المقالات

انتصار الدبلوماسية العراقية

728 11:27:00 2012-03-31

علي الانصاري

تعقد في بغداد القمة العربية الثالثة والعشرين بحضور الدول الممثلة في الجامعة العربية,ويعتبر عقد القمة العربية في بغداد بعد تغيب للدور العراقي في المحيط العربي لأكثر من واحد وعشرين عاما هي الفترة التي اعقبت غزو النظام الصدامي المجرم للدولة الشقيقة الكويت .ان غزو الكويت واحد من اسوأ ماسيكتب عنه التاريخ المعاصر وهي جريمة نكراء قام بها نظام مستبد كان للدول الاعضاء في الجامعة العربية دور اساسي في التغطية على جرائمه التي استخدمها ضد الشعب العراقي المظلوم,وانكسرت جرّت الظلم على رأس انظمة تلك الدول وكانت الضحية دولة وشعب الكويت الشقيق ولم يكن لأبناء وادي الرافدين اي علاقة او تأييد لما ارتكبه النظام المجرم البعثي ضد الكويت ودول المنطقة .لقد استطاعت القيادات العراقية التي تصدت للعملية السياسية بعد سقوط الطاغوت ان تعيد للعراق دوره المحوري المهم بالمنطقة الاقليمية والدولية رغم كل محاولات الاجهاض التي حاولت بعض الدول الشقيقة ممارستها لأسباب قد تكون على الاغلب طائفية إلا ان السياسيين العراقيين تجاوزوا المحنة واثبتوا للجميع نجاح الدبلوماسية العراقية في اعادة العراق الى الصف العربي والإقليمي والدولي .ان حضور ممثلي الدول العربية الى القمة في بغداد اعتراف صريح بالنظام السياسي في العراق وبداية لإعادة مياه العلاقة مع الدول العربية الشقيقة الى مجاريها بعد ان شهد العالم العربي ربيع الثورات التي قضت على الانظمة الدكتاتورية في تونس ومصر وليبيا واليمن وهي في طريقها لتصفية باقي الانظمة المستبدة الاخرى .ان احتضان العراق للقمة العربية هي بداية لبناء علاقات وديّة وسياسية واقتصادية مع دول المنطقة وهي رسالة اطمئنان على قدرة العراق لمسك زمام الامور في داخل البلد وكذلك قدرته على الانفتاح على المحيط الخارجي لترميم ما خربته سياسة النظام البائد .ان على القيادات السياسية العراقية بعد أن اثبتت جدارة وصمود امام كل التحديات التي واجهتها في مرحلة الانتقال من النظام الشمولي الى النظام الديمقراطي التعددي ان تنظر الى مصلحة العراق قبل النظر الى المصالح الفئوية او الحزبية وان تتوحد وتحل جميع الخلافات التي من شأنها عرقلة مسيرة التطور والازدهار وان تؤمن بأن العراق بلد تعددي لايحكمه إلا النظام الفدرالي الذي يضمن للجميع حق العيش وحرية التعبير عن الرأي وان تتجنب الصراعات الطائفية والقومية والعرقية وتعمل على اعادة البنى التحتية وتوفير الخدمات الاساسية للمواطن العراقي وتثقيف جماهيرها على ان صناديق الاقتراع هي الفيصل في اختيار من هو اصلح لقيادة البلاد وان تسد الطريق امام المرجفين والذين يتصيدون بماء السياسة العكر لينعم العراق بالأمن والأمان بعد كل سنين الحرمان العجاف ولتنتصر الارادة الوطنية في العراق كما انتصرت فيه الدبلوماسية الخارجية وليصبح العراق انموذجاً للأنظمة الديمقراطية الفتية التي شملها ربيع الثورات العربية وليكن انتصار العراقيين دافعاً ومحفزاً للشعوب التي لازالت ترزح تحت ظلم واستبداد انظمتها الحاكمة الجائرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك