عباس المرياني
لم يتبق على انتهاء أعمال قمة بغداد الا ساعات قليلة ويكون العراق قد أنهى مباراة التحدي التي ادخل نفسه فيها دون معرفة النتيجة النهائية والتي ستظهر مع إعلان مقررات القمة ومعرفة الدول التي ستشارك في الاجتماعات ومن هي الدول التي لن تشارك وما هو مستوى التمثيل الدبلوماسي والفني لهذه الدول.ورغم ان معظم المراقبين والمتابعين للقمم العربية ونتائجها لن يعولوا كثيرا على مقررات قمة بغداد وإمكانياتها في حل مشاكل العرب المستعصية والتي تعجز حتى عصا موسى عن حلها الا أنها بالنتيجة الإجمالية تعتبر نصرا للعراق على حد قول الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي اكد هذا المعنى عندما قال ان بغداد حققت ما تريد بإقامة القمة على أرضها وهذا فخر يكفيها ونحن نقول ان الفخر كل الفخر للعرب وهم يحطون الرحال في بغداد لأنها عاصمة المجد والعلم والثقافة والفنون والحكايات وألف ليلة وليلة وهي ارض الأنبياء والأئمة والصالحين وهي قامة لن تنحني مهما تكالب الأوغاد والزمن عليها ".وانعقاد القمة العربية في بغداد فرض على أهلها استحقاقات كثيرة لم يضعوا لها المقدمات الصحيحة وباغتهم رب البيت بجملة من الإجراءات والاحتياطات التي عادتا ما يقوم بها رب البيت المرتبك والغير واثق من نفسه والذي لم يحسب الأشياء كلها بحساب العقل والمنطق فتسببت هذه الإجراءات بحالة من الإرباك مع تعطيل الحياة في البلاد وفقد بسبب هذه الإجراءات الكثير من الكسبة وأصحاب الأجور اليومية مصادر دخلهم واضطروا الى الاعتماد على صندوق الإقراض الإجباري من الجيران والأصدقاء وأصحاب القلوب الرحيمة بينما على الجانب الثاني من جسر الرصافة تعج موائد الضيوف بما لذ وطالب من أنواع الأطعمة والاشربة وبما لم يخطر على قلب بشر ومالم تره العين المجردة واللاصقة ومن صنع أرقى الطباخين والذواقين العالميين".ان غلق الجزء الأعم الأغلب من شوارع العاصمة بغداد مع تشديد الإجراءات الأمنية أدى إلى شلل تام في الحياة اليومية للمواطنين في بغداد وأصبح الوصول الى محل العمل ضرب من الخيال فبدل ان يصل صاحب العمل في الساعة الثامنة صباحا أجبرته بعض نقاط التفتيش اما الوصول الى محل العمل نهاية الدوام او العودة بخفي حنين الى البيت والعيال وبيدين فارغتين الا من الهواء وأمنيات نجاح القمة العربية".ان مهمة اي دولة تتمثل في توفير الحياة الحرة الكريمة لأبنائها وتعمل على تعوض مواطنيها عن الأضرار التي تسببها لهم وان لا تجعلهم أسرى الحاجة والفاقة وان تسد عنهم الديون وان تجعلهم يحلمون بالزنابق والعبير ومن باب تحمل المسؤولية لا من باب رد الجميل او من باب المكارم التي لا زالت تغلف حياتنا وسياستنا فعليها ان تمنح تعويضا لأهالي بغداد من الكسبة وأصحاب الأجور اليومية وممن ليس لهم معيل في مؤسسات الدولة عن الأضرار التي لحقت بهم من قطع الشوارع وتشديد الإجراءات الأمنية حصرا وإذا رأت الدولة ان تمنح الجميع هذا الاستحقاق فعليها ان تكون عادلة وان لا تساوي بين الذي يجري راتبه وبين حبيس داره".ان العراق بلد غني ولا تنقصه الأموال فهي بحمد الله وفيرة وكثيرة وهي هبة الله الى هذا البلد وهذا الشعب وليس هبة الحكومة المنتخبة او هبة دول الجوال او الدول العربية ومن الاخلاق دفع الضرر وإماطة الاذى عن كل من تسببت الاجراءات الامنية وسد الطرق بقطع رزقه من اهالي بغداد من قمة لا تعدوا عن كونها حفلة للسمر أو لشرب الشاي على رأي الراحل نزار قباني لذا فان اهالي بغداد يتوسمون بالحكومة خيرا بان تعوض ايام تعبهم وجلوسهم في بيوتهم وتجعلهم يحتفلون بشرب القهوة والشاي والسمر مع عيالهم لا مع الملوك والقادة العرب".
https://telegram.me/buratha