الباحث والاعلامي: قاسم بلشان التميمي
اتذكر مرحلة الدراسة الابتدائية وكيف قرأت جملة (الى متى يبقى البعير على التل) وكنت انذاك اتصور ان المعنى الحقيقي لهذه الجملة هو ان هناك (بعير) يعني (جمل) حتى لايقول البعض انني اتكلم ب(العامية) وهذا (البعير الجملي) او (الجمل البعيري) كان فوق التل ربما للنزهة وربما كان هاربا من اهله وربما كان يريد ان يرى العالم من على مرتفع وكثيرة هي الاشياء التي كنت اتصورها او اتخيلها تدور في (رأس) البعير . ومرت الاعوام فعرفت تكملة وتفسير اخر لهذه الجملة (الى متى يبقى البعير على التل) وتكملتها (حتى مطلع الفجر) وهذا التفسير اكبر بكثير من تصورات طفل (بريء) حيث يشير التفسير الجديد لهذه الجملة ان الشيوعيين وصفوا العرب بالجمل (البعير) الذي يقف فوق تل يحوي في باطنه وظاهره خزائن نفيسة لكن لم يستفادوا من هذه الخزائن واكملوا انه الى يوم القيامة سوف يبقى البعير فوق التل ، ولكن (ابو جوقي) المحلل السياسي المحنك في مقهى ابو جاسم فأنه فند هذا التفسير وقال بالحرف الواحد ان الشيوعيين لم يفسروا ولم يعطوا رأيهم ب(البعير والتل) واكمل ابو جوقي قوله اني املك الدليل القاطع والدليل هو ان الشيوعيين لم (يعترفوا بيوم القيامة) وابو جوقي بقوله هذا كان مصيبا جدا وعاشت ايدك (استادي) كما كان يقول عبوسي لحجي راضي رحمه الله. وكما يبدو ان البعير هذا لم ينتبه الى الخيرات والخزائن التي تحت قدميه وذلك لسبب بسيط هو انه (بعير) كما انه توجد هناك مشكلة اخرى هي ان هذا البعير قدر له ان يكون راعي لقطيع من البعران وبالتالي بعير يقود بعران.وهناك من فسر هذه المقولة (الى متى يبقى البعير على التل) بأنها حالة الشعوب المغلوبة على امرها حيث وضعها حكامها (الما يخافون من الله) كما تقول (حمده الدلالة) فوق مكان عالي (لامي ولا اكل) وهم يعيشون في سفح الوادي و(البعير) المسكين ينظر اليهم وهم يتنعمون ويأكلون ويرقصون غير مبالين و(البعير) ينظر اليهم وهو في حيرة من امره لان الحكام قالوا له اننا وضعناك في مكان مرتفع وجعلناك شامخ وجعلناك فوق الجميع وانظر الى حالنا نحن اقل منزلة منك ، وكما يبدو ان هذا القول وجد ترحيبا وصدى عند بعض (البعران) لكن البعض الاخر فقه وعرف الحقيقة وفجر ثورة عارمة اسمها (موقعة الجمل ) او موقعة البعير وراح ضحيتها الكثير الكثير من (الطليان والتيوس) وكذلك لا ننسى (الجرذان) الذين هم سبب مصائب البعران ، واستمر الحال على هذا المنوال ولم تتمكن الاجيال من وجود تفسير لجملة (الى متى يبقى البعير على التل) ، الى ان جاء فيلسوف بعيري ديكارتي جديد وطالب بالحداثة وبضرورة التجديد وتوصل بعد جهد جهيد الى تفسير واعلنه على المليء في شرق الارض ومغاربها وقال في تفسيره انه وبعد فترة طويلة من التفكير وحسن التدبير وبعد الرجوع الى امهات الكتب خصوصا (الفلفسية) هكذا قالها اما انا فأقولها (فلسفية) حتى لا اتهم باني لااميز بين (فلفسة وفلسفة) على العموم اعلن الفيلسوف الجديد عن المعنى الحقيقي لجملة (الى متى يبقى البعير على التل) وقال ان البعير هو رمز (الرجل المتزوج) وعذرا سيدي الرجل اما التل فهو رمز (المرأة المتزوجة) وعذرا سيدتي المرأة والمعنى الكامل ان الرجل المتزوج حائر في امره لايستطيع ان يفعل شيئا ففي كل مرة يهتز (التل) لينجب لحظة خوف تدب في قلب (البعير) فيحاول النزول ولكن قيود كثيرة تشده الى التل ويحاول الافلات لكن لامفر وكما يبدو ان التل متمسك بالبعيروالبعير معجب جدا بهذا التمسك. واعتقد ان كلامي هذا غير سياسي وبعيد جدا عن السياسة.
https://telegram.me/buratha