شاكر محمود المرخي
لم تستطع القائمة العراقية ان تكون النّد والمنافس للسيد نوري المالكي بعد حصولها على اغلب مقاعد البرلمان وساعد على ذلك وقوف الائتلاف الوطني مع قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي وتحقيق الاغلبية النيابية التي مكنت التحالف الوطني العراقي الحصول على منصب رئيس الوزراء وبدأت رحلة التنافس الغير شريف من قبل القائمة العراقية التي تسعى الى توهين وتضعيف الحكومة ليعود الضرر بعد ذلك على المواطن العراقي وبالمقابل اصرار المالكي على عدم الوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه للأكراد وللعراقية وللتحالف الوطني للوصول الى دفة ألحكم ولازال المالكي وبعد مرور اكثر من سنتين على تشكيل الحكومة يلف ويدور ويخلق الازمات من اجل كسب اطول وقت ممكن للوصول الى الانتخابات المقبلة, واستخدم المالكي اساليب عديدة في توجيه الرأي العام واستغل السلطة وإعلام الحكومة والأجهزة الامنية في الترويج لأزماته والنيل من منافسيه ولعل واحد من اهم الملفات التي اخذت حيزاً اعلامياً كبيراً موضوع اتهام نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بالإرهاب وإصدار مذكرة اعتقال بحقه وكان تحريك هذا الملف لإغراض سياسية وليس من حرص المالكي على امن وسلامة المواطنين فهو يمتلك ادلة على الهاشمي منذ أكثر من ستة سنوات فلماذا هذا التوقيت بالذات ؟ .لقد نجح المالكي في إقصاء القائمة العراقية وإحراجها في ملف طارق الهاشمي وكذلك تقديم الاغراءات لبعض اعضائها مما ساعد على تفككها وتمزيق وحدة موقفها وحصلت فيها انشقاقات اضعفتها في مواجهة المالكي وخسرت العراقية رهان مساندة الدول العربية التي كانت تريد تغيير المعادلة الانتخابية في العراق بعد ان اصبحت تلك الدول منشغلة بأوضاعها الداخلية وراهنت ايضاً على زعزعة الوضع الامني وقتل الابرياء ولم تربح الرهان لأن العراقيون تعودوا على طنين ذباب الارهاب وراهنت العراقية على مؤتمر القمة ومحاولة عرقلته او الضغط باتجاه الدول العربية المساندة لها لدرج الوضع العراقي الداخلي ضمن جدول الاعمال ولم تنجح بذلك بسبب نجاح الدبلوماسية العراقية .ان نجاح مؤتمر القمة في بغداد سوف يجعل القائمة العراقية في زاوية حرجة وسوف لن يرضخ المالكي لمطالبها وإلحاحها على عقد المؤتمر الوطني لرؤساء الكتل السياسية وسوف يماطل ويتملص عن كل وعوده التي قطعها للعراقية وغيرها من اجل تسهيل انعقاد مؤتمر القمة في بغداد .ان على قادة القائمة العراقية الاعتراف بالهزيمة لعدم قدرتهم على مجارات مكر ودهاء ومراوغة السيد نوري المالكي ولايملكون اجوبة مقنعة لأسئلة قواعدهم الجماهيرية والسبب يعود الى عدم تماسك ووحدة موقف اعضاء القائمة وسعيهم لتحقيق مصالح شخصية والضرب على الوتر الطائفي مما افقدهم التأييد الوطني .وعلى السيد المالكي ان يترك الاساليب الملتوية لتحقيق اهدافه الشخصية او الحزبية وان يعتمد على الحلول التي تزيد من اللحمة الوطنية بينه وبين الكتل التي تشاركه في الحكومة والبرلمان وان يعي جيداً ان العراق بلد تعددي لايمكن ان يحكمه فئة او قومية او مذهب وقد فشل قبله المجرم صدام في حكمه الشمولي الدكتاتوري للبلد .وان على الشعب العراقي الوقوف وقفة تأمل وتدقيق وتمحيص لمواقف القيادات والكتل المشاركة في العملية السياسية وعدم الوقوع في فخ الشعارات الفارغة الرنانة التي تفتقر الى المحتوى والتخطيط الاستراتيجي والبحث عن ألمنقذ والمنقذ قد يكون شخصية متميزة في طرحها وخطابها السياسي او كيان او تحالف المهم من الذي يحقق الامن والاستقرار والازدهار والوحدة الوطنية وصناديق الاقتراع هي الحكم ولها كلمة الفصل .
https://telegram.me/buratha