المقالات

مؤتمر في بغداد واَخر في طهران "نعم لتسليح المعارضة في الخليج والجزيرة العربية وفلسطين "

1060 23:58:00 2012-03-31

الشيخ حسن الراشد

مؤتمر في بغداد واَخر في طهران "نعم لتسليح المعارضة في الخليج والجزيرة العربية وفلسطين "

الانقلاب في المفاهيم والازدواجية في التعامل مع قضايا الشعوب وثوراتها هو عنوان مرحلة "الثورات الربيع العربي" وهو اهم حدث يشهده العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وبروز قطب احادي بزعامة الولايات المتحدة الامريكية ..

الازدواجية في التعاطي مع ثورات العالم العربي لم تكن ظاهرة ملفتة ومثيرة للدهشة فالثورة التونسية تعاطفت معها الشعوب والثورة المصرية اشربت نحوها الاعناق حتى اخر لحظة حينما اعلن ديكتاتور مصر الاستقالة وتم اسقاطه بثورة شعبية عارمة لم تشهدها مصر من قبل فيما الليبيون حظيوا بنسبة اقل من التعاطف وارتياح الجميع من سقوط نظام معمر القذافي المستبد وقد شكل حضور الاطلسي بطائراته وحاملاتها وبوارجه عنوانا لاعتراض البعض على منحى الثورة الليبية ..اما الثورة اليمنية فكانت ثورة خالصة وصادقة ولم يشوبها شيء من التحريف لولا التدخل السعودي وانهاءها بتلك الطريقة الهزلية المعروفة والتي اتت بنائب صالح الطالح والمرشح الوحيد والاوحد ليسدل الستار على ثورة كان المتوقع لها الانتصار الكاسح وانهاء حكم ال علي عبد الله وزبانيته وتكريس نظام ديمقراطي حقيقي يناسب المزاج اليمني لا مصالح ال سعود وانظمة العهر الخليجي .

وجاءت الثورة البحرينية لتقلب الموازين وتفضح المعايير الكاذبة وتكشف الدجل والنفاق العربي ومعه العالمي مع قضية شعب مظلوم ثار من اجل حقوقه وكرامته مطالبا بنظام ديمقراطي وباسلوب حضاري رغم مساعي الحكم لاستدراجه الى العنف الا ان اغلبية الشعب هناك كانت ملتزمة بالنهج السلمي وبشعاراته الثورية والمنادية برحيل ال خليفة واقامة حكم عادل وديمقراطي للجميع ‘ وقد استمرت هذه الثورة ومازالت في منتصف الطريق الا انها تعتبر بحق ثورة مظلومة ويتيمة مقارنة بكل الثورات العربية حيث تم التعاطي معها ولايزال بطريقة غير عادلة ومن منطلق اما طائفي واما عنصري فكان ملفتا ومحور استقطاب للسياسيين والاعلاميين في كل مكان وكانت الثورة التي فضحت ازدواجية المعايير وتركت عنوانا كبيرا في جبين "الثورت العربية" هذا العنوان جسد مظلومية شعب بعد الثورة الفلسطينية التي مازال الغرب والامريكيون يتعاطون معها بازدواجية في المحافل الدولية عندما يتعلق الامر بدولة غاصبة تشكل ثقلا عليهم قبل غيرهم تسمى "اسرائيل" وحتى عرب العهر من الحكام تخلوا عنها ولم يطالبوا يوما بتسليح الشعب الفلسطيني كما هم اليوم يصارعون من اجل تسليح بعض المعارضات في الدول العربية !وقد اتت (( الثورة السورية)) لتكرس من تلك الازواجية وتضع حدا لمفاهيم "العدالة" و"الحرية للشعوب" ومعايير حقوق الانسان وغيرها من المفاهيم والمعايير الانسانية الصادقة و التي كانت تشكل خطا احمرا لا يمكن لاحد من التعدي عليها وتجاوزها الا ان تعاطي العرب وقوى غربية مع الموقفين في البحرين وفي سوريا وبالشكل الذي يعرفه الجميع غدى سابقة فريدة وخطيرة فتحت الابواب على مصراعيها للجيمع لتبني خيارات تتنسجم مع تلك المفاهيم القائمة خاصة وان عرب الحكم اليوم يطالبون بتسليح المعارضة السورية ويصارعون انفسهم في هذا الطريق فيما هم طوال عشرات السنين ساكتون وصامتون عن تسليح الشعب الفلسطيني وخيارهم هو"الحل السياسي" وهم يرفضون اي نهج اخر مثل العمل المسلح والمقاومة المسلحة .

