المقالات

زيارة السيد الحكيم لـ(أبو ظبي) مفتاح الابواب العربية المغلقة بوجه العهد العراقي الجديد

1471 00:50:00 2007-02-09

( بقلم : علي حسين علي )

منذ سقوط النظام الصدامي المستبد وحتى يومنا هذا ما تزال وسائل الإعلام المغرضة تعمل على اتجاهين، الأول: المبالغة في تضخيم الأحداث الجارية في العراق وتوظيف ذلك لإظهار العراقيين السنة وكأنهم مهمشون ومظلومون ويجري قتلهم على الهوية..والثاني: التحريض على الطائفية من خلال نقل فتاوى فقهاء الارهاب التي تكفر اكبر مكون عراقي وتدعو إلى ابادته..وقد استطاعت الفضائيات التكفيرية أن تبث الفتنة داخل المجتمع العراقي بحدود ضيقة إلا أن دورها في تشويه صورة العراق المستقل والتسامح قد كبر إلى حد كبير في السنتين الماضيتين..وزادت تلك الفضائيات من الجفوة بين العراق الجديد والعديد من الدول العربية التي ظل بعض كبار مسؤوليها يستعمل ما تبثه الفضائيات ووسائل الاعلام الأخرى المغرضة وذات الهدف الهدام، ظل يتخذ من كل ذلك حجة وذرائع للتنصل من من مسؤوليتهم أزاء شعب العراق.

وفي حين لا يتوقف الاعلام الرسمي العربي من يريد ترهات الفضائيات التكفيرية من أن السنة يقتلون يومياً وأن هناك حرب إبادة ضدهم، فان اطلاع الحكام وكبار المسؤولين العرب على حقيقة ما يجري في العراق صار أمراً يتسم بالصعوبة، وقد يكون بعضهم يعرف الحقيقة إلا أنه يتفادى الاعتراف بها.

من هنا جاءت زيارة سماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وزعيم الائتلاف العراقي الموحد الى بعض الدول العربية والخليجية منها على وجه الخصوص لإطلاع المسؤولين فيها على حقائق ناصعة: أولها أن الحكومة العراقية الحالية هي حكومة وحدة وطنية وشراكة أيضاً ولم ينفرد أي مكوّن في المجتمع العراقي بالسلطة أو يستأثر بها. يقول سماحته بعد لقائه برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة يوم أمس الاول: (أن العراق الجديد هو عراق الشراكة الحقيقية بين مكوناته في إدارة شؤونه..وان ذلك يأتي من أجل توفير الحد الأعلى من الطمأنينة لدى الجميع والتي يمكن من خلالها الوصول الى حالة من الثقة المتبادلة).

وكان كلام سماحته دقيقاً وصادقاً وموضوعياً أيضاً، فمجلس النواب وكذلك الحكومة الحالية تضمان جميع أطياف الشعب العراقي، وأن السنة ممثلون في المؤسستين وتمثيلهم لم يكن صورياً، بل توفر لهم عن طريق اتخاذ القرارات المهمة بالتوافق ما يعطيهم تعطيل أي قرار تقره وتريده الاغلبية، فهم - أي السنة- ممثلون في ثلاث مؤسسات: الرئاسة التي يشغل فيها السيد طارق الهاشمي منصب نائب رئيس الجمهورية..ومجلس النواب الذي يتولى السيد محمود المشهداني رئاسته، فضلاً عن الحكومة التي يتولى السيد سلام الزوبعي منصب نائب رئيس الوزراء..وكل تلك المناصب الرفيعة تتيح لشاغليها المشاركة الفعلية في القرار الأهم الذي تريد الدولة اقراره..وهذا الدور الذي يقوم به الزعماء الثلاثة يعد مفصلياً وله تأثير بالغ الأهمية.

ويأتي ذلك مصداقاً لقول السيد الحكيم بأن الشراكة الحقيقية تؤسس للطمأنينة وصولاً الى الثقة المتبادلة.أما ما تناولته الفضائيات ذات الغرض السيء من مزاعم وإدعاءات بأن (السنة العرب) ممهدون فقد دحضه سماحة السيد الحكيم عندما قال: (ان العلاقة التي تربط بين ابناء الشعب العراقي مبنية على أسس المحبة والوئام على مدى مئات السنين، وخير دليل على ذلك هو التعاطف الذي يبديانه السنة والشيعة مع قضية عاشوراء من خلال دعم المراسم الحسينية التي جرت هذا العام).

فكل ما يقال أو يشاع من نزاع بين العراقيين هو زور وبهتان ولا يعطي صورة واضحة للتلاحم وأواصر والمحبة والقربى التي تربط بين العراقيين جميعاً، أكانوا عرباً أم كرداً أم تركمان أم غير ذلك من القوميات المتآخية في هذا البلد..أم كانوا مسلمين أم مسيحيين، والسيد الحكيم كشف في لقائه برئيس دولة الامارات العربية المتحدة لسمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وكبار المسؤولين في الدولة عن(ان التكفيريين والصداميين هم من يحاول اثارة الفرقة والتصادم ويجتهدون من أجل زرع بذور الفتنة بين صفوف العراقيين). وتلك حقيقة ناصعة، فالذي يقتل على الهوية هم ابناء المكون الاكبر في العراق، والمهجرون من بيوتهم قسراً غالبيتهم العظمى من اتباع أهل البيت (ع).. والذين تستهدفهم السيارات المفخخة هم من العراقيين الابرياء الفقراء الذين يبحثون عن لقمة العيش.. وكل هؤلاء هم ضحايا التكفيريين.. ولا يخفى الغرض من تفجير مرقد الامامين العسكريين (ع) في شباط من العام الماضي.. ومع ان الحادث جلل والمصيبة كبيرة فقد بادرت المرجعية الدينية في النجف الاشرف والقادة السياسيون الوطنيون الى احتوء الفتنة تلك على رغم المأساة التي اصابت معظم ابناء الشعب العراقي.

واذا كانت زيارات سماحة السيد الحكيم الاخيرة الى بعض بلدان الخليج ودولاً غيرها قد اوضحت الصورة الواقعية للعراق الآن، ورسمت خطوطاً متصاعدة لمعاناة الشعب العراقي بأجمعه جراء الهجمة التكفيرية والصدامية على حياة وممتلكات العراقيين.. الا ان سماحته، وباعتباره يتولى زعامة الائتلاف العراقي الموحد بمجلس النواب، وهو الكتلة الاكبر فيه، فإنه لا شك يسعى من وراء ذلك الى تمتين اواصر العلاقات الايجابية مع الاخوة والاشقاء العرب.. ويفتح باباً للحوار معهم بما يقضي الى مصلحة الجميع في هذه المنطقة، والتي تتعرض بكاملها الى هجمة ارهابية شرسة تستهدف انظمتها اولاً وشعوبها ثانياً.. ولعل قدر العراق ان يكون المصد بوجه الارهاب التكفيري الصدامي في هذا الزمان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك