حسين جميل الركابي
للقيادة:معنيان,معنى تصوري, ومعنى تصديقيالمعنى التصوري هو ذلك المعنى الذي نتصوره لمجرد سماعنا لكلمة قيادة لما تحتويه هذه الكلمة من تصور عام وشامل,والمعنى ألتصديقي هو ذلك المعنى الذي يخرج الى حيز الوجود والواقع.ماالقيادةهناك تعاريف عديدة حاولت إيجاد وصف دقيق لتعريف(القيادة) اما انسب التعاريف حسب المفهوم الديمقراطي للقيادة هو:(فن التاثيرفي الناس,نظرا وعملا,ليفكروا بطرائق تقودهم,نتيجة مجهودات القائدالى الاعتقاد بانها ستعود عليهم بالخير اخر الامر)أنواع القيادةأنواع القيادة أربعة1-القيادة الديمقراطية2-القيادة الديمقراطية المزيفة3-القيادة الاتوقراطية4-القيادة (الربانية)
لاشك ان بعض الظروف تمهد لظهور القائد الذي يلم الشعث ويمضي بالجماعة التي يقودها الى تحقيق اهدافها التي هي أهدافه,والتي يعرف هو أكثر من غيره انجح السبل لتحقيقها,وفي بعض الحالات يفرض القائد نفسه على جماعته فيكسب ثقتها وينجح في إقناعها لتتبنى أهدافه,وفي حالات أخرى يعين القائد من خارج الجماعة كما هو الحال في الجيوش والمؤسسات التجارية وأجهزة الدولة وغيرها...يقول الشهيد السيد محمد باقر الحكيم(رض) ((فحينما تفرز ساحة العمل الإسلامي في إقليم ما, قائدا سياسيا معينا,من خلال حضوره السياسي وتصديه المستمر وتفوقه في الكفاءة والاقتدار والفاعلية على الآخرين,والتفاف الجمهور حوله,وتوفر الشروط المطلوبة المشار اليها سابقا,فستكون لهذه الشخصية موقع القيادة الخاصة,ويجب على الآخرين الانسجام معها وتسهيل امرها)) والشروط المطلوبة,المشار اليها,والتي يذكرها شهيد المحراب هي:الفقاهة,والعدالة,والكفاءة,والتصدي,والقدرة على تمييز المصالح الإسلامية,واتخاذ القرار المستقل..,وبما ان موضوع بحثنا هو عمار الحكيم وفن القيادة الإبداعي.هنا ينبري سؤال مفاده هل تفنن السيد عمار الحكيم في فن القيادة؟ أم في فن الإبداع؟ الجواب,بدون رتوش,وبدون فبركة,واستعداء على المفاهيم,وتجني على سطوع الحقيقة,لقد تفنن السيد عمار الحكيم وأجاد وأبدع في الاثنان معا,في فن القيادة وفن الإبداع,ولغة الأرقام ترفض المناورة,والتهويل,والتطبيل,والتزمير,لذا سيكون البحث موضوعيا حياديا,حرفيا,مهنيا...وعندما أقول أجاد وأبدع في فن القيادة وفن الإبداع ,فلا يعني ذلك عدم وجود إخفاقات تؤدي بالتالي الى البط في المسير نحو الأمام,ولهذا أرى لازما علي ان أتوقف عند نقطة مهمة وحيوية,او بالأحرى البحث الموضوعي أجبرني على التوقف لأشير اليها دون الخوض في التفاصيل,وهذه النقطة من الأهمية بحاجة الى مراجعة,ومتابعة,وتقييم,وغربلة,وتتلخص هذه النقطة بوجود بعض الأسماء والعناوين,كبيرة كانت ام صغيرة ممن يطلق عليها بالأذرع العاملة,والفاعلة ضمن تيار شهيد المحراب,وهذه الأسماء عليها ان تعي وتدرك جيدا ان تتحرك وتنطلق بموازاة السيد عمار الحكيم لكي تكتمل الانطلاقة بقوة وحيوية,وهذا بدوره يؤدي الى احداث تغيرات هائلة في الشارع السياسي,لان الرمزية,والفاعلية والعقلية,والنضج,والتحرك الفاعل للسيد عمار الحكيم في جميع المجالات غير كافي لوحده,مالم يساند ويعاضد,ويواكب من قبل القياديين في التيار,علما ان تيار شهيد المحراب يمتلك كل مقومات النجاح والتي تتمثل في عناصر ثلاثة رئيسية 1- القيادة+الرمزية+ الكفاءة+الاندكاك في خط المرجعية ((عمار الحكيم))2- الفكر,فكر شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ( (الإسلام المحمدي الأصيل))3- التاريخ ((تاريخ معبد بدماء الآلاف من شهداء تيار شهيد المحراب,ويقف في الركب شهداء آل الحكيم)) من هو عمار الحكيم!!!