عون الربيعي
ايام معدودات تفصلنا عن بدء اعمال القمة العربية في بغداد مع تاكيدات على مشاركة عربية فاعلة ومؤثرة وترحيب دولي جيد بتوقيتها ومكان انعقادها وقدرة المشاركين على صياغة بيان متوازن يصب في مصلحة شعوب المنطقة هذا ما يقال الان على الاقل .ومن وجهة نظرنا كعراقيين فأن العراق حكومة وشعبا قام بما عليه من واجب تجاه الدول العربية متجاوزا ظروفه الصعبة وما وضع امام جهوده الصادقة من عراقيل اريد من خلالها افشال عقد هذه القمة في بغداد ليبقى الوضع العراق رهن باملاءات هذا الطرف اوذاك معزولا في كل تفاصيل وضعه وعلاقته بالعرب .ان العراق وشعبه الصابر على ظلم الاقربين والذي اصبح في هذا الوقت على استعداد لأستقبال القادة العرب يدرك جيدا حجم التحديات التي واجهتها حكومته في استضافة هذه القمة وحجم الضغوط الكبيرة التي تحملتها من اجل اقناع الدول العربية لعقدها هنا من اجل صناعة فرصته في ان يأخذ دوره المحوري والفاعل في منظومة العمل العربية وليرمي من جديد وبحسن نية الكرة في ملعب الدول العربية لتتحمل مسؤولياتها ويتستجيب لدعوات ومطالب شعب العراق الصابر الابي عبر مشاركة قوية على اعلى المستويات كما ان المطلوب من حكام هذه الدول ان لاينظروا الى بلدنا من زاوية الحسابات الضيقة مدركين بلا ادنى شك ان مشاركتهم هذه ليست نجاحا يحسب للعراق الجديد الذي طالما رفضوه وحاول بعضهم بكل الطرق والوسائل الانقضاض على تجربته بل ان النظرة يجب ان تكون في اطار التكامل والنجاح المشترك لكل الشعوب العربية التي تعيش اليوم اعقد مراحلها التاريخية بعد اندلاع الربيع العربي وما رافقه من مخاضات باتجاه التحول السياسي والثقافي وحتى الاجتماعي في اطار التحولات الشاملة الكبيرة التي تشهدها المنطقة العربية، فالمرجو من القادة العرب ان يأتوا ويشاركوا ويبحثوا بجدية هموم شعوبهم ويشخصوا الطريق لمعالجة الازمات التي تقف حجر عثرة في طريق هذه الشعوب.ان انجاح قمة بغداد في ظل كل هذه الظروف وكما اكد رئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم ليست مسؤولية عراقية فردية بقدر ماهي مسؤولية الاشقاء العرب لان العراق قام بما عليه وعلى الاشقاء العرب ان يتحملوا الجزء الاخر من المسؤولية في المشاركة والحضور اذا ارادوا ان يثبتوا قناعتهم بالاطار العام للعمل العربي المشترك ولتدارس القضايا والهموم العربية التي تواجه دولهم وشعوبهم حيث تكرس هذه القمة لتدارس هذه الهموم والمشكلات لبناء عمل عربي في مرحلة حساسة ومصيرية من مراحل امتنا العربية وهو تأكيد ايضا لالتزامهم بجامعة الدول العربية ومؤسساتها وآليات العمل من خلالها ,,كما ان الحضور العراقي المطلوب لابد ان يكون حضور المشارك والقائد لتطلعات شعوب المنطقة لا مايفرض عليها من اجندات وحلول شكلية مؤدلجة بقوالب جاهزة تخدم مصالح اطراف اخرى وتعمق حالة التشرذم الداخلي مستغلة ظروف هذا البلد او ذاك فتمرير انصاف الحلول سيكون وبالا على هذه الشعوب وانتقاص من حقها وقفز على ارادتها بل هو مصادرة لحريتها في العيش الكريم وان كان ملف سوريا هو الملف الابرز على جدول اعمال قمة بغداد فالمطلوب ايضا ان تكون هناك فرصة العراق في التعبير عن وجهة نظرة ورؤيته بوضوح لانتاج بيان متوازن لايخرج عن حدود هذا التصور وان تكشفت بعض النوايا من قبل بعض الاطراف العربية المتحمسة لاسقاط نظام سوريا عبر الحصول على الاجماع العربي فتكون قمة بغداد وبيانها تمهيدا للقيام بهذا العمل كونه وثيقة رسمية تعبر عن رؤية العراق البلد المضيف مع ادراكنا لحساسية وضع العراق كبلد جار تربطه علاقات عالية المستوى مع الاشقاء في هذا البلد العزيز ان تأكيدات سماحة السيد الحكيم وعلى تضمين بيان القمة مفاهيم مطلبية لشعوب المنطقة العربية كالديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة والانتخابات وحرية التعبير عن الرأي والقبول بالأخر الى غير ذلك من مفاهيم مهمة وأساسية يعد دعوة جريئة صادقة عقلائية تكشف عن رؤية ثاقبة وتبين مدى متابعتة الدقيقة واحساسه بهموم الشعوب المقهورة وهو محاولة جادة للخروج من القوالب الجاهزة التي اعتمدتها الجامعة العربية وهو ايضا تجديد ينسجم مع طبيعة المرحلة التي تعيشها المنطقة كما ان اعتماد هذه الدعوة والعمل بمضمونها سيعطي الجامعة دفعة قوية لاثبات مصداقيتها بعد ان عانت من الترهل وفقدان الارادة الحقيقية للتغيير كما انه سعطيها زخما شعبيا يؤكد شرعيتها ومشروعية تحركاتها وجهودها مستقبلا اذن نحن بانتظار انعقاد قمة بغداد التي لابد ان تمثل فرصة ذهبية ليضع القادة العرب برنامجهم الموحد لاصلاح انظمتهم وكسب ود شعوبهم التي تنتظر الكثير
https://telegram.me/buratha