الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
عندما كنا صغاراَ تعلمنا ان ننفخ اكياس الورق ونمسك اعناقها بقوة ثم نضربها مرة واحدة لتلطق ذاك الصوت الاجوف معلنة تحرير انفاسنا التي ملأت جدران الكيس الداخلية.وعندما كبرنا وجدنا ان الحكام مجرد اكياس ممتلئة بالهواء الفاسد، سرعان ما تنفجر مخلفة ورائها رائحة العفن، ووجدنا ان كل خطاباتهم وكلماتهم وافعالهم انما هي صخب اجوف يصلح كفرقعات اعلامية لا غير.وها هم لهاث وعرق ونباح يومي كالسعار وبالونات اعلامية جوفاء ومليار ومائتي مليون دولار امريكي واشباه حكام وكومة من المخنثين تحشر جميعا في كيس ورقي مهتريء اطلقوا عليه تجاوزاً اسم الجامعة العربية.فلا هم كانوا عرباً!! ولا هم إجتمعوا على كلمة حقٍ!! وياعجباً من اخلاقهم!! فالقاسم الوحيد الذي يجمعهم انهم يجلسون على كراسٍ ليس هم أهلها، ولا هم من إستحقها!! وكيف لا يكونون كذلك وهناك النفاق وحب الذات ديدنهم، ومنهج البقاء على حشية الكراسي الدافئة هدفهم الاوحد، وليمت من يشاء.عجباً كيف لا تمطر السماء دماً؟ ولا يستحيل الماء قطراناً؟ فاين اصحاب الفتوى مما يجري؟ كيف يقبل الساكنون عند قبر الوصي في النجف الاشرف أن تهدر مليارات الدولارات على قمامة العرب كي ياتي من يقول لهم نحن نعترف بكم!!! كيف نقبل ان نعود عبيداً بعد وهم التحرر؟ ولكن هل تحررنا حقاً؟ ألم تشتكي الارض من فعالكم؟ الم يشتكي دجلة؟ ومن اجل هذا كنت قد قلت في مثنوياتي منذ سنين عدة وبالذات في 2009م محذرا:فانظر الى دجلةفانظر الى دجلةٍ قد سامها الحيفُأضحتْ مخاضَ الفنا حتى بدى الجرفُطافت بها امةٌ قد زادها الخوفُترنو الى امةٍ أزرى بها الحتفُ***وكنت قد أشرت الى هؤلاء الحكام، وهنا لا استثني احداً فالذين جاؤوا بالقطار الامريكي لا يختلفون عن الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الامريكية وسواء خرج الامريكان ام بقوا فالموقف لا يتغير، وهاهم سكارى بعبق السلطة، مصابون باللوثة من وهج الكراسي، ولذا قلت في مثنوياتي:قومي رؤوس البصلقومي رؤوسُ البَصَل في حانةِ الخمرِيوم الوغى كلهم بالعذرِ والفرِنادى منادٍ بهم قوموا الى الكرِما قام صاحٍ بهم والكلُ في سكرِ***
وهي لحيرة فاما الشعوب قد اصابها الوهن، أو انهم يوافقون حكامهم على الطغيان فكانوا هم وحكامهم سوا قد نزعوا قناع الحياء فقلت:
واغفي كمثل القطانامي فعينُ الردى ما سادها النومُواغفي كمثلِ القطا لمّا صحا النجمُفالشعبُ في غفلةٍ والناسُ والحكمُوالعدلُ في وسنةٍ لمّا طغى الظلمُ***فلا تعجبوا ان أهدر النظام الحاكم مليارات الدولارات من اجل تجميل عجوز شمطاء، عاشرها الغزاة الفاً فما حبلت بغير القهر والخنوع. لاتعجبوا ان أهدروا ماء وجههم من اجل ان يقبل بهم من يقتل ابناء العراق الاصلاء فحاشا لهذه الجثث الطاهرة ولهذا الارواح النقية ان تذهب فداء لقمامة الانسانية.لو يتعلم الحاكمون ان الدولة بمعنى التداول وأن بقاء الحال من المحال وإن الابتداء والفناء أصل من أصول الحكمة، ولكن هيهات!! فللجشع قوة، ولرغبة البقاء في الحكم سطوة، والنفاق يسري في النفوس والاجساد مجرى الدم، ولم يبقى إلا ان يحشر هؤلاء اهوائهم وجشعهم وانفاسهم اللاهثة ومليارت الخيانة في اكياس الورق حتى تنفجر مطلقة عفناً باسم قمامة العرب.
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتيdr-albayati50@hotmail.co.ukالمملكة المتحدة - لندن24 / آذار / 2012
https://telegram.me/buratha