الشيخ حسن الراشد
استفز تصريح "لافروف" وزير خارحية روسيا الاتحادية حول سوريا عددا كبيرا من الدول العربية وخاصة الخليجية وبالاخص الدولة السعودية ‘دفعها الى شن حملة اعلامية واسعة ضده واعتبار ان تصريحه طائفي ولم يفت البعض في ان يصفه بـ" الطائفي"!
ماذا قال هذا المخضرم السياسي الروسي الذي تقلد مناصب عديدة في الدولة الروسية وليس اوله سفير لبلاده في الامم المتحدة وعضويته في مجلس الامن وليس اخره ولن يكون كما يعتقد المراقبون هوتقلده منصب وزير خارجية روسيا الاتحادية المنصب الاهم والذي يتبوءه في الوقت الحاضر ؟
لقد قال لافروف بالحرف الواحد ان سقوط نظام بشار الاسد يعني قيام "دولة سنية" في سوريا ..
هل اخطا لافروف القراءة للمشهد السوري ولم يفهم تضاريس الخارطة الطائفية في المنطقة وخاصة في سوريا ؟ ام ان قراءته كانت غير دقيقة ؟ ولماذا هذا الاستنفرار الطائفي ضد رجل ليس بمسلم وغير عربي وهو وزير خارجية لدولة عظمى كانت في يوما ما شيوعية وماركسية لا يهمها لا الشيعة ولا السنة ولا المسيح ولا المسلم وانما المصالح بين الدول هي من يحكم العلاقات فيما بينها جميعا ؟
الردود الاقوى جاء من الخليج وبالذات من السعودية التي تقود حملة اسقاط نظام الاسد ويتبعه نظام حمد بن ال ثاني في قطر .. ويقول المثل "اذا عرف السبب بطل العجب"!! فاذا عرفنا لماذا السعوديون هم بالدرجة الاولى من يقودون حملة اسقاط نظام بشار ويحملون راية تغيير الحكم في الشام وتسليح المعارضة فان التعجب من تصريح "لافروف" سوف يبطل تلقائيا .. فقد شنت صحيفة الوطن السعودية ـ بايحاء من الجهات الامنية والسياسة في الرياض ـ حملة شرسة على "لافروف" واصفة تصريحاته بـ" الطائفية"! حيث افردت الصيحفة مقالا يتبنى وجهة نظر الادارة مقالا تحت عنوان "ما اهداف لافروف من تصريحاته الطائفية؟" جاء فيه :(( موقف روسيا من سوريا ‘ وتعاونها مع ايران يظهرها من خلال التصريح ـ اي تحذير لافروف من قيام دولة سنية بعد سقوط نظام الاسد ـ ‘ وكأنها تتبنى موقف الداعم للدولة الشيعية ‘ وهذا يعد تطورا خطيرا على صعيد السياسة الدولية ‘ كونه يرسم خطوط صراع طائفية في المنطقة ‘ وهو ما يرفضه العرب تماما‘وعلى روسيا ان تعي ان موقف العرب ‘في هذه الحال‘! سيكون في غاية الحزم!! فالخلالف السياسي ليس دينيا ‘ واستثمار روسيا لهذا الامر بهذا الشكل ‘ هو تأجيج طائفي غير مقبول على الاطلاق"!!
اما الرد القطري فجاء بشكل ذكي يتبنى وجهة نظر و الموقف السعودي ولكن بطريقة اعلامية اكثر ترويجا وتسويقا للخطاب السعودي وذلك من خلال قيام قناة الجزيرة بنشر مقتطفات من المقال وتبنيه ولكن بشكل غير مباشر ومبطن فيما رئيس ما يسمى "مجلس التعاون الخليجي" الزياني صرح علنا عن موقف بلدان الخليج ورفضه لتصريح لافروف .
