خميس البدر
لا يخفى على المتتبع للساحة العراقية ما لعبته المرجعية العليا من دور محوري في حياة ابناء الشعب العراقي وعلى مدى وجودها الشريف والذي يمتد لاكثر من الف واربعمائة عام وما مثلته من ابعاد روحية واجتماعية واخلاقية واقتصادية وقيادة المجتمع وحمايته والدفاع عن وجوده لما لها من عمق وحضور ديني وطوال هذا التاريخ الطويل لم تتخلى المرجعية العليا عن هذا الدور او تتخلف عن اداء مهمتها ومسؤوليتها الشرعية وفي اصعب الظروف وتحت اقسى الضغوط فدفعت ثمن هذا الالتزام من خيرة علمائها وابنائها ووجودها ولم تساوم او تتنازل عن حقوق المظلومين والمحرومين من ابناء هذا الشعب العراقي ولسنا في اطار ان نتتبع ذلك التاريخ المشرف الطويل فلن استطيع ذلك كما عجز من قبلي ولكن ما عملته المرجعية بعد 2003 للشعب العراقي من دفاع مستميت وتبنيها لاماله واحلامه واهدافة بدولة يسودها العدل تتحقق فيها الحرية للجميع ويعيش ابنائها بأمن وسلام وقفت وفي ظروف دقيقة وحساسة وعلى الرغم من كل مافعلته المرجعية وكل التضحيات التي ابداها ابنائها ومريديها الا انها باتت تشعر بعدم مصداقية الحكومات المتعاقبة ومضت الايام والاعوام الثمانية ولم يتحقق شئ للمواطن والاعذار والحجج نفسها كما تحملت المرجعية الاذى من جراء تقصير الحكومات المتعاقبة ومع الفقرالذي يسود المجتمع والتقصير في الخدمات والتفاوت الطبقي والفساد المستشري في مفاصل الدولة ومؤسساتها وهدر المال العام و00و000 لم تقف المرجعية مكتوفة اليدين ووجهت اكثر من رساله وبمختلف اللهجات والاساليب للحكومة لتنهض بدورها فمن التلميح الى التصريح النصح والتوجيه وما عدم استقبال المرجع الاعلى الامام السيستلني للسياسيين في الاونة الاخيرة الا رسالة واضحة عن ضيق المرجعية مما يعانيه المجتمع وتهاون الحكومة وتقاعسها عن اداء واجبها مما دعى المرجعية بان تطلق وعلى لسان خطيب جمعة كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بجمع تواقيع لمليون مواطن عن سوء الخدمات وتراجع الاداء الحكومي في خدمة الناس وهذه هي الرسالة الاقوى والاكثر صراحة من بين كل الخطوات السابقة فماذا تنتظر الحكومة العراقية من المرجعية ومن ابنائها المطيعين لها وهي التي خبرتها وعرفتها وكل افراد الحكومة وبمختلف مكوناتها ومشاربها السياسية وطوائفها المختلفة استفاد وتوكأ واستند واستعان بها فلماذا التنكر وعدم الانصاف والوفاء بالوعود وكلهم يعلم ما تستطيع ان تفعله فلماذا يوصلون الناس الى هذه المرحلة وعلى اقل تقدير خذوا بحلولها ومعالجاتها والتي تطرح كل يوم ,كلمة اخيره الى الحكومة وانا لست احرص من المرجعية على المجتمع انظروا الى ما قدمتم ويكفيكم مكابرة واستهانة بمطالبات المواطن وليتنازل بعضكم للبعض الاخر لنصل الى بر الامان فلقد رأينا الجميع وهو يمدح الانتفاضة الشعبانية وما حققته لكن هذه مطالبات ابنائها ولاجل كل هذا انتفض الشعبانيون ولاجل كل هذا زهقت الارواح وانتهكت الحرمات وسالت الدماء الزاكية فانصفوا انفسكم بانصاف وخدمة المواطن فلقد تحمل الكثير وكفى
https://telegram.me/buratha