خميس البدر
يحتاج العراق الى خارطة طريق للعمل المقبل واعتقد بان حضور امير الكويت الى القمة العربية في بغداد يدل على حرصه على مصالح الكويت وتحقيق امال الشعب الكويتي وبعيدا عن كل التجاذبات والمواقف ولم يكبل الكويت ويرهن قرارها بقرار الاجماع الخليجي وما يريده غيره فتعامل مع العراق بما يريده هو وما يحقق للكويت امن وسلام وخلاص من شبح الماضي فامام العراق مهمة صعبة ومغامرة غير مأمونة العواقب وستكون كل الانجازات السابقة والتي حققها العراق على المحك وتحت الضغط هذا هو ابسط ما يقال عن ترأس العراق للجامعة العربية والمنظومة العربية في الفترة القادمة فكيف سيتعامل العراق مع هكذا اجواء مشحونة وهو الذي يعاني اصلا منها ومن ازدواجية التعامل معه من قبل اللوبي الخليجي واصحاب القرار الحقيقي في القمة وفي هذه المنظومة المعقدة وربما اشرت الايام الاخيرة بعض تلك الصعوبات واهمها هو كيف يتعامل العراق مع وسط لايقبله ولا يرحب بنظامه الجديد فحكام الخليج مع عدم تقبلهم للتغيير الذي حصل في العراق بعد 2003 وان قبل البعض وتعامل الاخر بحذر وسط عدم استقرار الكثير من البلدان العربية ووضوح معالم التغيير الذي حصل ونتج عن الربيع العربي قد لايصمد امام الارادة الخليجية ومقاومة نفوذها وتحقيق رغباتها هذه الارادة التي باتت اكثر صلابة في موقفها تجاه العراق واراءه وما حدث فيه وكلهم يطلب تنازلات واصلاحات وتغيير واعادة قراءة لكل ما حدث في العملية السياسية العراقية ونظامه الجديد ومتبنياته على الاقل ما طرحه اتجاه القضية السورية وما يحدث في البحرين فكيف سيوفق بين ما يراه وبين ما يراد له ان يفعله وان كان السيد هوشيار زيباري قد لمح لما سيحدث وهو استقراء وتنبؤ بما سيحدث عندما قال ان الخط المستقيم هو اسرع وانجح واوضح طريق بين نقطتين هذا لا يصدق على عالم السياسة فان هنالك عدة طرق غير طريق الخط المستقيم فاي الطرق سيسلك العراق ما دامت الدول العربية قد سلكت كل الطرق مع العراق ولحد الان نجحت في كثير منها واخفقت فيما تبقى ولازالت تنهج هذا النهج مع سوريا والتغاضي عما يحدث في البحرين المهم ان العراق اصبح بين فكي كماشة لايستطيع ان يخرج منها الا باتخاذه لطريقة ونهج الخط المستقيم وترك الخطوط الاخرى واذا اراد العراق ان يحافظ على ما انجز لحد الان فلا يورط نفسه بقضية التنازلات والمحاور العربية وليترك التباكي على الحلم العربي في الوحدة والمواقف المبنية على الانفعالات والاجتهادات وليتعامل مع كل ماطرح في القمة العربية باولويات المصلحة الوطنية العراقية وما اقره في دستوره بعدم التدخل ويكون الانحياز بشكل دائم الى المصلحة العراقية وما يحلم به الشعب العراقي من العيش بأمن وسلام وان يبقى مصرا على مواقفه المبدئية تجاه دول الجوار والقضيتين السورية والبحرينية وان يسعى الى نهاية معاناة ابنائه باسرع وقت وان لايبقى العراق والشعب العراقي كالواقف وهو يعاني من الوصاية والتدخل الخارجي والتلويح بقلب الطاولة على الوضع الجديد والذي قدم من اجله الكثير ليصل اليه في نهاية المطاف بعد ان خاض في انهار من الدماء والتضحيات ولا زال يدفع الثمن غاليا من مستقبل ابناءه وتضحياتهم فليكن خروج العراق من البند السابع اولا وتحصين وترميم العلاقات الداخلية وتحسين اوضاع العراقيين ومن ثم الانطلاق الى الخارج ومستحقاته اوان يكون العمل متوازن وبعيدا عن اي تنازل عن الثوابت العراقية واحلام وامال الشعب العراقي وليكن الكويت مثالا ..
https://telegram.me/buratha