خضير العواد
الأخلاق العربية مدعومة بالتعاليم الاسلامية جعلت من العراق حكومةً وشعباً يقدمون كل ما يستطيعون من أجل أستقبال ضيوفهم من القادة العرب , فالكرم والتضحية في سبيل راحة الضيف من شيّم العرب التي تضرب بها الأمثال عند جميع شعوب العالم فهذا هو المثل الإيراني الذي يقول خذ الأخلاق من الفرس والكرم من العرب , فبذلت الحكومة كل طاقاتها من أجل سلامة وأمن المشاركين في المؤتمر بالرغم من المعانات التي يعاني منها الشعب العراقي وخصوصاً بغداد بسبب الإجرأات الأمنية المتبعة , ولكن الجميع تحمل العبئ وضغط على أعصابه من أجل إنجاح هذه القمة التي يترقبها الشعب العراقي من سنين , ولكن هل يقدّر الضيف العربي هذه التضحيات العراقية وهل سيكون على قدر المسؤولية وبقدر هذه الترتيبات المتخذة من قبل هذا الشعب الكاظم على جراحه التي سببها له الضيّف العربي نفسه ولكن طيبة العراقيين تجعلهم ينسون كل الألام عندما يبتسم الضيف بوجوههم مثل ما يقال قلوبهم طيبة أو تنسى بسرعة ولكن قلوب القادة العرب هكذا سينسون ويفتحون صفحة جديدة مع هذا الشعب الذي ضحى الكثير من أجل عزة وكرامة العرب على مر الأزمان , فكان المتقدم دوماً في كل إمتحان ومصيبة فيهب كل مايملك من أجل تقليل المصاب على بقية الشعوب العربية , ولم يفكر يوماً بالقطرية أو الطائفية بل يشغل كل باله أنا عربي وسأبقى عربي , ولكن بعد سقوط دكتاتوره المجرم هرعت عليه الحكومات العربية وأياديها من التكفيرين وبدؤا ينهشون بلحمه وجعلوا دمائه تسيل في كل شارع وزقاق , ولكن في كل مرة يقف على رجليه ويقول لأخوته العرب كما قال هابيل لقابيل (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ) , وبالرغم من كل الرماح التي طعن بها الشعب العراقي من أخوته العرب الذين كانوا أكثر قساوةً من أبناء يعقوب (ع) بأخيهم يوسف (ع) نلاحظ أبناء العراق يقدمون الورود المملؤة بالرياحين تعبيراً عن المودة والحب الذي يكنه شعب العراق للشعوب العربية , وما هذه القمة وتكاليفها الباهضة التي ستوجع جيب المواطن العراقي إلا دليل حب وأعتزاز من قبل هذا الشعب لأخوته العرب ولكن هل سيكون قادتهم قدر المسؤولية ويثمنون هذه الخسائر ونكران الذات من قبل هذا الشعب الذي نسى آلامه وجراحه وظرفه الصعب الذي عانا منه وحيداً يتلقفه الإرهاب من كل مكان , وهل سترسل الحكومات العربية وفود بمستويات تليق بأسم العرب الذي سيكون الإجتماع تحت إسمه ( القمة العربية) , وهل ستقدر الحكومات العربية بعضها بعضا عندما ترسل وفود تكون كفؤة بالمستوى التمثيلي أي لايليق باي حكومة عربية أن ترسل سفير أو موظف بالخارجية ليجتمع مع رؤوساء او أمراء لدول عربية , فألأخلاق العربية المستمدة أصالتها من الإسلام العظيم ورسوله الكريم (ص) المعروفة بالتواضع والتسامح أكبر من هذه النظرة الدونية المستمدة بجذورها من أخلاق الشيطان الرجيم وأتباعه من أبي رغال وابي جهل وابن سلول , فكلما كان الإجتماع ناجحاً من جميع الجهات إن كان من ناحية الوفود المشاركة ومستوياتها التمثيلية وأهمية المسائل المطروحة للنقاش بالنسبة للشعوب العربية والقرارات التي ستؤخذ في نهاية القمة , وكذلك الترتيبات التنظيمية والتسهيلات التي قدمتها الحكومة العراقية من أجل قيام هذه القمة , كلها ستكون تحت مسمى نجاح القمة العربية أي نجاح أمة العرب بجميع حكوماتها وسيكون إنجاز لكل القادة العرب الذين شاركوا بهذه القمة والفشل سيلحق بالحكومات التي لم تمد يد العون و المساعدة لإخوتها العرب على نجاح القمة ولم تشارك بالمستوى الذي يليق بمثل هذا الإجتماع , فالعراق وشعبه قدم أكثر مما يطيق وبذل أكثر مما يستطيع لإنجاح القمة العربية فهل سيكون القادة العرب بمثل هذا المستوى من العطاء .
https://telegram.me/buratha