتنا تعطلت منذ يوم 21/آذار ولغاية الأول من نيسان، وهي بالضبط أحد عشر يوما لم تصدر فيها سوى صحيفتين أو ثلاثة من صحفنا التي يربوا عددها على المائة وخمسين صحيفة، وحتى تلك التي صدرت فقد كان المطبوع منها نسخا قليلة، أضف أنها من تلك الصحف الممولة بسخاء أما من جهات حكومية أو خارجية!..وللتذكير وكي نكون في سياق الموضوع، فإن هذه الفترة شهدت حدثا انتظرناه ثلاثة وعشرين عاما، فآخر قمة عربية عقدت هنا كانت عام 1990 حيث "أستقبل" الطاغية زعماء العرب باستعلاء، كان من نتيجته ما جرى بعد ذلك على العراق من مصائب وويلات!! وتخيلوا قمة عربية تعقد هنا في بغداد، وكأن لا صحافة ولا صحفيين ولا أعلام ولا إعلاميين هنا في العراق، ما عدا البواسل في الإعلام الإلكتروني وأداء أحادي النظرة للإعلام المتلفز..وتلك لعمري رزية منينا بها دون نواح..أحد عشر يوما والقاريء العراقي منقطع تماما عن الإعلام سوى التلفاز والإنترنيت المرتبطين بالكهرباء التي تأتي ولا تأتي..لقد عدنا في تلك الأيام إلى إعلام القيل والقال، أي إلى الإعلام ألشفاهي، وتخلت في تلك الأيام أمة الورق والحبر عن ورقها وحبرها وأقلامها أيضا، وعدنا كما كنا أول التكوين أمة شفاهية..والعتب على القمة العربية!
https://telegram.me/buratha