أبو طه الجساس
كشفت الذكرى 29، لتأسيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عن تنظيم دقيق وحضور كثيف للجماهير المنتظمة تحت لواء المجلس الأعلى، وشد اهتمام المراقبين والمحللين شعارات الجماهير الحاضرة والتي تنم عن تفاعل وانسجام مع القيادة المتمثلة بسماحة السيّد عمّار الحكيم، ومع أفكار المجلس التي تؤمن بتنظيم الأمور وبالسياسة الوسطيّة والمعتدلة التي تحترم الرأي الآخر، وتتخذ الحوار لبث أفكارها وتعتمد على صيغة ديمقراطية وتشاوريه لاتخاذ قراراتها داخلياً ومع الأحزاب الأخرى, ويقدر الشعب العراقي هذه السياسة لما لها من أثر في فك الأزمات ونزع فتيل طبول القتال الطائفي والعرقي، وساهمت هذه السياسة في إعادة الثقة بين الجماهير الحاضرة والجماهير المحبة المراقبة، مما دعاها للمشاركة الفاعلة في تفاصيل فعاليات المجلس المختلفة وتسجيل أسمائهم بصورة رسميّة ومعتمدة في قائمة المنتسبين للمجلس، وجذب أعضاء آخرين من خلال جذبهم لسياسة المجلس المرتبطة من جهة شرعية بسماحة المرجع الأعلى السيد (السيستاني دام ظله)، وانتمائهم الوطني من خلال تأريخهم المشرف ومواقفهم الوطنية التي تقدس الشعب وفي خدمة المواطن والوطن, وكان التنظيم ألمناطقي وتقسيمه إلى (كانتونات)، اثر واضح في عملية السيطرة على التنظيم الواسع والمتنامي من خلال شخصيات كفوءة، والاستعانة بالمتخصصين في هذا المجال وإتباع طرق مهنية في استغلال الكوادر المتميزة ووضعهم في المكان والمنصب المناسب ,لضمان حركة تؤمن الاتصال المرن بين التنظيمات ووضوح الإلية المتبعة المرتبطة بهدف مثالي واقعي من اجل حصد النتائج والانتقال إلى ارتقاء مستمر ,وكانت مراجعات تجارب الماضي القريب حاضرة من اجل ان تكون درس ايجابي ودافع للتعويض خصوصا ان الفوز سرق من بين احضنها, وأشارت الأرقام الأخيرة المقدمة للقيادة عن كشف أرقام جديدة تتصاعد في كل تقرير يقدم إلى رئيس المجلس الأعلى ، وانعكست هذه الزيادة والتشعب في إعطاء مرونة عاليّة لسماحة السيّد الحكيم، لاختيار عناصر جديدة وشابة طموحة وفاعلة ومؤثرة على طبقة الشباب العراقي، وفعلاً اتخذ الحكيم مُسميات بعناوين ثانوية منضوية تحت قيادة المجلس الأعلى تتيح حركة واسعة وأكثر مرونة واتساع من اجل خدمة هذه الفئة ووضعهم تحت الرعايا والنظر, وكان لشخصيّة السيّد الحكيم اثر ملهم لمعظم المنتمين السابقين والجدد، وكان له اثر معنوي وروحي، إذ يمثل عملية شد قوية الأواصر بين الأعضاء والقائد وكانت حركته الدؤبة اثر آخر في عملية الجذب لما تعنيه من اهتمام بكل أجزاء الوطن من محافظاته وأطيافه المتنوعة من عرب وكرد وتركمان ومسلمين ومسيحيين وصابئة ويزيدية وغيرهم، وحتماً سوف يترك هذا التنظيم واتساعه اثر في الانتخابات القادمة لما له من حقائق رقميّة وأفكار وطنيّة واليوم زرع، وغداً حصاد.
https://telegram.me/buratha