المقالات

كذبة النائمة والخرق!

961 17:27:00 2012-03-22

ابو الحكم غالب زنجيل

دائماً ما يخرُج علينا بعد يوم دام من التفجيرات متحدث بأسم الحكومة او احد القادة الامنيين ليقول ان ما حدث هو خرقاً امنيا وسوف تقوم الاجهزة الامنية بتعقب المجرميين وتحاسب المقصرين ، ويظن المسوؤلون بقولهم هذا انهم قادرون على استغباء الناس بهكذا طروحات ساذجة... في الماضي القريب وعندما هُوجمت امريكا من الداخل في 11 ايلول ، وما عرف عن امريكا بقوتها الاستخبارية والامنية العالية المستوى. لم يخرج بوش على مواطنيه ليقول انهُ خرق امني ، فالموضوع واقعاً اكبر من هذه الكلمة ، بوش قال ان ما حصل هو اعتداء على الولايات المتحدة الامريكية ، وعلى اثرها تغيرت السياسة الامريكية وبدأت حربها ضد الارهاب ، وفي روسيا العام 2002 وواقعة مسرح موسكو والتي أُحتجز فيه قرابة 850 روسي من قبل 40 شيشانياً ورغم قساوة تعامُل الحكومة الروسية مع الموقف من ناحية استخدامها الغاز السام او غاز الاعصاب ، ولكنها شعرت أن هيبة الدولة من الممكن ان تُهان ولهذا استعملت القوة المفرطه واعتبرت الامر اعتداءً وليس خرقاً امنياً فحسب . وكثيره هي الامثلة أن أردنا البحث او المعرفة عن هكذا اعتداءات وليس خروقات كما يتقول علينا القادة الامنيين الذين يؤرقهم أمننا . الخرق الامني يا سادة هو أن تقوم مجموعة صغيرة بأختراق نظام امني مُحكم وتُلحق بهِ خسائر . ولهذا فالروس لم يعتبروا ما حصل في مسرحهم خرقاً كما قٌلنا لان الشيشانيين استخدموا المسرح وهو (مكان عام) مسرحاً لقضيتهم . وبوش ايضا اعتبر ما حصل هو اعتداء وليس خرقا لان القضية اكبر من مجرد غفله أمنية . فالدولتان اعتبرتا ان مجرد التجرؤأ على الاماكن العامة هو اعتداء وحرب ولهذا رأينا رد فعلهما مع الحادثتين . وفي العراق لدينا هجوم من قبل الارهاب على طول البلد وعرضه واخرها كان 17 هجوم ارهابي وقبلها كانت 20 عملية هجوم اوحرب ، بينما الدوله تعتبرها خروقات امنية فقط ، وقد أجبرت هذه الهجمات المنظمة الدوله على استنفاد اسماء كل ايام الاسبوع ابتداءً من مُسمى السبت الدامي الى نهاية الاسبوع وهو يوم الجمعه الدامي ، وحين استقر الارهابيون على يوم الخميس موعداً لعملياتهُم وهجوماتهُم المستمره والتي اجبروا الدوله على زيادة قواتها في هذا اليوم (اي الخميس) ، عادوا مرةً اخرى للهجوم في يوم الثلاثاء وكما حصل اخيراً . دولتنا لا تُريد ان تعترف بأن هناك قوى مسلحه اقوى منها موجوده على الارض تستطيع ان تفعل ما تشاء وفي اي يوم تشاء ، دولتنا تريد ان تعيش في وهم ان الامن قد بسطته هي وبدونها العراق يُدمر ، والحقيقة هي ان قادة الارهاب اذكى من قادتنا الامنيين ، فقد تركوا الارض لنا ولقادتنا ، وتمسكوا هُم بأحراقنا دون قادتنا . والمضحك المُبكي صراحة وبعد كل يومً دام مؤلم على العراقيين وبعدد كبير من التفجيرات المروعه يظهر احد هؤلاء القاده على قناة العراقية ويقول ان القوات الامنية استطاعت ( في نفس اليوم الدامي) من احباط والقاء القبض على ارهابيين مفخخين وسيارات مفخخة . يا سبحان الله على هذه الصدفه العجيبة المتكرره دائماً ... يا سبحان الله ، كم يمتلك قادة الارهاب من قدرة وتنظيم بأدارتهم 17 هجوماً ارهابياً (الثلاثاء الاخير) واضف اليها 6 سيارات مفخخه استطاعت القوات الامنيه احباطها كما اعلنوا لنا . وبعد أن تُزال دماء الشهداء من الشوارع ويصبح الحادث لقمة جيدة للمتحدثين والمتفلسفين والباحثين عن الظهور الدائم امام أعيُن عوائل هؤلاء الشهداء من متحدثين حكوميين او قادة امنيين او نواب ووزراء محروسين وصولاً الى المحللين الستراتيجيين . كُل هؤلاء يعتقدون أن هذه الافعال هي بسبب الخلايا الارهابيه النائمه !! . وأن كانت هذه الخلايا نائمة ،، فهي فعلاً كذلك ولكن ليس بسبب الخوف من قواتنا الامنية . بل لأجل الراحه فقط ، بعد تخطيط وهجوم ناجح دائماً ضد الشعب الأعزل الذي تركه القادة الامنيون وحيدا ليفتك به الارهابيون المجرمون القتلة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو الحكم غالب زنجيل
2012-03-23
أيها السيد صباح المهاجر المحترم ياريت تعطينا قادة أمنيون يستطيعون قتل هؤلاء الارهابيون . وحقن دماء الشعب الأعزل . وترك الاعذار والتبجح بالكلمات بأنهم خلايا نائمة او الارهاب يلفظ انفاسه الاخيرة وأنها مؤامرة لأفشال القمة مثلاً وكل هذا يأتي بعد يوم دام . وما يحدث في العراق ليست جريمة جنائيه وتحتاج الى تعاون الناس الذين جعلتهم هم السبب في ما يحصل . كل الدول التي فيها أمن لم تبني استقرارها على تعاون الشعب وتبليغة ضد الارهاب . بل اعتمدت على احترافية قادتها الامنيين ومن يفشل يطرد ويأتي غيره لانها دماء.
الاجتثاث
2012-03-23
لااعرف لماذا يستلم الشرطي اقل راتب 900 الف دينار وهو لم يقدم شئ ولم يلقي القبض على جرذ ولم نسمع عنه من قبل اذا ماهو عمل وزارة الداخلية وبالنسبة للاخ المهاجر يريد تعاون الناس اذا على الحكومة توفير رواتب ايضا للناس .... والله مهزله تأريخية . وهل تعتبر أن لدينا وزارة داخلية ؟؟؟؟
ابو الحسن
2012-03-23
للاسف الشديد طلع علينا المتطاول على المرجعيه عبد الهادي الحساني بتصريح بعد التفجيرات يقول المهم نجاح القمه العربيه يعني مو مشكله 300 شهيد وتهديم 300 عائله المهم ابو اسراء سالم وياخذ صور ويه خليفه وحمد
صباح المهاجر
2012-03-23
ايها السيد الكاتب المحترم ياريت تعطينا فد اقتراح فعلي وواقعي ماذا تفعل الدوله وعلى من تشن الهجوم كما فعلت امريكا ولماذا نبخس القوات الامنيه جهودها وتضحياتها اكو تقصير لكن لايوجد تعاون من الناس وثقافة اني شعليه هي السائده مع الاسف الرحمه لجميع شهدائنا الابرياء والشفاء العاجل للجرحى الابطال وكان الله في عون قواتنا المسلحه البطله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك