المقالات

فشل القمة يعني فشل الجميع

771 15:33:00 2012-03-23

خضير العواد

لقد أنتظرت الحكومة العراقية إنعقاد القمة العربية في بغداد بفارغ الصبر بعد العزلة الدولية التي فعلتها الدول العربية نفسها وخصوصاً العربية السعودية , فمجئ الوفود العربية الى بغداد يعد نصراً بحد ذاته على الرغم من هزالة النتائج المرتقبة من هذه القمة لأنها ستكون كأخواتها من القمم السابقة التي لم يجني منها الشعب العربي إلا الشعارات والخطابات التي لا تغني ولا تشبع , ولكن أهم غايات الحكومة العراقية من هذه القمة هو إظهار الحكومة العراقية وشعبها كعائلة واحدة متنعمين بما حصلوا من مكاسب قد إنتظرها الشعب العراقي لمئات السنين , وهذا يتم من خلال تهدأت الأوضاع والتوقف عن التصريحات النارية التي يراد منها الضغط على بقية الكتل من أجل بعض المكاسب , لكي يظهر العراق وشعبه كما كان في الماضي محط أنظار المحيط العربي كافة لما يمتلك من طاقات جبارة تحتاجها إليها جميع الشعوب العربية , بالإضافة الى إظهار نجاح التجربة العراقية الفتية التي قادت جميع التغيرات التي طرأت في الساحة العربية , أما بقاء الكتل تهدد بعضها بعض وتحاول الضغط وأستغلال كل كبيرة وصغيرة من أجل ربح هنا ومنصب هناك , فالقادمون الى عاصمتنا غداً بالأمس كان سفرائهم لا يقبلون المجئ الى بغداد تحت الكثير من العناوين كالإرهاب والإحتلال ولكن نتيجة كل هذا لم تفتح السفارات إلا بالتي واللتية , ولكن اليوم وفودهم بأعلى المستويات تتجه الى العاصمة التي حكمت العالم في قمة رخاء الدولة الإسلامية والتي كانت حلم العلماء والأدباء وكل تاجر و رحّال ,أي الضغائن مخبئة في الصدور ولكن صبر وتضحيات وحكمة شعب العراق هي التي أجبرت هذه الحكومات وسحبتها من قصورها العاجية الى العاصمة التي كانت تهزها التفجيرات باليوم الواحد عدت مرات , لأن إظهار صورة الكل لا يقبل بالكل الى الواجهة الإعلامية ونحن نعد الأيام لوصول من أرادوا لنا الحياة البائسة والحكم الدكتاتوري البغيض يعني فشل كل التجربة العراقية بما تمتلك من حياة ديمقراطية يشار لها بالبنان على الرغم من قصر الفترة الزمنية للتغير في العراق , مما يؤدي الى تحطيم معنويات كل الشعوب العربية التي تنظر الى التجربة العراقية كنموذج يجب أن يقتدى به , بالإضافة الى إظهار الكتل المتصدية في العملية السياسية ضعيفة وغير قادرة على قيادة العراق , مما يؤدي الى فشل كل هذه الكتل في التقرب من المحيط العربي أي عدم نجاح المؤتمر سيؤدي الى فشل جميع المشتركين في العملية السياسية وليس كتلة واحدة , لأن العراق يمثل جميع الفئات التي يتكون منها الطيف العراقي والذي تمثله هذه الكتل كالتحالف الكردستاني والعراقية والتحالف الوطني , أما نجاح القمة سيؤدي الى نجاح العراق الجريح العائد بصعوبة بعد معانات مملؤة بالدم والدمار, وهذا يتم من خلال السيطرة على الأنا والحزبية التي لم تجلب للعراق وشعبه إلا المعانات و الدمار وضياع المال والوقت ,فألندع وطنيتنا تتغلب ووفائنا للعراق وشعبه الذي أعطى وضحى بالكثيرهو هدفنا الأسمى فالنعمل من أجل هذا ولنترك العناوين ولنعمل حقيقةً من أجل أسم العراق وعودته الميمونة للساحة العربية , لأن القمة لايصنع نجاحها وفشلها إلا من يقود مركبها والقيادة تحتاج الى يد واحد تسيّر دفتها لا ثلاث أيدي تجعل قيادتها شبه المستحيل لكثيرة الأوامر وتضاربها بعضها ببعض , فنجاح القمة يصنع من القيادة الموحدة التي تعبّر عن خطاب واحد يمثل كل العراقيين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو الحسن
2012-03-24
الكاتب يعلم وكل الشعب يعلم ان القمه اذا ما عقدت في بغداد ستكون قمه عاديه كباقي القمم لاشيء مميز فيها وانا اشك انها ستنعقد في بغداد اتفق مع الكاتب اذا فشلت القمه الجميع يتحمل المسؤؤليه سؤالي هو اذا نجحت القمه لمن ننسبها لنوري تحفيه لهوشيار زيباري لمقتدى لعلاوي المن ننسب النجاح في كره القدم الفوز له عده اباء وفي الخساره لها اب واحد الا في دوله الفافون فان الفشل يتحمله الجميع والنصر ينسب لبطل التحرير القومي القائد العام للقوات المسلحه المهيب الركن نوري كامل المالكي وليعيش القانون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك