عبدالله الجيزاني
بعد سقوط نظام القمع الصدامي استبشر الشعب العراقي وبالخصوص اغلبيته المظلومة خيرا،حيث ان ضحايا ذاك النظام القمعي هم من سيتولى ادارة البلد،والمؤكد ان هؤلاء انتفضوا على كل انحرافات النظام البعثي المجرم لذا سوف يتجاوزوا هذه الانحرافات ويبذلوا جهدهم لتصحيح المسار واعطاء كل ذي حق حقه،وبناء الدولة وفق مفهوم العدل والانصاف،وسوف يكون المسئول في خدمة المواطن ومعه في كل المواقع والمواضع،وايضا سوف ينحسر الظلم الى اقل الحدود بسبب القرب الذي اشرنا اليه بين المسئول والمواطن،ومع مرور السنوات ظهرت للاسف امراض النظام البائد على اعمال وافعال وتصرفات بعض ضحاياه ممن تصدوا للمسئولية،واخذت النزعة الحزبية مأخذها بين المسئولين،وغدى المواطن يصرخ ولامجيب، ونشأت طبقة من الناس استحوذت على كل الحقوق التي كان يجب وكما توقع الشعب ان يحصل الكل على حقوقه،نعم الذين استولوا على كل شيء هم ضحايا مباشرين او غير مباشرين لذاك النظام،لكن امثالهم من الضحايا لم يحصلوا على شيء ولم يشعروا بأي اهتمام من قبل الطبقة السياسية الجديدة،لابل اضحت مطالبة الضحايا بحقوقهم خيانة وقلة صبر لابل وقلة فهم لمايجري كما وصفها احدهم، واصبح من يطالب بحقوقهم من السياسيين ممن اتخذ التصدي للعمل السياسي وسيلة لايصال صوت المواطن وبناء الدولة على اساس امنيات الشعب العراقي التي اعطى لاجلها الدماء والتضحيات الجسام،واصبح السياسي الذي عد العيش مع الناس ولاجل الناس متهم من الاخر الذي ابتلى بأمراض حب السلطة والاستئثار بكل شيء،ومن يتابع الوضع منذ سقوط الانظام القمعي الى الان بانصاف يستطيع ان يميز من ظل على عهده مع شعبه ومن اتخذ السياسة تجارة وشعار،ويستطيع ان يؤشر ان المجلس الاعلى وقادته مع اول ايام سقوط الحقبة الديكتاتورية كانوا في الصف الى جانب الناس وبينهم،حيث قاد المجلس الاعلى مرحلة التأسيس والمطالبة بحق الشعب في تقرير نوع وشكل النظام الذي يجب ان يحكم البلد من خلال تبني دعوة المرجعية العليا بضرورة اجراء انتخابات لتحديد الجمعية الوطنية والتي بدورها تقوم بأختيار لجنة لكتابة الدستور،اضافة لدور قيادة المجلس الاعلى الذي لاينكره الاحاسد او جاهل في ارساء اسس الدولة العراقية،وكان قادة المجلس الاعلى على تماس وتواصل مباشر مع الشارع العراقي من خلال الجولات الميدانية او من خلال اللقاءات المباشرة في مقرات المجلس او مكاتب هذه القيادات،وايضا كانت المطبات الكثيرة التي اختلقها ويختلقها البعض في مسيرة العملية السياسية تجد علاجها لدى قيادة المجلس الاعلى بسبب مقبولية هذه القيادة من قبل جميع الشركاء وثقتهم بها،ترى ماذا كان رد فعل الشركاء ممن اصبحوا ارقام واسماء بفضل روح الايثار التي طبعت قيادة المجلس الاعلى الذي جعل هدفه المواطن والمواطن فقط،رد فعل الاخر الشريك كان عندما يكون قادة المجلس الاعلى بين الناس يقول قائلهم هذه الجولات دعاية انتخابية وتسقيط للاخر الشريك!!! وعندما تهب قيادة المجلس الاعلى لمعالجة ازمة وماأكثرها في العملية ياتي رد فعل الاخر الشريك تأمر ويوحي لوسائل الاعلام الصفراء الذي تسبح بحمده عن وجود تحالف للمجلس الاعلى مع الاطراف الاخرى لغرض اسقاط الحكومة،رغم ان كل الشركاء بصورة عامة والشركاء من ممثلي الاغلبية يعلمون وقالوها بألسنتهم انهم يثقون بالمجلس الاعلى وقيادته لكون مواقفه معلنة ولايوجد لديه شيء يطبخ خلف الابواب الموصدة،بالامس بعد ظهور الانتخابات قال قائلهم عند ترشيح السيد عادل عبدالمهدي لرئاسة الحكومة (من لديه سبع مقاعد كيف يرشح لرئاسة الحكومة)!! وبتهكم واستهزاء،والان من كان مع الناس وللناس اصحاب المقاعد السبعة ام الاخر،سبع مقاعد كلها للناس ومئة مقعد تسمع بها الناس،اليوم تجد القائد السيد عمار الحكيم من ميسان الى نينوى الى البصرة الى كردستان،والشيخ جلال الدين من واسط الى السماوة،والنائب عبدالحسين عبطان من القضاء الى الناحية في النجف الاشرف، ناهيك عن حركة كوادر المجلس الاعلى وفرسان الامل بين الناس لمعالجة مشاكلهم وحسب الممكن وكل حسب رقعته الجغرافية،وهكذا بقية القيادات والنواب في المجلس الاعلى،وبعد اطفاء نار المواجهة الاعلامية بين الحكومة العراقية وتركيا،هاهو السيد الحكيم يخمد النار بين الحكومة المركزية واقليم كردستان،ماذا سيقولون انتخابات غير موجودة،ولاتوجد تحالفات التي حاولوا ان يفسروا بها زيارة السيد الحكيم الى كردستان،اما النواب السبعة الذي استهزء بعددهم الاخر فهم من اقر زيادة رواتب المتقاعدين ومنحة طلاب الجامعات ومشروع الاسكان وزيادة اسعار المحاصيل الزراعية للفلاحين و...،هذا مافعله السبع نواب لشعبهم لكن ماذا فعل من امتلك الاغلبية والسلطة لهذا الشعب،اذن لاينطبق على اقوال وافعال من ينتقد او يهاجم مواقف وجولات قيادة ونواب المجلس الاعلى الا المثل الشعبي(ماتلحكه خرمشه)...
https://telegram.me/buratha