خضير العواد
علاقة الغرب بالإرهاب عندما نبحث أو ندرس بدايات الإرهاب الحديث نلاحظ المؤسس الحقيقي له هو الغرب بشكل عام وبريطانيا وأمريكا بشكل خاص , لقد بدأت بريطانيا تؤسس لهذا الإرهاب منذ عام 1710 عندما أرسلت جاسوسها همفر لتأسيس مجموعة أو فرقة وظيفتها الأساسية إيجاد الفرقة مابين المسلمين فكانت الفرقة الوهابية....(1) لكي تهئ الأجواء من أجل السيطرة على البلاد الإسلامية بعد أن تسقط الدولة العثمانية ولقد تم لها ذلك بعد مئتين سنة أي في عام 1916 عندما أنتهت الحرب العالمية الأولى بهزيمة الرجل المريض والى الأبد , وبدأت هذه الفرقة بدورها الذي وجدت من أجله هو تمزيق عصى المسلمين وأستعملت الشرع والمال لتحقيق مأربها وبالفعل نجحت في نشر الثقافة التكفيرية الهدامة التي يرفضها الدين جملةً وتفصيلا ولكن الترغيب والترهيب الذي سلكته الدوائر الوهابية المدعومة من أغنى بلد نفطي في العالم جعل مهمتها أكثر سهولة وقبول , ولكن أشتدت حاجة الغرب لهذه المجموعة بعد زيادة الوعي الأسلامي نهاية الستينات وبداية السبعينات وأصبح هذا الوعي في ذروته عند قيام الجمهورية الأسلامية في إيران , ومع أنتشار الفكر الأسلامي في صفوف الشباب ومابين الشعوب الغربية نفسها عندها أنتبه الغرب لهذا الإنتشار الذي أصبح خطر عليه ويهدده في عقر داره , ولكن الغربيون لا يمتلكون الفكر الذي يواجهون به إنتشار الفكر الأسلامي ويوقفون زحفه مابين فئات شعوب الدول الغربية , وبسبب عدم إمتلاكهم للفكر الذي يواجه به أفكار الأسلام الرصينة التي تتطور مع كل زمان ذهبوا الى أحقر وسيلة للدفاع عن معتقداتهم وهي تشويه الفكر الجديد الذي بدأ يطرق أبوابهم البعيدة , فبدؤا بأستعمال كلمة أرهاب , أرهاب باللغة هي إخافة أو تهديد أو وضع الغير تحت سلطان رهبه لأكراهه على عمل أو الإمتناع عنه .....(2) , فدفعوا بهذه المجاميع التي جندوها لعشرات السنين من أجل تحقيق أو المحافظة على مصالحهم وهم الذين يقودون هذه المجاميع من بعيد أو عن طريق وسطاء أو حكومات تقوم بهذه المهمة وهذه الحكومات تتغير وفق تغير الظروف العالمية , فكانت العمليات الإرهابية التي يراد منها هدفين الأول تحقيق أو الحفاظ على المصالح الغربية والثاني تشويه سمعت الإسلام كدين يحب السلام لكي يبعدوا شعوبهم عن هذا الدين الذي يحب القتل والدمار ويكره الشعوب الغربية كما تصوره هذه العمليات , فقد أستعمل الغرب المجاميع الإرهابية تحت مختلف العناوين ولكن أشهرها مصطلح المجاهدين لما لهذه الكلمة من قدسية وسط الشباب المسلم وهيئ لهم الإعلام الذي ينقل كل تحركاتهم وفعاليتهم بأجمل الصور وأسرعها للعالم فكانت قناة الجزيرة التي كرست كل إمكانياتها من أجل هذا الهدف , فألمخابرات الغربية هي التي تسيطر على مصادر القرار لهذه المجاميع وتسيرها كما يحتاج له الغرب , كما كان يحدث في زمن بوش الأبن عندما كانت تنخفض شعبيته في أوساط الشعب الأمريكي عندها يخرج شريط فديو لأسامة بن لادن يهدد به الغرب وأمريكا فترتفع شعبية الرئيس من جديد وهكذا , أما العملية الأخيرة التي حدثت في فرنسا لقد كان المستفيد الأكبر منها الرئيس ساركوزي وهو مقبل على الإنتخابات الرئاسية مع شعبية منخفضة جداً فهذه العملية رفعت من شعبيته وجعلت الأمل من فوزه في الإنتخابات أفضل , بالإضافة الى إستعمال الإرهاب للحفاظ على المصالح والتواجد الغربي في كثير من مناطق العالم كما هو الحال في العراق وأفغانستان , فقد أثبتت الكثير من دوائر القرار السياسي على علاقة الأمريكان بالكثير من العمليات الإرهابية من أجل إعطاء مبرر لتواجدها في هذه البلاد وقد ظهر ذلك جلياً في علاقة الأمريكان مع مجاميع من الطالبان في أفغانستان والمجاميع الأرهابية في العراق وخصوصاً المجرم الزرقاوي , وكذلك إحتياج هذه المجاميع الإرهابية في زعزعت الحكومات التي يريد الغرب تغيرها أو تهديدها أو إيصال بعض الرسائل لها كما يحدث الأن في سوريا , والممول الوحيد لهذه المجاميع هي المخابرات الغربية وبعض الدول العربية ذات الموارد النفطية وقد أثبت ذلك كبار الساسة الغرب من خلال تصريحاتهم التي ظهرت على أغلب القنوات الفضائية . صحيح هناك بعض العمليات التي تخرج عن سيطرتهم ولكن بشكل عام فالغرب هو المسيّطر والممول لأغلب العمليات الأرهابية في العالم أما لأعطاء صورة مشوهة عن الأسلام كدين أو لأستعمالها من أجل المحافظة على المصالح الغربية بشكل عام والأمريكان بشكل خاص , وفي الفترات الأخيرة أستعملته بعض الدوائر الغربية من أجل المصالح الأنتخابية والمنافع الذاتية , والشاب المسلم ضائع بين فتوى التكفير والقتل التي تصدر عن قادة الوهابية الذين صنعوا من قبل البريطانيون ومن ثم الأمريكان , والمصالح الغربية التي يراد منه تحقيقها أوالحفاظ عليها بدمه وشبابه وسمعت الأسلام كدين .
https://telegram.me/buratha