علي الموسوي
عقدت في بغداد القمة العربية الثالثة والعشرين بحضور الدول الممثلة في الجامعة العربية, لقد استطاعت القيادات السياسية ان تعيد للعراق دوره المحوري المهم بالمنطقة العربية رغم كل ما تعرض له العراق من ضغط لإجهاض العملية السياسية لأسباب طائفية ولان الحكام العرب يعلمون جيداً ان انتصار الارادة الحرة للعراقيين هي التي ستقلع جذور مملكتهم الخاوية على عروشها التي بنيت على اساس الظلم والاستبداد .ان حضور ممثلي الدول العربية الى القمة في بغداد اعتراف صريح بالنظام السياسي وبداية لإعادة مياه علاقة العراق مع الدول العربية الشقيقة الى مجاريها بعد التحولات التي حصلت في العالم العربي وربيع الثورات الذي قضى على الانظمة الدكتاتورية في تونس ومصر وليبيا واليمن وهو في طريقه لتصفية باقي الانظمة المستبدة الاخرى .ان ما تمخض عنه مؤتمر القمة وإعلان بيان بغداد كما هو معتاد في القمم التي سبقت هذه القمة ماهر إلا روتين ومجرد حبر على ورق لان مقررات القمم السابقة لم تغير من الواقع شيئاً ولم تكن سوى تنضيد لجمل بالّلغة العربية الفصحى وتوصيات غير ملزمة لأحد ولعل مقام به المقبور معمر القذافي في احدى مؤتمرات القمة حيث لم يحضر القمة وعندما سأله احد الصحفيين عن سبب عدم حضوره تلك القمة قال ( ان مقررات القمة معدة سلفاً وقد وصلتني نسخة من بنود ومواد بيان القمة عن طريق السفارة الامريكية واخرج اوراق وعرضها امام الكامرة قبل انعقادها وقال هذه هي المقررات وبعد انعقاد تلك القمة تليت نفس الفقرات التي عرضها القذافي امام كامرئ التصوير ) مما يعني ان الحكام العرب لايوجد لديهم ارادة حرّة في بحث ومعالجة قضايا المنطقة ويخضعون للضغط من قبل اسيادهم لتمرير مخططاتهم وفرض سيطرتهم على القرارات التي تخدم مصالحهم وتوجهاتهم .ان التغيير الذي حصل في مجموعة من انظمة الحكم المستبدة في العالم العربي لعل فيه بارقة امل لتخلص الجامعة العربية من تبعيتها وهيمنة الدول العظمى عليها كما هو حال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يتحكم بقراراتها اللوبي الاسرائيلي داخل الكون كرس الامريكي .ان الجامعة العربية تحتاج الى هيكلة وإعادة تنظيم لآليات عملها وفق الرؤى الجديدة للأنظمة الديمقراطية التي تحكم البلدان المتحررة من الظلم والنظام الشمولي وعلى رأسها العراق لتكون القمة العربية في المستقبل منبراً لطرح المشاكل التي تواجه الامة العربية وفرض سياسة الامر الواقع للضغط على دول الاستكبار العالمي والسعي للمطالبة بحقوق الشعوب العربية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني المحتل بشكل جدي وحازم .
https://telegram.me/buratha