سعيد البدري
لايبدو ان المعلومات التي يتناقلها بعض المقربين والمحيطين بالامين العام لجامعة الدول العربية والتي تشير الى انه تسلم قبيل توجهه الى بغداد رسالة خطية من مجلس التعاون الخليجي غير صحيحة فقد اشار هولاء الا ان الرسالة التي تسلمها العربي فيها شرطان اساسيان للمشاركة قمة بغداد هما ان مجلس التعاون الخليجي سينسحب من قمة بغداد في حال ادراج ملف البحرين والتظاهرات الاحتجاجية فيها ضمن بنود القمة الرئيسية او الثانوية فيما يؤكد الشرط الثاني لمجلس التعاون ان يكون الملف السوري بندا رئيسيا في القمة وقد ابدى المجلس في رسالته استياءه من تصريحات نسبت لرئيس الوزراء نوري المالكي بشأن قضية سورية حيث وبحسب الرسالة ان المالكي اكد ان ملف سورية سوف لن يكون بندا رئيسيا وانما سيكون بندا هامشيا و ان " هذا الأمر اثار استياء المجلس واستغرابه حيث اكدوا في الرسالة ان قضية سورية تم الاتفاق ان تكون بندا رئيسيا في اجتماع المجلس الوزاري الذي عقد في القاهرة في العاشر من الشهر الحالي ولايمكن ان تكون ملفا هامشيا ومن هنا ننطلق لقرءاة موقف حكام الخليج وسبب عدم حضورهم لاعمال مؤتمر القمة باسماءهم وصفاتهم رغم حرص العراق على هذا الحضور لطي صفحة الماضي والبدء من جديد وانا على يقين ان حكومة العراق لو احست بمصداقية من يحرك الاوضاع في المنطقة العربية واقصد بعض حكومات الخليج التي اصبحت اليوم تقود حرب نيابة امريكية بريطانية صهيونية لما تاخرت في مناقشة الامر بكل تفاصيله لكن الوضع معقد لدرجة ان حكومتنا اكتفت بالعتب والمضي قدما في ترتيب اجتماعات القمة مع علمها بأن ظلما كبيرا سيقع على الشعب البحريني الصابروقبولها بايقاع هذا الظلم مداراة لمشاعر العروبيين وانغماسا في تنفيذ رغباتهم وبسط اركان مشروعهم وان كان على حساب شعب وامة فالشعب البحريني واقصد شيعة البحرين الاغلبية الذين يعانون القمع والتقتيل وانتهاك الحرمات ضمن مسلسل تاريخي طويل لن ينتهي بتهميشهم واقصاءهم فحسب بل انهاء وجودهم ان فكروا بصوت مرتفع كما فعلوا في العراق وايران ولبنان وبعض مناطق سوريا وهذا مالا يجب ان يقع لانه سيعيد تكرار مأساة الخذلان التي مرت بشعب العراق بعد انتفاضته في العام 1991 والذي انتظر وانتظر سنوات طويلة ليكتشف ان قمم الحكام العرب لن تنصف شعب قبالة حاكمه ولولا وجود مصالح واجندات لما ارتفع صوت نظام عربي حاكم قط ليطالب برحيل الاسد كما نسمع اليوم رغم ان التبريرات التي تساق وحركة العصيان التي اججت تنطلق من خلفيات طائفية بامتياز وتقف وراءها حسابات الربح والخسارة وجبهات اخرى تؤيد هذا الطرح وتعارضه ..عموما صفحة القمة طويت بعد مصادقة مجلس وزراء الخارجية العرب على مبادرة بشأن سوريا والتي اعتبرتها سوريا بدورها امرا لايمكن التعامل معه باي شكل من الاشكال بسبب عدم دعوتها للمشاركة باعمال القمة فبيان هذه القمة اصبح واضحا وغدر العروبيين لازال مبيتا كما عرفناه سابقا وعايشنا صفحاته السوداء وان جاء اعتذاروفد تونس في بغداد ليؤكد اعتراف انظمة العرب الجديدة بالاعمال الاجرامية التي نفذها حفنة ارهابييها الذين قدموا تحت عباءة حكام الخليج بعد سقوط طاغية بغداد المقبور صدام ليعيثوا في الارض فسادا من قتل لابناء العراق وتدمير لمشروعهم وان كان هذا الموقف مرحبا به وشجاعا فانه لن يعني شيئا مادامت المواقف والامور تدار بنفس العقلية مع هيمنة اجلاف الصحراء ودعاة الجهاد الزائف على القرار العربي ليس في القمامات العربية فحسب بل حجم تاثير هذا القرارعلى حكومات وشعوب الربيع العربي التي تنفست نسائم الحرية من جديد بعد سنوات طوال من الظلم والقهر والاستبداد. فصبرا ياشعب البحرين والى الامام ياعراق العروبة !!!
https://telegram.me/buratha