حيدر عباس النداوي
مشكلة الكهرباء او ملف الكهرباء من أكثر الملفات والمشاكل جدلا وفسادا في العراق الى جانب الملف الأمني وملف الخدمات رغم صرف عشرات المليارات من الدولارات الأمريكية الأصلية على هذا القطاع الحيوي لكن دون فائدة او تقدم حقيقي يذكر".ومنذ سقوط النظام ألبعثي في العراق عام 2003 وما أعقبها من أحداث وتداعيات والكهرباء لم تتعافى او تصل الى مرحلة النقاهة الطبيعية التي تمكنها من الوقوف على أقدامها والصمود اما الانتقادات التي توجه اليها والى الحكومة والى الوزراء الأفاضل الذين تسلموا مسؤولية هذه الوزارة المليارديرية".ورغم عشرات المليارات العراقية ومثلها مساعدات أمريكية ويابانية وإيرانية وصومالية والكهرباء تسير الى الخلف ولم تتقدم خطوة الى الامام واستمرت ساعات القطع المبرمج وغير المبرمج بالزيادة رغم حالات الإنعاش التي استعملتها الحكومة الموقرة بعد أحداث ساحة التحرير وساحات المحافظات الأخرى والتي تمثلت بشمول الجميع بساعات القطع دون استثناء ومن ضمنها مكتب رئيس الوزراء ومكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الا ان النتيجة كانت أسوء من السابق ولو بقيت على ما كانت عليه لكانت النتيجة أفضل ولما افتضح امر الحكومة والمؤسسات والأحزاب السياسية والمعارف والأصدقاء ".والسيد الشهرستاني يعلم أكثر من غيره ان مشكلة الكهرباء مشكلة أزلية ولا يمكن حلها بالتصريحات والوعود والمليارات التي ذهبت مع أهلها من أمثال المختلس الأمريكي ايهم السامرائي والوزير العبقري كريم وحيد صاحب الامتياز وشهادة التقدير من رئيس الحكومة السابقة واللاحقة السيد المالكي ووصفه بانه الاعدل والأجمل والأفضل من بين جميع الوزراء".كما ان عالم الذرة يدرك قبل غيره ان العقود الوهمية التي أبرمتها الحكومة العراقية مع شركات كورية وكندية لا يمكن باي حال من الأحوال ان توصل التيار الكهربائي الى البيوت والأزقة لانها حبر على ورق وان أطاحت بوزير الكهرباء.. وحتى البارجات التركية التي كانت صفعة قوية بوجه الحكومية العراقية ليس لها من اثر لان ارقام توليدها لا تعادل معشار ما اعلن عنه في وسائل الاعلام وما بشر به اهل البصرة والثغور القريبة منها".ان التصريحات لا تكفي سيادة الدكتور وناسف ان يكون الشعب العراقي أضحوكة وألعوبة بيد كل من هب ودب وبطريقة خالية من الذوق والسلوك القويم وكان الأولى ان تحسب الأمور بميزان العقل والمنطق لا ان تطلق التصريحات على عواهنها ؟كيف يمكن للعراق ان يصدر الكهرباء وكيف يمكن للعراق ان يتخلص من كل آثام ومخلفات الماضي بصيف واحد وقد عجزت عشر سنوات عن حل مشكلة الكهرباء وأنت لم تكن بعيدا عن هذا الملف".مشكلة الكهرباء تكمن في سوء التخطيط وانعدام الشرف وسوء استخدام المال العام ولا يمكن للوعود الرنانة ان تأتي بأمبير واحد وقد خبر اهل العراق مرات ومرات هذه الوعود حتى أصبحت محل تندر واستهجان بل هي محل ازدراء لكل من يحاول ان يقفز على الحقائق ويحاول تسطيح عقول البسطاء الذين لا تخفي عليهم خافية بعد عشرات الوعود الكاذبة التي كانت تجعل صيف العراق ليل باريس الندي وتجعل شتاءه حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة ولكن ما أن يدرك شهريار الصباح حتى تسقط كل الأقنعة وتتهرأ المواقف والتصريحات أمام عذاب الأطفال وحسرة الشيوخ وقلق وخوف المرضى". ستنتهي السنة الموعودة وستبقى أسلاك المولدات الأهلية هي المنفذ والمنقذ والشاهد على مشكلة أزلية عجزت عن حلها كل نبوءات وأساطير الوزراء والمسؤولين وستكون نبوءة الشهرستاني هي الأكثر ألما لأنها نبوءة تشبه دموع التماسيح"
https://telegram.me/buratha