عادل العتابي - كاتب واعلامي
في طريقي الى مختبر الصحة العامة المركزي لانجاز ومتابعة بعض اعمالي، وصلت الى المدخل الذي يؤدي من طريق محمد القاسم السريع الى ساحة الاندلس في الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق تقريبا من صباح يوم الخميس الثاني والعشرين من اذار الجاري، تمكنت من اقطع تلك المسافة البالغة خمسمائة متر او اكثر او اقل من ذلك بقليل، وانا اقود سيارتي الخاصة ومعي العشرات من السيارات العاملة على خطوط النقل العامة والتي تسلك الطريق نفسه، او تلك التي تنقل الطلاب، وغيرهم بزمن قدره خمس ساعات تقريبا! فقد عبرت حاجز التفتيش الذي يقع بالقرب من تقاطع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ودائرة الجوازات العامة في تمام الساعة الرابعة واثنتان وعشرين دقيقة.وجدت عدد من ضباط الجيش العراقي برتب مختلفة يقفون على اتم الاستعداد في نقطة التفتيش تلك ومعهم عدد من المراتب ومن مختلف الرتب، وبعد خمس ساعات من مقاومة العطش ومحاولة السيطرة على الادرار كوني مصاب بالسكري، رغم اني شاهدت البعض وهو يقضي حاجته على جدران البيوت او خلف حاويات الازبال، بعد ان اصابني الانهاك والتعب وانا اصل الى هناك قال لي الجندي المكلف بالتفتيش:حجي منين جاي؟قلت: من مدينة الحرية.قال: وين رايح؟قلت: الى مختبر الصحة العامة اذا ما كان الدوام الرسمي قائما!فطلب مني ان اذهب الى مكان معد للتفتيش وانا لااشاهد الا عيون عراقية سوداء من ذلك الجندي بعد ان غطى كامل وجهه بقناع من القماش الاسود، في نقطة التفتيش طلب مني الجندي الاخر ان افتح صندوق السيارة وان اجيب على سؤاله اذا ما كنت احمل سلاحا ناريا، او أي سلاح اخر،وبعد الاجابة على عدد اخر من الاسئلة، قال لي : في امان الله.توجهت الى البيت فورا بعد ان وصلت متأخرا، وافرغت ما بداخل بطني وتوجهت الى النوم مباشرة لاستيقظ في ظهيرة يوم الجمعة، بعد ان غططت في نوم عميق من مساء الخميس على اثر تلك الصدمة التفتيشية.تألمت كثيرا على ان تلك التجربة الرائدة في التفتيش العراقي والتي لم يشهدها ويستفاد منها رجال ونساء من المخابرات الاميركية ((C.I.A او المخابرات الروسية (K.G.B) او المخابرات الفرنسية وهي تقاتل اليوم الارهاب في تولوز وغيرها من مدن فرنسا او المخابرات الموزنبيقية في مجاهل افريقيا او المخابرات الهندية وهي تطارد القرود النهابة التي تسرق كل شيء من بيوت واسواق نيودلهي والمدن الهندية الاخرى.وفرحت لاني لم اشاهد احد من المخابرات الصينية لينقل تلك التجربة الرائدة والفريدة الى بكين او شنكهاي او أي مدينة صينية يزيد عدد سكانها على مئة مليون نسمة ، اذ سيقف الصيني لمدة عشر سنوات حتى يعبر تقاطع وزارة التعليم العالي الصينية وربما سيقف هناك حتى مرحلة التقاعد!
https://telegram.me/buratha