بقلم: علي لطيف الدراجي.
لو دأبت بغداد على اقامة مثل هكذا مؤتمرات اقليمية او اوسع بقليل اوتستضيف لاسامح الله مونديال كأس العالم يوماً ما او مهرجانات سينمائية شبيهه بمهرجان السعفة الذهبية الذي يقام في مدينة كان الفرنسية او نصف مهرجان القاهرة او الاسكندرية لأنقلبت اوضاع العراق رأساً على عقب ولعاد المجنون الى رشده بعد ان يرى العجائب في بلاد العجائب التي لم تأتي اليها (اليس) لتذوق القليل من مرارة الايام.وعندما نقف ساعات طوال في الشوارع ونحن على ابواب الصيف اللاهب وترتفع اجور النقل والخضروات والفواكه ويصبح سعر كيلو الموز بـ(2,000) دينار وسعر كيلو الطماطة بـ(2،500) دينار وتأخذ دوائر الدولة بــ(سبات اول الصيف) لمدة اسبوع ربما قابل للتمديد ، وتتأخر معاملات الناس وضرورياتهم التي كانت تسير في اجراءاتها ابطأ من صديقتنا السلحفاة التي نسيت شئ اسمه الارنب ، ويهجر اصحاب المحال اماكن عملهم ويبدأ الجميع بالمشاركة في سباق المشي من والى بواسطة واسطة النقل(11) عفواً الرجلين فمن حقنا ان نتسائل .. ماالذي يجري ومن هو المسؤول عن هذه الفوضى .. ومايحصل في العراق قبيل انعقاد القمة هل سبق وان حصل في بلدان اخرى؟ اللامعقول هو مايحصل في بغداد والمعقول هو مايتردد على السنة المتضررين من هذه القمة التي اذنت بنشر الفوضى في كل مفاصل الحياة وبات كل مواطنوا بغداد على صفيح ساخن من اللوعة والحسرة ناهيك عن حجم الخسائر التي سيتحملها ممن يهرول وراء لقمة العيش ليسد رمق اطفاله.اما ضيوف بغداد الذين سينزلون على ارض المطار ويتوجهون الى اماكن اقامتهم ويتمتعوا بلحظات الراحة في بلد يقيناً لايقاس بشارع ومطار وفندق فهم لن يشاهدوا امرأة نائمة في الشارع واطفال يبحثون في الطرقات عن الطعام ولن يسألوا كادح يعيش قوت يومه ماذا سيأكل وعائلته قبل ان يناموا على وسادة ارقهم ، ولن يسمعوا بكاء جائع وانين طفل يتيم ، بل كل ماسيفعلوه وهم يتأرجحون على كراسيهم البيضاء خلف طاولة القمة المستديرة هو الحديث في قضايا لن تحل ابداً ولن يجدوا المخرج المناسب لمعضلات شتى نحن نعرف وهم يعرفون من يقف ورائها!!قمة بغداد ستعقد في بقعة ضيقة من الأرض وقد توفرت لها كل وسائل النجاح بعد ان صرف عليها الكثير والكثير ، اما العراقيون فلهم الله وعليهم ان يتحملوا مايحدث طالما ان العراق قد عاد الى محيطه العربي وسيلعب من جديد الدور المحوري في المنطقة ، وهذا ماجعل الكبير في عقله وذوي الفهم المحدود يتساءل أي دور محوري هذا لبلد يعاني من نزاعات داخلية جمة ولم يقف بعد على رجليه ولم يتمكن لحد هذه اللحظة من بناء جيش قوي وبنى تحتية صلبة وانسان قادر على المواجهة في زمن المواجهة.اما الحديث عن القاعة وعن الأعمدة الخضراء الثمانية عشر التي تزين قاعة المؤتمر ومن سيحضر ومن سيغيب ومن سيتكلم ومن سيلتزم الصمت فكل ذلك لايعني شيئاً والمواطن العراقي لايحظى بالأحترام والتقدير ولايعامل كأنسان له شأن ومكان على هذه الارض بعد ان فقد احترامه حتى خارج العراق ، اما هذه القمة وماسبقتها من قمم وما سـتأتي به السنوات القادمة من مؤتمرات كهذه فلن تغير من الحقيقة شئ لأن امة العرب ستبقى في المؤخرة ، تدفع عن نفسها اثقال الهموم والمشاكل وستبقى تسير خلف الغرب وتذعن لارادتهم.المواطن اليوم بحاجة الى من يستمع لمشاكله وهمومه ، والعراقيون لايريدوا ان يأكلوا الشعارات التي لاتغني من جوع ولسان حالهم يقول .. احنه وين والقمة وين!!
https://telegram.me/buratha