بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما نكتب عن سلبيات المرحلة التي نعيش وفي جوانب عدة اليوم نطرق باب ايجابية واحدة لندخل الى باحة سلبيات جديدة !!. حرية السفر هي من الايجابيات التي حضي بها العراقي المنكوب فلقد كانت في السابق مشكلة عويصة لا يتجاوزها الا ذو مال عظيم اما اليوم فالمواطن البسيط قادر على السفر على اقل تقدير الدول المجاورة واولها الجمهورية الاسلامية لقربها وسهولة استحصال فيزتها وقبل هذا وذاك لوجود قبر الامام الرضا (ع) تلك الدوحة المحمدية التي تشعرك وكانك في جنان الخلد ولقد بات المواطن البسيط يتسابق في عدد زيارته ( لبو محمد ) فهنيأ له .
بعد ان تحصل على كم هائل من المعنويات المرتفعة بعد الزيارة وطاقة تعادل القوى النووية في الطمأنينة تكفيك كذخيرة الى اخر العمر تكتشف بعد وصولك الى دارك ان تلك الطاقة قد صرفت وان كنت من ذوي الحظوظ السعيدة فأن جزءا يسيرا قد يبقى معك ان احببت في معرفة الاسباب تابع معي متفضلا قراءة السطور .
لكي تدخل الى بلدك راجعا يملئك الشوق وان كان الفراق اياما تحتاج الى منفذ ومن اكثر المنافذ استعمالا هي مهران التي تنتظر فيها 6 ساعات حتى تفتح الحدود العراقية بعد ان تلقي بك السيارات الايرانية في مهران منتصف الليل وبعدها تجلس في سيارة اجرة تقلك الى الحدود الايرانية القريبة من الحدود العراقية وبعدها تختم جوازك وتنتقل بعربات دفع نحو حدود بلدك الى هنا تكون قد نقلت حقائبك 3 مرات فقط في مهران وبذلك فلقد صرفت جزء من معنويات المرتفعة في التأفف ومن الم العضلات .
تدخل الحدود العراقية الاقل حضا من ناحية الخدمات لتكمل اجراءاتك وبينما انا على هذا الحال اسوة بغيري اصبر نفسي من ان نصف المسافة قد انتهت سمعت صوتها المنخفض تقول ( لعنه الله على صدام لو بقالي ستار مجان هذا حالي ) كانت حاجة طُعن وجهها باللون الاحمر من شدة التعب وهي تحمل حقيبة وتسحب صندوقا وتبكي بعينان زرقاوان لم يستطع كبر العمر ان يخفي جمالها وجزء من شعرها المحنا قد ظهر دون شعور منها .
مهما حاولت من وصف تلك اللحظة صوتا وصورة سأفشل منظرها مؤلم ودموعها قاتلة لم تعبر لحظات حتى وضعت صندوقها على صدري وقلت لها انا ستار فتفاجئت فلم تشعر اني قربها جلست ومسحت دموعها واخبرتني بان ولديها قد عدمهما صدام ولم يبقى لها الا البنات فقلت لها كل شباب العراق اولادك وبعد ان استراحت نقلنا اغراضنا على ثلاث مراحل متعبة ليس لها معنى سوى استحصال مبالغ اضافية .
وصلنا الكراج بعد جهد جهيد وكان مقصدها كربلاء وقد توافق مع مقصدي فلقد كنت عازمة على زيارة جد من اتيت منه وقد فرحت من كوني سأكون في خدمتها وكانت طاقتنا بداءت بالنفاذ .
حدثتني عن ستار واخوه الطلبة في كلية الطب ودموعها يا الهي كسيوف في قلبي كيف ان صدام اخذ الاول ثم الثاني وعندما اراها تتألم احاول اشغال نفسي مع الاخريين لتهدا وبينما هي في غفوة سألت جارة لها ترافقها عن سبب المها الغير عادي فأجابت بصوت منخفض بانها حينما اخذ صدام الاخ الاكبر حبست ستار خوفا عليه ومنعته من الخروج الا انه فر لواجب يستشعره تجاه دينه واحست به فوقفت عند الباب وبصقت في وجهه حتى لايخرج فمسح البصقة وامررها على كل وجهه قائلا اللهم صل على محمد وال محمد ومن ذلك اليوم لم تراه وعقدة الذنب تقتلها بعد ان عرفت ان ما خرجوا لاجله هو الحق.
لم تبق لي دمعة لم اذرفها على حالها وهي غافية لم يبقى لنا الا الالم والحسرة وعندما صحت عزمت ان لا اتكلم معها الا عن امور بعيدة كل البعد عن الشهيد ستار . وبينما نحن على هذا الحال خمس ساعات في طريق كربلاء مررنا بسبع سيطرات وفي كل مرة نقف يسالوا السائق من أين ؟ فيجيب ويقول توكل !!! فتتمتم ام ستار ان ( عمت عين التراب الذي اخذ ستار وبقاكم !! ) سبع مرات لم يطلب فيها احد جوازا ولم يحقق الا ثواني وفي كل مرة اقول ان شاء الله التالي يكون حريص ومسؤول وهكذا انتهت السبع سيطرات ونحن بهذا الحال وام ستار تكرر جملتها بهدوء تأدبي .
وصلنا مشارف كربلاء حيث السيطرة الام وفعلا كانوا اكثر جدية حيث تم فحص السيارة فبعثت اشارة فطلبوا من صاحب الاسنان ( المحشية ) النزول وبينما احاول النزول اسمع من يقول حبيبي ! وتبعها عبارة يالله رجعوا والحكاية ان احد الجالسين معروف للواقف على السيطرة فتحركنا دون تفتيش !! رغم ان الجهاز اشار بشيء ولكان من اجل عين الف بيب تكرم !.
دب اليأس في نفسي وصرت اتسائل مع ام ستار فيما لو كنا سيارة مفخخة هل سندخل كربلاء بهذه السهولة وهنا لمحنا اخر سيطرة اوقفتنا والرجل ملاحمه جدية افرحتني طلب جوازاتنا ولم نفتح حقائبنا حتى تبسم للحاجة ام ستار قائلا حجية اندعيتيلي اتزوج !! فأجابت عمت عين التراب ... دون اكمال وبكل وقار وقصد وبطريقة تجبرك على التبسم وفعلا لم يرى الا جواز السائق وهذه قصة دخولنا الى كربلاء .
كان في مقدروي ببساطة ان اسرد سلبيات الجهات الامنية دون ادخال قصه ام ستار في الموضوع ولكن اقحمتها لينبض الاحساس ولتعتصر القلوب هذا في الجانب الانساني وفي الجانب الاداري قصدت ان سيارة تصل حدودا وتنقل حمولة بهكذا كيفية افهكذا يتم التعامل معها ولدينا من السلبيات الكثير اثناء التنقل بين المحافظات فبيب واحدة تجعلكم تسالون (عدكم ريحة ) فنعطيكم اياها ولا تعاودون الفحص هذا تقصير مريع .
اخوتي في الاجهزة الامنية اقسم بالله انني لن اتحمل يوم واحد ما تتحملوه من مصاعب تعكسها سمرة وجوهكم الطيبة ولكن عملكم السهوة فيه تسيل مقابله دماء وتتيتم اطفال وتترمل نساء ويعاق فيها الشبان فلماذا هذا التقاعص نعم لولاكم لشهدنا في كل يوم انفجار في كربلاء ولو كنتم اكثر حرصا لما شهدناها مطلقا .
كربلاء تعاني ودموعها تسيل على وجه ام ستار الشهيد فأن جفت دموع ام ستار حينها فقط ستكون كربلاء بخير ففي كل سلبية تراها تذكر ستارها المجاهد فازرعوا الفرحة في قلبها عسى ان تتلون كربلائنا باللون الاخضر وعسى ان تكونوا بمستوى ستار ، طاقتنا تنفذ في الهم والحزن فهل يرضيكم ذلك .
كربلاء تعاني
1- من ازمة خدمات حقيقية تتفاقم وكثرة الزائرين
2- الاعداد الغفيرة الوافدة لا تتناسب مع كم الجهات الامنية
3- عدد نفوس كربلاء في تزايد بسبب سكنة باقي المحافظات فيها للنشاط السياحي الكبير فيها مما يوفر فرص عمل وفرص تفخيخ .
ليس هجوما على مجلس المحافظة ولكن اين انتم واين وزارة التخطيط من محافظة كربلاء فهذا الضغط عليها يجب ان يعزز بأمدادات وخدمات اكثر ربما نرى من ثقب الباب وهناك زوايا لا نلم بها ندعوالمسؤولين الى التوضيح فمن المستحيل ان يخطر ببالنا حل او تسأؤل لايكون قد خطر ببال مسؤول والا فكيف يكون مسؤولا !!!
كربلاء ليست فقط بين الحرمين باقي الشوارع حالها يُبكي فلقي لماذا ؟
عذرا للاطالة اخوتي ولكن ان لم نبوح بما يكتم على قلوبنا سنختنق بحسرتنا على بلدنا الغالي بما فيها كربلائنا العزيزة .
اخر دعوانا ان يعجل لوليه الفرج وان يكسي شبابنا ثوب الوقار والمسؤولية انه ولي قدير
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha