سعيد البدري
لعلهم جميعا متفقون وهم انفسهم دون استثناء ولو شكليا باسماءهم ومسمياتهم ابتداءا من السيد المالكي والمطلك وبارزاني وعلاوي وغيرهم مجمعون على ضرورة الحوار لحل الاشكاليات وانهاء الازمات التي تعصف بالبلاد والتي اصطنعت لاسباب نفهمها ونعرفها جيدا فمنها ماهو فئوي وحزبي بامتياز ومنها ما يعتبرونه تكتيكا مؤقتا للتنصل والهروب من اتفاقات او التزامات كان قد قطعوها او اقروها لبعضهم البعض لتحقيق مصلحة او الوصول الى منصب ومع تكرار الدعوات لعقد طاولة الحوار تبقى الارادة السياسية والافتقار الى الحكمة هو المحرك الذي يقود الاوضاع الى المزيد والمزيد من الازمات والتراشقات الاعلامية التي لا طائلة منها ولافائدة ترجى ليدخل العراق في مرحلة التعقيد والتعطيل ولربما الشلل التام في جميع مرافق الحياة ان استمرت الاوضاع بالانحدار بهذا الشكل وتوالت هذه الازمات بتفريخ اخرى ان الخطاب البين لسماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي انتهجه ومنذ زمن طويل على ان طاولة الحوار يجب ان تكون الفيصل لانهاء اية ازمة سياسية على ان توضح الاتفاقات وسقوفها الزمنية وطبيعة المراد منها لكن ماهي النتيجة لم نجد اي استجابة حقيقة فالتمسك بالرأي وان كان خاطئا كانت هي السمة الغالبة بل ان دعوة الجلوس الى طاولة الحوار الجدي الذي دعاه له بصدق عشرات المرات اصطدمت بضيق افق البعض ممن يفتقر الى الحنكة والحكمة السياسية وجوبهت بالتذمر والاستخفاف من طرح مبدأ الحوار كأصل في حل الاشكاليات القائمة لان البعض يؤمن بالتلاعب وتحقيق المكاسب باي طريقة كانت حتى لو انتهت الامور بكارثة وليس هناك اصدق من كلمات الحكيم سماحته الذي شخص العلة والدواء بحديثه الواضح ان لاطريق اخر لحل المشاكل العالقة سوى طرح المسائل على الطاولة وانهاءها بشكل يضمن مصالح جميع العراقيين والا فان أي طريقة اخرى لم تعد نافعة بما فيها اتفاقات الغرف المظلمة فكانت تساولات الحكيم واضحة ومشروعة حين تحدث في الملتقى الثقافي قائلا (أرشدونا الى طريقة أخرى لحل مشاكلنا سوى الحوار.. وان لم يكن الحوار هو السبيل فاي طريقة نأخذ واي منهج نسلك فان كان لكم طريقة مجدية أخرى أرشدونا اليها ودلونا عليها لنمضي معكم في حل هذه المشاكل) ان اللعب على وتر الطائفية مرة والمشروع الوطني بوهميته المطروحة مرة اخرى وتغليب مصلحة الجماعة والمشروعية السياسية وحكومة الاغلبية وغير ذلك من التعابير والمصلحات والمفاهيم واللجوء الى تصدير مثل هذه الامورعبر حملات اعلامية وتصريحات متشنجة بين الفرقاء تقود في نهايتها الى التعقيد بينما يغيب الحل وهو بين ظهرانينا وبالمناسبة (ساسة العراق بعد 2003 اكثر ساسة العالم تصريحا ولجوءا لوسائل الاعلام بمناسبة ومن غير مناسبة ) ان عملية التراشق الاعلامي عبر شاشات الفضائيات الذي يجمع الفرقاء انفسهم على انه لن يكون حلا للمشاكل ولقد جربنا بالامس القريب حملات التصعيد والشتائم والتخوين في ملف علاقتنا مع الجارة الكويت فماذا كانت النتيجة بالتأكيد ما حققناه عبر هذه الطريقة تحديدا كان وبلا مواربة (( لاشيء)) وكانت ستبقى كذلك لولا الدعوات الجادة للحوار و مع توجه وفد عراقي وبحث المواضيع تحقق شيء وسيليه اشياء فالمبدأ واضح ولايحتاج الى تأويل وتحاذق من هذا الطرف او ذاك المهم ان تنعقد النية الصادقة لانهاء وتصفير كافة الازمات ببحثها وتفكيكها ووضع الحلول بشأنها بدل انتهاج خطاب التخوين والمزايدات وفلان افضل من فلان وحزب سين اكثر وطنية من حزب صاد اننا في سفينة واحدة كما عبر السيد الحكيم ولابد للجميع من التعاضد والتعاون لنستطيع الصمود والعبور بالعراق نحو بر الامان ولا سبيل لذلك غير الحوار والحوار فقط هو الحل ان كنتم صادقين ؟؟
https://telegram.me/buratha