ازعجتني كثيرا تلك الأفواه التي تردد ( عودة العراق الى محيطه العربي ) وكلمات خر بنفس المعنى كأن العراق قد كان مرتميا بأحضان الرومان أو الفرس أو الألمان أو الكرد وربما الترك . ان هوية العراق لاتحتاج الى توقيع من قطر أو السعودية ليصادق على عروبته ولسنا بحاجة الى صرف نصف مليار دولار لكي نقول اننا عرب بل نحن احد اهم دولتين عربيتين مع مصر لأسباب عدة منها التاريخ البعيد الذي تمتد اليه الدولتين بل وحتى في التارخ الحديث فهاتين الدولتين كانتا أول الدول العربية استقلالا وأكثرها كفاحا من أجل الحرية . ثم تأتي المكانة الإقتصادية والمكانة الجغرافية والمكانة الدينية فمصر تمثل الزعامة الحقيقية للمذاهب الأربعة والعراق يمثل الزعامة الحقيقية للمذهب الخامس فالعالم الإسلامي يتلقى فتاواه من هاتين الدولتين وما سواهما ويخالفهما فهو باطل . ثم تأتي القدرة البشرية الهائلة لدى هاتين الدولتين وذلك نتعرف عليه من خلال زيارة الى أحد مستشفيات لندن أو برلين لتجد ان الكوادر المهمة فيه عراقية أو مصرية وكذلك الحال في كبريات الشركات الهندسية .وباقي العلوم . يأتي اليوم من يتحدث ويقول ان القمة العربية قد ساهمت في عودة العراق الى محيطه العربي . ومتى غاب العراق عن محيطه العربي ؟ ألم يغيب العرب نفسهم عن العرق ؟ ألم يغضبوا لخسارتهم ذلك الحاكم الذي كان يقتل شعبه ويسرقه ليرضى عنه محيطه العربي وليته رضي ؟لقد كان العرب مؤمنين بمقولتهم ( إذا قيل صدام قيل العراق ) فلما سقط صدام نسوا العراق وابتعدوا عنه وصار الذباحون هم الممثلين للعراق في الدول العربية فلم تقولون عاد العراق الى محيطه العربي ؟ أليس من ألأولى القول ان العرب عادوا الى العراق ؟
https://telegram.me/buratha