خميس البدر
لعبت السعودية دور الزعامة العربية وبذلت كل ما تسطيع من اجل الحفاظ على هذا الدور المحوري لها على المنظومة العربية من خلال بذل الاموال والمساعدات والدعم لهذه المنظومة ولم تقتصر الزعامة السعودية على هذه المنظومة بل تعدتها الى الدول الاسلامية لتلعب دور الاب وحامي حمى الاسلام والشريعة الاسلامية ولم تشذ في فترة من الفترات عن لعب هذين الدورين سواء على النطاق العربي او الاسلامي ويصل الامر الى التدخل في شؤون هذه الدول والى الاطاحة بنظام الحكم فيها اذا اقتضى الامر او التامر عليه المهم ان تبقى صورة المملكة ومحوريتها وضمان ولاء تلك الدول وعدم خروجها عن الفلك السعودي واستفادت السعودية من هذا الوضع بان نشرت تعاليم الحركة الوهابية ومفاهيمها في مفاصل تلك الدول وما كان لتنتشرهذه الحركة بين ابناء تلك الشعوب الا خوفا وطمعا وبالترهيب والترغيب حتى باتت الوهابية ذات قوة ومنعة وراح يروج لها بانها هي الدين الاسلامي الحقيقي وما هذا التطرف والتكفير والعنف الذي بات يعرف به الاسلام الا من تلك السياسة وذالك الانشطار والاذرع الاخطبوطية للوهابية بين ابناء الشعوب الاسلامية وبتوجيه ومساندة ومباركة من قبل العائلة الحاكمة او ما يعرف بتحالف ال سعود مع الوهابية اي السلطة والمال والقوة مع الدين والفتوى لمسنا تدخل السعودية في العراق وبصورة مباشرة على الاقل في العقدين الاخيرين او مابعد غزو نظام البعث وصدامه المقبور للكويت من اجهاض الانتفاضة الشعبانية والتامر عليها بحجج واهية وبتوجهات طائفية ومن ثم محاولة ايجاد موطا قدم للوهابية في العراق وتحالفها مع البعث لتنفيذ هذه اللعبة الخبيثة وبعد 2003 ظهرت علانية التدخل السعودي واطرافه وان كانت الحكومة العراقية دائما تنسبه لدول لاتريد ذكر اسمها فالارهاب وتمويله ودعمه والحملات الاعلامية الموجهة ضد العراق وعمليته السياسية الجديدة ويكفي انها لحد الان لم تفتح سفارة في العراق ولم تتقبل التغيير الذي حدث في العراق وفي الفترة الاخيرة بانت علامات تقارب عراقي سعودي كانت بوادره باعلان السعودية عن فتح سفارتها في العراق والمفاوضات لتبادل المحكومين والاخبار الاخيرة التي تؤكد عن بدا العمل باعادة تاهيل خط الانابيب العراقي داخل الاراضي السعودية لنقل النفط العراقي الى البحر الاحمر ومفاوضات اخرى لم يكشف عنها وعن نتائجها كانت وراء قبول السعودية بالمشاركة في قمة بغداد هذا التقارب جاء متزامنا مع انحسار نفوذ السعودي ومحوريتها وتصدع صورتها كزعيم واب للمنظومة العربية والاسلامية وخاصة بعد التغيرات وما احدثته موجة الربيع العربي وتضخم دور قطر الاقليمي ومنافستها للسعودية ان لم تحل موقعها في كثير من المحافل او فلنقل ان السعودية مارست سياسة النعامة تجاه الربيع العربي ورياح التغيير التي باتت غير امنة منها خاصة وبعد تصدع البيت الداخلي السعودي وايضا متزامنا مع المقف السعودي المتشدد تجاه القضية السورية وتبنيها للحل العسكري ودعم المعاضة السورية بالسلاح فماذا سيجني العراق من هذا التقارب ولماذا يصور بانه دعما لموقفه وسياسته الخارجية في انجاح القمة العربية فهل ان القمة سعودية ام ان هذا التقارب يعني امتداد لاذرع الوهابية الاخطبوطية خاصة وانها باتت الاطول في عمليات الارهاب داخل العراق والتي يشهدها ويلمسها العراقيين في كل يوم
https://telegram.me/buratha