ابو الحكم غالب زنجيل
دائماً ما يخرُج علينا بعد يوم دام من التفجيرات متحدث بأسم الحكومة او احد القادة الامنيين ليقول ان ما حدث هو خرقاً امنيا وسوف تقوم الاجهزة الامنية بتعقب المجرميين وتحاسب المقصرين ، ويظن المسوؤلون بقولهم هذا انهم قادرون على استغباء الناس بهكذا طروحات ساذجة... في الماضي القريب وعندما هُوجمت امريكا من الداخل في 11 ايلول ، وما عرف عن امريكا بقوتها الاستخبارية والامنية العالية المستوى. لم يخرج بوش على مواطنيه ليقول انهُ خرق امني ، فالموضوع واقعاً اكبر من هذه الكلمة ، بوش قال ان ما حصل هو اعتداء على الولايات المتحدة الامريكية ، وعلى اثرها تغيرت السياسة الامريكية وبدأت حربها ضد الارهاب ، وفي روسيا العام 2002 وواقعة مسرح موسكو والتي أُحتجز فيه قرابة 850 روسي من قبل 40 شيشانياً ورغم قساوة تعامُل الحكومة الروسية مع الموقف من ناحية استخدامها الغاز السام او غاز الاعصاب ، ولكنها شعرت أن هيبة الدولة من الممكن ان تُهان ولهذا استعملت القوة المفرطه واعتبرت الامر اعتداءً وليس خرقاً امنياً فحسب . وكثيره هي الامثلة أن أردنا البحث او المعرفة عن هكذا اعتداءات وليس خروقات كما يتقول علينا القادة الامنيين الذين يؤرقهم أمننا . الخرق الامني يا سادة هو أن تقوم مجموعة صغيرة بأختراق نظام امني مُحكم وتُلحق بهِ خسائر . ولهذا فالروس لم يعتبروا ما حصل في مسرحهم خرقاً كما قٌلنا لان الشيشانيين استخدموا المسرح وهو (مكان عام) مسرحاً لقضيتهم . وبوش ايضا اعتبر ما حصل هو اعتداء وليس خرقا لان القضية اكبر من مجرد غفله أمنية . فالدولتان اعتبرتا ان مجرد التجرؤأ على الاماكن العامة هو اعتداء وحرب ولهذا رأينا رد فعلهما مع الحادثتين . وفي العراق لدينا هجوم من قبل الارهاب على طول البلد وعرضه واخرها كان 17 هجوم ارهابي وقبلها كانت 20 عملية هجوم اوحرب ، بينما الدوله تعتبرها خروقات امنية فقط ، وقد أجبرت هذه الهجمات المنظمة الدوله على استنفاد اسماء كل ايام الاسبوع ابتداءً من مُسمى السبت الدامي الى نهاية الاسبوع وهو يوم الجمعه الدامي ، وحين استقر الارهابيون على يوم الخميس موعداً لعملياتهُم وهجوماتهُم المستمره والتي اجبروا الدوله على زيادة قواتها في هذا اليوم (اي الخميس) ، عادوا مرةً اخرى للهجوم في يوم الثلاثاء وكما حصل اخيراً . دولتنا لا تُريد ان تعترف بأن هناك قوى مسلحه اقوى منها موجوده على الارض تستطيع ان تفعل ما تشاء وفي اي يوم تشاء ، دولتنا تريد ان تعيش في وهم ان الامن قد بسطته هي وبدونها العراق يُدمر ، والحقيقة هي ان قادة الارهاب اذكى من قادتنا الامنيين ، فقد تركوا الارض لنا ولقادتنا ، وتمسكوا هُم بأحراقنا دون قادتنا . والمضحك المُبكي صراحة وبعد كل يومً دام مؤلم على العراقيين وبعدد كبير من التفجيرات المروعه يظهر احد هؤلاء القاده على قناة العراقية ويقول ان القوات الامنية استطاعت ( في نفس اليوم الدامي) من احباط والقاء القبض على ارهابيين مفخخين وسيارات مفخخة . يا سبحان الله على هذه الصدفه العجيبة المتكرره دائماً ... يا سبحان الله ، كم يمتلك قادة الارهاب من قدرة وتنظيم بأدارتهم 17 هجوماً ارهابياً (الثلاثاء الاخير) واضف اليها 6 سيارات مفخخه استطاعت القوات الامنيه احباطها كما اعلنوا لنا . وبعد أن تُزال دماء الشهداء من الشوارع ويصبح الحادث لقمة جيدة للمتحدثين والمتفلسفين والباحثين عن الظهور الدائم امام أعيُن عوائل هؤلاء الشهداء من متحدثين حكوميين او قادة امنيين او نواب ووزراء محروسين وصولاً الى المحللين الستراتيجيين . كُل هؤلاء يعتقدون أن هذه الافعال هي بسبب الخلايا الارهابيه النائمه !! . وأن كانت هذه الخلايا نائمة ،، فهي فعلاً كذلك ولكن ليس بسبب الخوف من قواتنا الامنية . بل لأجل الراحه فقط ، بعد تخطيط وهجوم ناجح دائماً ضد الشعب الأعزل الذي تركه القادة الامنيون وحيدا ليفتك به الارهابيون المجرمون القتلة .
https://telegram.me/buratha