المراقبون يرون في تصريح لافروف بانه قراءة واعية ودقيقة لاحداث سوريا وان المعطيات التي بنى عليها لافروف موقفه وتصريحه هي من صميم الواقع ومن حقائق ومقاربات في المشهد السياسي الذي تمر به المنطقة وتداخل اجندات دول عديدة في القضية السورية وخاصة اجندة الدولة السعودية وحلفاءها في الخليج والتي تنطلق من دوافع طائفية في حملتها وعداءها للنظام السوري مستغلة العداء المستحق القائم بين الادارة الامريكية والنظام في دمشق بسبب القضية الفلسطينية والصراع الجاري بين اسرائيل وشعوب المنطقة ‘ نعم مستغلة هذا العداء لتمرير اجندة ال سعود الطائفية لتحقيق الهدف الذي عجزوا عن تحقيقه في فترات سابقة يوم ان حكم طالبان والقاعدة افغانستان ويوم ان ضرب اعوان ال سعود وعصاباته في تنظيم القاعدة نيويورك في 11 سبتمبر حيث ان الهف الذي يصبوا اليه النظام السعودي هو قيام دول طائفية يحمكها المتخلفون والارهابيون ودعاة الفتنة والقتل تنتهك فيها حقوق الانسان وتذل فيها المرأة كما هي الحال في مملكة ال سعود ,لافروف لم يخطأ في تصريحه خاصة اذا عرفنا ان التجييش الطائفي في الازمة السورية بدأه النظام السعودي عبر تأسيس عدد من القنوات الفضائية وتمويلها بالادوات الطائفية وكتاب طائفيين وخطاب طائفي واضح لم تكن قناة "الصفا" و"الوصال" وغيرها الا احدى اهم ادوات التجييش الطائفي والتحريض على الكراهية ضد الطوائف والمذاهب والاديان ‘وقد لعب السلفي الوهابي زعيم الارهاب والقتل وداعية الاستئصال الطائفي عرعور" الدور الكبير في الاقتتال الطائفي الذي تشهده بعض مناطق سوريا كما خطاب هذا الشيخ الارهابي وتهديده للعراقيين بحرب ضروس ومعركة قادمة امر يثبت حقيقة ما قاله لافروف ‘ فماقاله عرعور من موقع سكناه في المكة المكرمة وعبر الاعلام العربي امرا يدل على نوايا كل مريديه ومن يقفون خلفه حيث قال "بعد ان يتم اسقاط نظام الاسد سوف ننقل المعركة الى الكوفة" وهذا يعني ان الرجل سوف يبني دولة طائفية سنية في الشام يحارب بها الجيران ويغزوا بجيشها البلدان ‘ وان استخدامه لمصطلح "الكوفة" له دلالة تاريخية ومؤشر خطير على ما ينوي من انشاءه في سوريا من دولة طائفية وبدعم سعودي خليجي ولا عجب اذا عرفنا لماذ احتج الاعراب على تصريح لافروف‘ ولذلك فان ما قاله الاخير ليس اعتباطا بل قراءة رجل ديبلوماسي مخضرم لا يتخبط في كلامه وما يصرح به هو عين الحقيقة كما ان ما جاء في مقال الوطن السعودية بان تصريح لافروف يعني في نظر ال سعود "تبني موقف الداعم للدولة الشيعية" يكشف الاجندة السعودية التي تسعى لاقامة "دول ـ وليس دولة فقط ـ القاعدة والسلفيين" على امتداد العالم العربي باسم "السنة" تنشر الحروب والدمار والارهاب والقتل ..فهل تراجع الامريكان عن موقفهم في دعم المعارضة بالسلاح وتراجعهم حتى عن مشروع تنحي او اسقاط بشار هو صحوة متاخرة لتفادي ما هو اعظم خطرا اذا ما جاء حكم متطرف وارهابي يكون امتداد لـ"دولة القاعدة الاسلامية" المتحركة على ارض العراق وفي غربه واليوم عناصرها تتسلل الى سوريا وباعداد كبيرة وبدعم من ال سعود ؟والجواب هو تصريح "لآفروف"!!
https://telegram.me/buratha