حميد سامي
يعتقد الكثيرون بأن التغيير أي تغيير مافي البلاد من أوضاع صعبةوشديدة يبدأ بان تملا الساحات والشوارع وباللافتات التي كتب عليها نعم للتغيير فقط. فعلى تلك اللافتات يرتسم المستقبل وتسفر الحياة الكريمة عن وجهها وعليها أيضا يتحقق كل حلم من أحلام الصغار والشيوخ والنساء يوم يجدون فيه ماياكلون ويشربون من غير أن يسمعوا أصوات الانفجارات وأوامر زبانية السلاطين الذين يأمرون الناس بان يفتحوا لهم الطريق كل صباح وهم ذاهبون إلى حيث مايريدون من أرصدتهم ويحققون أحلامهم ويحققون أحلامهم وأحلام نسائهم في الحل والحلل .نعم نريد يوماً لانسمع فيه هذه الأصوات التي تزعق في أسماعنا وهي تأمرنا بان نترك الطريق إلى الأمير الجديد وحده فهم يخافون عليه أما نحن فلتحصد الانفجارات أرواحنا .فالحياة مازالت عندنا مسرحية وخير الممثلين من يحسنون أداء الحاكم وكلبه الوفي الذي سرعان ماينقلب عليه ويغدوا في خدمة الآتي الذي يبارك له هذه القدرة العجيبة على نزعة وجهه القديم وارتدائه وجها جديدا ليس فيه مايزعجه فهو جميل طالما انه في خدمته ويسهر على راحته .التغيير عندنا هو تغيير الوجوه واستبدالها باستمرار فلكل ذي سلطة نوع الوجوه الذي يطمئن إليها وينام في ظل حراستها آمنا قرير العين، فقد عرفنا ماكان من أوامر اؤلئك الذين شطبوا على كل فكرة كانت تنشئ بها وجوههم القديمة وصاروا من ألد أعدائها بين ليلة وضحاها مقدمين طقوس الطاعة والولاء للجالس على صدور الآخرين، فالمهم في كل هو أن تعرف كيف نغير وجوهنا لهذه المهمة التاريخية بشروط أدائها على أتم وجه من غير أن تسبب زعل السلطان في حكمه علينا بالإقصاء والتهميش .أما أن نغير مفاهيمنا كما يجب أن تكون فذاك ليس من مهمتنا وإنما من مهمة أولئك الذين يجلسون في مقهى البرلمان .إنها مأساة حقا أن نجهل ويجهل الناس ماذا يراد بالتغيير وتبقى أوضاعنا وأيامنا تمضي من غير أن نشهد بداية حقيقية لهذا الحلم الجميل .فطالما انتظرنا ذلك وعشعشت فوق أهداب العيون تلك الصور التي حلم بها أجدادنا وآباؤنا المساكين فرحلوا عن الدنيا ولم يتركوا غيرها لنا لنواصل المسيرة تحت راية السلطان الجائر!
https://telegram.me/buratha