بقلم:نوال السعيد
حسنا فعل رئيس المجلس الاسلامي الاعلى العراقي السيد عمار الحكيم عندما تحدث بأسهاب وتفصيل في الملتقى الثقافي الاسبوعي الاربعاء الماضي عن واقع الازمات والمشاكل التي يواجهها العراقي جارجيا وداخليا ..وقد طرح الحكيم مفهوم او مبدأ (تصفير الازمات) مع الاطراف الخارجية، وفيما بين القوى السياسية الوطنية نفسها.... منطلقا من حقيقة ان المدخل الصحيح لذلك هو الحوار.وهذا الطرح ليس بجديد من قبل رئيس المجلس الاعلى، بل هو يمثل استراتيجية في عمل ونهج المجلس الاعلى، ففي اكثر من مناسبة، وخصوصا عند تصاعد الازمات مع اطراف مجاورة مثل الكويت وسوريا والسعودية، كان الحكيم يبادر الى التحرك والاتصال مستمثرا علاقاته الايجابية من اجل احتواء التصعيد والتأزيم، والبحث عن مخارج عملية وواقعية تجنب العراق مزيدا من المشاكل والازمات التي ماكان لها ان توجد لولا السياسات الهوجاء لنظام الطاغية المقبور صدام، وافتقار بعض صناع القرار في العراق الجديد الى الحكمة والحصافة والعقلانية في التعامل مع الواقع بسلبياته وايجابياته.والجميع يقرون ان لدى العراق مشاكل متراكمة مع الكويت ومع تركيا ومع سوريا ومع ايران ومع الاردن ومع غيرها من الدول، واذا كان من اختلاف وخلاف فهو حول طرق واساليب المعالجة، هل بشن الحروب والمؤامرات ام عبر السياقات الدبلوماسية والحوار الهاديء وتغليب المصالح المشتركة؟.ونفس الشيء بالنسبة للواقع السياسي الداخلي، فالمشاكل والازمات بين الكتل والشخصيات والاحزاب كثيرة ومعقدة، وتتفاوت بين ما هو خاص وضيق وما هو عام وواسع، ومن يفكر بفرض الامر الواقع على الاخرين بأعتباره يملك النفوذ والقوة والصلاحيات والامكانيات فهو خاطيء لانه بذلك يزيد الازمات ويوسعها ويختلقها بدلا من ان يحتويها ويحاصرها وينهيها.وتصفير الازمات امر ممكن ومتاح بتوفر النوايا الصادقة، وتجنب التشنج والتشهير والتسقيط الاعلامي، والعمل على زرع الثقة التي من دونها لن يتحقق شيء ايجابي ابدا.
https://telegram.me/buratha