ولمواجهة هذا التحول الخطير ولهذا المنحى المضاد لارادة الشعوب وخياراتها الديمقراطية والذي يقوده اليوم نظام ال سعود وحكام بترودولار العربي لابد من اقامة تحالف جديد يضم كل المعارضات المناضلة والناشطة على الساحة العربية والخليجية والتي تقاوم مشاريع الظلم والاستبداد والهيمنة وتسعى لاقامة الديمقراطية الحقيقية ..هذا التحالف يجب ان يضم حركات المعارضة في الخليج والجزيرة العربية وفلسطين في اطار مؤتمر موسع يكون مقره بغداد او طهران تحت عنوان "مؤتمر اصدقاء المعارضة في الخليج والجزيرة العربية وفلسطين"! تكون على رأس اولوياته مناقشة قضية تسليح الثوار في البحرين والجزيرة العربية واليمن وفلسطين واليات التنفيد .وقد سبق ان اشرنا في مقال تحت عنوان "ايران والعراق / تسليح المعارضة في الخليج .." لمواجهة المشروع السعودي والثورة المضادة التي تقودها مملكة ال سعود لضرب مكتسبات الشعوب الثائرة ولاسقاط الانظمة الديمقراطية كنظام العراق الديمقراطي وقد اتخذ السعوديون والقطريون قرارا بدعم الثورة المضادة في بعض البلدان واحتواء البعض الاخر منها كما ان هؤلاء الحكام كانوا ومازالوا يدعمون الارهاب في العراق ويضخون الملياراد من الدولارات لاسقاط نظامه وقتل ابناءه ‘ وقد تألمنا كثيرا لعقد مؤتمر جامعة الدول الاعرابية في بغداد اخيرا ولم يتم ادراج في ملفات نقاشاته قضية شعب البحرين المظلوم في المقابل مارس حكام العهر العرب الضغوط لادراج قضية المعارضة السورية ومطلبهم بتنحي الاسد وهو ما اثار السيد المالكي كما تقول بعض التسريبات ان المالكي قال لهم " صفقة المنامة مقابل دمشق"! رغم اننا نعتقد ان هذه الصفقة بحد ذاتها ظلم لاهلنا في البحرين والاصح يجب ان تكون هناك "صفقة اسقاط ال سعود مقابل ال اسد" وهي الصفقة الاكثر ربحا والاكثر توازنا كي لا يختل ميزان القوى في المنطقة لصالح الارهابيين والظلاميين ومن يدعم قوى التطرف السلفي وتنظيم القاعدة .

ومن هنا فاننا ولمواجهة العجرفة السعودية ومخططات ال سعود الارهابية ومحاولاتهم من اجل جر المنطقة الى الفتنة الطائفية والحروب والدمار نقترح عقد "مؤتمر اصدقاء المعارضة في الخليج والجزيرة العربية وفلسطين" يتم فيه نقاش اليات تسليح المعارضة في تلك البلدان ودعم الثوار بالسلاح كرد على نهج التطرف السعودي الظلامي ومساندته للارهاب والقاعدة وهو مشروع يدخل في اطار الاجندة السعودية والقطرية والتي تسعى بكل قواها افشال الحراك الديمقراطي الحقيقي الذي يجري في المنطقة خاصة بعد سقوط صدام وهبوب رياح التغيير والثورات الصادقة الهادفة اقامة الديمقراطية التعددية ونبذ التطرف والديكتاتورية والحكم الفردي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المغترب
2012-04-01
اصلحوا حال بلدكم الاول وبعد شوفوا غيركم!!!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك