المقالات

عوضوا أهالي بغداد عن أضرار القمة العربية

823 22:05:00 2012-03-27

عباس المرياني

لم يتبق على انتهاء أعمال قمة بغداد الا ساعات قليلة ويكون العراق قد أنهى مباراة التحدي التي ادخل نفسه فيها دون معرفة النتيجة النهائية والتي ستظهر مع إعلان مقررات القمة ومعرفة الدول التي ستشارك في الاجتماعات ومن هي الدول التي لن تشارك وما هو مستوى التمثيل الدبلوماسي والفني لهذه الدول.ورغم ان معظم المراقبين والمتابعين للقمم العربية ونتائجها لن يعولوا كثيرا على مقررات قمة بغداد وإمكانياتها في حل مشاكل العرب المستعصية والتي تعجز حتى عصا موسى عن حلها الا أنها بالنتيجة الإجمالية تعتبر نصرا للعراق على حد قول الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي اكد هذا المعنى عندما قال ان بغداد حققت ما تريد بإقامة القمة على أرضها وهذا فخر يكفيها ونحن نقول ان الفخر كل الفخر للعرب وهم يحطون الرحال في بغداد لأنها عاصمة المجد والعلم والثقافة والفنون والحكايات وألف ليلة وليلة وهي ارض الأنبياء والأئمة والصالحين وهي قامة لن تنحني مهما تكالب الأوغاد والزمن عليها ".وانعقاد القمة العربية في بغداد فرض على أهلها استحقاقات كثيرة لم يضعوا لها المقدمات الصحيحة وباغتهم رب البيت بجملة من الإجراءات والاحتياطات التي عادتا ما يقوم بها رب البيت المرتبك والغير واثق من نفسه والذي لم يحسب الأشياء كلها بحساب العقل والمنطق فتسببت هذه الإجراءات بحالة من الإرباك مع تعطيل الحياة في البلاد وفقد بسبب هذه الإجراءات الكثير من الكسبة وأصحاب الأجور اليومية مصادر دخلهم واضطروا الى الاعتماد على صندوق الإقراض الإجباري من الجيران والأصدقاء وأصحاب القلوب الرحيمة بينما على الجانب الثاني من جسر الرصافة تعج موائد الضيوف بما لذ وطالب من أنواع الأطعمة والاشربة وبما لم يخطر على قلب بشر ومالم تره العين المجردة واللاصقة ومن صنع أرقى الطباخين والذواقين العالميين".ان غلق الجزء الأعم الأغلب من شوارع العاصمة بغداد مع تشديد الإجراءات الأمنية أدى إلى شلل تام في الحياة اليومية للمواطنين في بغداد وأصبح الوصول الى محل العمل ضرب من الخيال فبدل ان يصل صاحب العمل في الساعة الثامنة صباحا أجبرته بعض نقاط التفتيش اما الوصول الى محل العمل نهاية الدوام او العودة بخفي حنين الى البيت والعيال وبيدين فارغتين الا من الهواء وأمنيات نجاح القمة العربية".ان مهمة اي دولة تتمثل في توفير الحياة الحرة الكريمة لأبنائها وتعمل على تعوض مواطنيها عن الأضرار التي تسببها لهم وان لا تجعلهم أسرى الحاجة والفاقة وان تسد عنهم الديون وان تجعلهم يحلمون بالزنابق والعبير ومن باب تحمل المسؤولية لا من باب رد الجميل او من باب المكارم التي لا زالت تغلف حياتنا وسياستنا فعليها ان تمنح تعويضا لأهالي بغداد من الكسبة وأصحاب الأجور اليومية وممن ليس لهم معيل في مؤسسات الدولة عن الأضرار التي لحقت بهم من قطع الشوارع وتشديد الإجراءات الأمنية حصرا وإذا رأت الدولة ان تمنح الجميع هذا الاستحقاق فعليها ان تكون عادلة وان لا تساوي بين الذي يجري راتبه وبين حبيس داره".ان العراق بلد غني ولا تنقصه الأموال فهي بحمد الله وفيرة وكثيرة وهي هبة الله الى هذا البلد وهذا الشعب وليس هبة الحكومة المنتخبة او هبة دول الجوال او الدول العربية ومن الاخلاق دفع الضرر وإماطة الاذى عن كل من تسببت الاجراءات الامنية وسد الطرق بقطع رزقه من اهالي بغداد من قمة لا تعدوا عن كونها حفلة للسمر أو لشرب الشاي على رأي الراحل نزار قباني لذا فان اهالي بغداد يتوسمون بالحكومة خيرا بان تعوض ايام تعبهم وجلوسهم في بيوتهم وتجعلهم يحتفلون بشرب القهوة والشاي والسمر مع عيالهم لا مع الملوك والقادة العرب".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبدالله عي شرهان الكناني
2012-03-29
إن أكثر المتضررين من قرارات حظر التجوال والخطط الغبية لقادة أجهزتنا الأمنية وخصوصا المستفيدين من استثناءات المالكي الغير شرعية التي وزعها بسخاء أيام الانتخابات لهم الكسبة الفقراء العاملين في القطاع الخاص ذوي الوارد اليومي كالعاملين في العمالة أو في المعامل الأهلية وغيرها ولكن اليوم ابتكر جهابذة المالكي فئة جديدة ليشملوها بالضرر وهي بائعي كارتات التعبئة للموبايل من خلال قطعهم للإتصالات (رغم نفي مكتب المالكي علاقتهم بذلك إلا اننا تعودنا من هذا المكتب البعثي كثرة الكذب ووقاحتهم في انكار أفعالهم ) وهؤلاء المساكين سينتظرون ثلاثة ايام لكي يشتروا قوتا لعيالهم فهم من اصحاب الدخل اليومي المحدود وربما صادفت النقمة العربية في يوم لايملكون فيه شيئا فلهم الله والله خير الرازقين . ولكن هذه المشكلة لايمكن السكوت عليها ففي كل مرة يلجأ الضباط الفاشلون في أداء واجباتهم الى حظر التجوال وهو من حقهم لكن شرط ان ينظر المسؤولون الى المواطن العامل في القطاع وأن يجدوا وسيلة لتعويضه عن ما ليس له ذنب فيه فليس المواطن مسؤولا عن فشل ضباط المالكي ولاتجوز معاقبته على تقصيرهم . وقد يضمن القانون لشركات الموبايل تعويضا عن ضررهم بغض النظر عن كونهم سيطالبون به أو يتغاضون عنه تملقا أو دفعا للضرر ولكن هذا الكاسب المسكين المعتمد في معيشته على حفنة من الدنانير يكسبها من ربحه البسيط من بيعه كارت التعبئة من سيعوضه ؟ وهل سيقضي هذه الأيام جائعا أم شبعانا؟ وكيف لو صادفت النقمة العربية مع مرض أحد أطفاله . وكيف لو صادفت في يوم لايملك فيه حق كيس من الخبز ؟ عندها ماذا سيكون موقف المالكي وزبانيته من سيف علي ابن ابي طالب .... عليه السلام ذاك المدافع القوي عن الفقراء ذاك الذي انتفض لفقير نصراني . كيف ستواجهون عليا يامن تدعون انكم شيعته ؟
Ali Albawi
2012-03-28
خلونه من القمة و احجولنه عن التموينية : وين صارت ؟؟؟
Ali Albawi
2012-03-28
لو يعطون العوائل العراقية مفردات التموينية التي قطعت منذ فترة طويلة !! حتى المقبور صدام ما كان يقطع التموينية !! أم ان الدولة أصبحت فقيرة الآن ؟؟؟
المهندسة بغداد
2012-03-28
لا اعلم ان كان ما اعتقده صحيح او لا ولكن اشعر ان اكبر خطا بحق الشعب العراقي هو توزيع المال كما طلبتم واشعر ان هذا الامر هو الذي جعل الموظفين واغلب الناس في حالة صراع مع بعضهم ولا اعني ان تكتنز الحكومة حقنا ولكن توظفه في مشاريع اصلاح كهرباء ماء مشاريع بناء ورقي مستشفيات وبناء معامل للعاطلين الذي يتخذون من الجنابر عملا لهم هكذا يجب ان تكون طلباتنا فالمال لن يحل شيئا سوى انه يخرب النفس ولكم تحياتي
Abo Basma
2012-03-28
المن تحجي....... ميييييفيييييد قطع الارزاق مستمر يوميا بسبب القرارات الغبية للحكومة ال......... دولة صارت بس لحملة الاسلحة والباجات والفقير (بين الرجلين)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك