خضير العواد
لقد أنتظرت الحكومة العراقية إنعقاد القمة العربية في بغداد بفارغ الصبر بعد العزلة الدولية التي فعلتها الدول العربية نفسها وخصوصاً العربية السعودية , فمجئ الوفود العربية الى بغداد يعد نصراً بحد ذاته على الرغم من هزالة النتائج المرتقبة من هذه القمة لأنها ستكون كأخواتها من القمم السابقة التي لم يجني منها الشعب العربي إلا الشعارات والخطابات التي لا تغني ولا تشبع , ولكن أهم غايات الحكومة العراقية من هذه القمة هو إظهار الحكومة العراقية وشعبها كعائلة واحدة متنعمين بما حصلوا من مكاسب قد إنتظرها الشعب العراقي لمئات السنين , وهذا يتم من خلال تهدأت الأوضاع والتوقف عن التصريحات النارية التي يراد منها الضغط على بقية الكتل من أجل بعض المكاسب , لكي يظهر العراق وشعبه كما كان في الماضي محط أنظار المحيط العربي كافة لما يمتلك من طاقات جبارة تحتاجها إليها جميع الشعوب العربية , بالإضافة الى إظهار نجاح التجربة العراقية الفتية التي قادت جميع التغيرات التي طرأت في الساحة العربية , أما بقاء الكتل تهدد بعضها بعض وتحاول الضغط وأستغلال كل كبيرة وصغيرة من أجل ربح هنا ومنصب هناك , فالقادمون الى عاصمتنا غداً بالأمس كان سفرائهم لا يقبلون المجئ الى بغداد تحت الكثير من العناوين كالإرهاب والإحتلال ولكن نتيجة كل هذا لم تفتح السفارات إلا بالتي واللتية , ولكن اليوم وفودهم بأعلى المستويات تتجه الى العاصمة التي حكمت العالم في قمة رخاء الدولة الإسلامية والتي كانت حلم العلماء والأدباء وكل تاجر و رحّال ,أي الضغائن مخبئة في الصدور ولكن صبر وتضحيات وحكمة شعب العراق هي التي أجبرت هذه الحكومات وسحبتها من قصورها العاجية الى العاصمة التي كانت تهزها التفجيرات باليوم الواحد عدت مرات , لأن إظهار صورة الكل لا يقبل بالكل الى الواجهة الإعلامية ونحن نعد الأيام لوصول من أرادوا لنا الحياة البائسة والحكم الدكتاتوري البغيض يعني فشل كل التجربة العراقية بما تمتلك من حياة ديمقراطية يشار لها بالبنان على الرغم من قصر الفترة الزمنية للتغير في العراق , مما يؤدي الى تحطيم معنويات كل الشعوب العربية التي تنظر الى التجربة العراقية كنموذج يجب أن يقتدى به , بالإضافة الى إظهار الكتل المتصدية في العملية السياسية ضعيفة وغير قادرة على قيادة العراق , مما يؤدي الى فشل كل هذه الكتل في التقرب من المحيط العربي أي عدم نجاح المؤتمر سيؤدي الى فشل جميع المشتركين في العملية السياسية وليس كتلة واحدة , لأن العراق يمثل جميع الفئات التي يتكون منها الطيف العراقي والذي تمثله هذه الكتل كالتحالف الكردستاني والعراقية والتحالف الوطني , أما نجاح القمة سيؤدي الى نجاح العراق الجريح العائد بصعوبة بعد معانات مملؤة بالدم والدمار, وهذا يتم من خلال السيطرة على الأنا والحزبية التي لم تجلب للعراق وشعبه إلا المعانات و الدمار وضياع المال والوقت ,فألندع وطنيتنا تتغلب ووفائنا للعراق وشعبه الذي أعطى وضحى بالكثيرهو هدفنا الأسمى فالنعمل من أجل هذا ولنترك العناوين ولنعمل حقيقةً من أجل أسم العراق وعودته الميمونة للساحة العربية , لأن القمة لايصنع نجاحها وفشلها إلا من يقود مركبها والقيادة تحتاج الى يد واحد تسيّر دفتها لا ثلاث أيدي تجعل قيادتها شبه المستحيل لكثيرة الأوامر وتضاربها بعضها ببعض , فنجاح القمة يصنع من القيادة الموحدة التي تعبّر عن خطاب واحد يمثل كل العراقيين .
https://telegram.me/buratha