الحاج طارق السعدي
الامم تخلد عظمائها وتحي ذكراهم تكريما لمواقفهم وحجم تضحياتهم ،وليس الامر متعلق بالشعوب الاسلامية فقط بل على الاغلب ان جميع شعوب العالم لديهم نقطة مشتركة وهي يوم تخليد العظماء وان كانوا غير متفقين في غيرها من المناسبات ،وبالطبع فهم كذلك غير متفقين على تحديد تاريخ واحد لهذه المناسبة ،فأليك مثلا ان اليابانيين يعتبرون يوم قصف القوات الامريكية (لهيروشيما)يوم الشهيد عندهم ،وهو يوم مأساة للإنسانية ،اما في محيطنا العربي فان الجزائريين يخلدون شهدائهم الذي كان لهم الدور الاكبر في تخليصهم من الغزو الفرنسي عام 1954 م لكنهم اعتبره يوم الشهيد الجزائري في 18 شباط 1990 بشكل رسمي ليحتفل به في كل عام ،ولشهداء فلسطين المجد والخلود من خلال احياء ذكراهم في كل عام 1 تموز 1956 م والى يومنا هذا ،وبعد التغير الذي شهدته المنطقة عبر صحوتها الاسلامية او ما يسمى بالربيع العربي ،كان المصريون اول من حدد يوم 9 اذار 2012 م ليكون يوم الشهيد المصري ،لتتذكر الاجيال تلك التضحيات الكبيرة والتي لولاها لم تنعمت الشعوب بحريتها وكرامتها.ولكن في عراقنا الامر مختلف كليا فبعد ان كان نظام البعث المقبور يعتبر يوم 1 كانون الاول يوم الشهيد العراقي ،لأن في ذلك اليوم حدث مجزرة بشعة راح ضحيتها ألاف من العراقيين من جراء حماقات النظام المقبور واستخدامه للأسلحة المحظورة بشكل خاطئ وبفعل قوة الرياح كانت الخسائر عكسية وضحيتها العراقيين ومع كل الاسف ان الكثيرين لا يعرفون عن هذا الامر شيئا ،لتذهب تلك الايام والتواريخ المزيفة ،ويتنفس العراقيون حريتهم من بعد زوال نظام جثا على صدورهم طيلة الثلاث عقود مضت ،بفعل التضحيات الكبيرة كان في طليعتها علماء الدين والمثقفين والشباب الواعي من ابناء وطننا الغالي ،ليعيد البعث المجرم افعاله الخسيسة باغتيال الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ،وهو نجل الامام السيد محسن الحكيم(قدس)الذي فقد من ابناءه عشرة وآخرهم الشهيد السعيد والكثير من ابناء هذه الاسرة الكريمة ،لقد شكل استشهاد السيد الحكيم صدمة عنيفة للشعب العراقي لما يمثله من ثقل ديني واجتماعي وسياسي ،وهو صائما في 1 رجب 2003 م وبعد انتهائه من صلاة الجمعة وخروجه من الصحن الحيدري الشريف ،بتفجير سيارة مفخخة ادت الى استشهاده واستشهاد نحو من 80 مصليا ،ليمتزج ذلك اليوم وتاريخ الشهيد الشخصي ويلعن على انه يوم تخليد الشهداء ويوم الشهيد العراقي ،تعظيما لحجم الخسارة الكبيرة التي بني فيها العراقيين بفقده وتكريما للتضحيات التي قدمها السيد وأسرته من اجل العراق والعراقيين في مقارعة لحكم النظام المقبور ،واليوم يسعى ما بقى من اذنابهم الى تغير هذا اليوم الى تاريخ اخر ،وربما سيلعنون ان يوم اعدام المقبور صدام او غيره من زبانيته هو يوم قتلى البعث المقبور.
https://telegram.me/buratha