ينتسب عمار الحكيم الى أسرة عراقية عريقة,اشتهر كثير من أبنائها بنبوغهم,وسعة علومهم,وسمو أخلاقهم,وعندما يذكر آل الحكيم في أي محفل تتسارع الصورة في ذهنية الإنسان العراقي,لتتجلى أمام بصره وبصيرته,تلك المواقف المشرفة والشريفة,للجموع المتلاحقة التي طوتها معسكرات الاعتقال,وللاعداد العديدة التي رفعت على أعواد المشانق,وجماعات رؤى دمها الطاهر ارض الآباء والأجداد دفاعا عن الشعب العراقي ضد النظام الصدامي البائد,أبطال كبار كانت لهم قصص كالأساطير,تقدموا الركب في التضحية,مستهينين بالموت,متحدين سطوة الجلاد,وأجهزته القمعية,وقفوا في وجه اعتى نظام ديكتاتوري شمولي,انهم رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه,من أمثال الشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم,والشهيد محمد حسين الحكيم,والشهيد كمال الحكيم,والشهيد عبد الوهاب الحكيم,والشهيد علاء الحكيم,والشهيد احمد الحكيم,و,و,والشهيد مهدي الحكيم الذي اغتيل في السودان من قبل المخابرات الصدامية..وقد تم إيداع العشرات من عائلة ال الحكيم في سجن ابي غريب,وكان من بين المعتقلين سماحة أية الله العظمى المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم وأبنائه,ووالده اية الله السيد محمد علي الحكيم(طاب ثراه) ..ووقف السيد محمد باقر الحكيم(رض) امام الشعب العراقي الذي جاء لاستقباله قائلا(يكاد المرء ينفجر لكي يحتضنكم) وتحققت هذه الأمنية,وتقطعت أشلاء الجسد الشريف لتحتضن العراق كل العراق,واستشهد شهيد المحراب لأنه كان مشروعا(لبناء الوطن والمواطن) ثم جاء دور عزيز العراق,في أحلك واعقد الظروف,وبذل وقدم كل مالديه لنصرة الشعب العراقي,دفاعا عن الإسلام العظيم,ولم يستسلم وينهار لاخطرمرض فتاك(السرطان),وحتى اللحظات الأخيرة لرحيله وهو على فراش الموت كان يستفسر ويتابع مجريات الأحداث في العراق...إنصافا للحقيقة وللأمانة التاريخية,مضت سنوات ولازال الإيجاز طابع ماكتب عن ذلك الصراع الدامي,الذي خاضته عائلة ال الحكيم جنبا الى جنب الشعب العراقي ضد النظام البعثي البائد..وبعد رحيل عزيز العراق,انطلقت الحناجر مدوية من كوادر وأنصار ومحبي تيار شهيد المحراب في سماء بغداد,والكاظمية,والنجف,وكربلاء,وبابل,والبصرة,وذي قار,وميسان,والديوانية,و,و,وهي تهتف(نعاهد نعاهد عمار هو القائد) ..وعمار الحكيم1-أستاذ في علوم اللغة2-أستاذ في الفقه3-أستاذ في الأصول والمنطق4-أستاذ في الفلسفة5-أستاذ في علوم القرانله قدرة على بلورة وصياغة الرؤى والأفكار,في فترة زمنية قياسية,يمتلك لغة سحرية وقدرة خطابية رائعة,مع أفق واسع,يبحث عن الابداع في القمة,ولا يقبل بالمستوى المتوسط والضعيف,له القدرة في توجيه المسار بالشكل الصحيح من اجل تجذير وتعميق الفكر المحمدي الأصيل,محاور من العيار الثقيل,متابع يمتاز بالدقة,قارئ نهم,كم هائل من الخبرات,خزين معرفي ملفت للنظر,مستمع جيد,لان القائد لايمكن ان يكون قائدا جيدا مالم يكن مستمعا جيدا,ذو اطلاع,بااغلب العلوم الإنسانية..المتتبع والراصد لحركة واداء,وسلوك,وخطب السيد عمار الحكيم يدرك انه يتطلع الى شيء فوق العلم والسياسة,وقد كان الفلاسفة الرواقيون يسمونه(فن الحياة) وهو أعلى الفنون:لان موضوعه هو الجمال بمعناه الصحيح,أي جمال الروح,انها فلسفة كرام النفوس,الذين عاشوا للإنسانية,لا لأنفسهم وظلوا على وفاق مع قانون المحبة,لان فن القيادة وفن الإبداع في نظر السيد عمار الحكيم ينبغي ان يكونا فنا في الحياة,أي ان ترسم قاعدة ثابتة لسلوك الشخص مع نفسه,بمعنى ان يكون للإنسان في حياته موقف مقرر,وخطة مرسومة,حتى لاتتجاذبه الأهواء والانفعالات.فإذا بلغ الإنسان هذه المرتبة كان حكيما,واية الحكمة هي مايلازم سلوك الإنسان من ثبات واستقرار..لقد علمتنا التجارب ان الكلمات تسقط وتنتهي إلى خواء ان لم تستند الى الثبات والإخلاص,ومن منا لايعلم مدى الصدق والثبات والإخلاص الذي جسده السيد عمار الحكيم في الدفاع عن العراق بكل أطيافه وألوانه.وسنتواصل في الأسبوع القادم باذن الله..
https://telegram.me/buratha