الحاج هادي العكيلي
الديمقراطية الديكتاتورية .... من الباب الى الشباكتبدو هذه العبارة وكأنها وجهين لعملة واحدة .فهل المقصود بها ((ديقراطية العملية الديكتاتورية ))ام ((ديكتاتورية العملية الديمقراطية )) طرفان لمعادلة واحدة.تأخذ حيزها الفاعل في اي نظام سياسي ينبغي ان يقدم ولو بالحد الادنى من اسس عقلانية وواقعية .وعادة ما تحدث التغييرات في انظمة الحكم بعد هزيمة في حرب او نجاح حركات الاستقلال او تغير اجتماعي او ثوري ضخم .وهكذا نلاحظ ان القوى المهزومة او الحكومات الساقطة قد فرضت نظام حكم غير منسجم مع تطلعات الجماهير واسوء انظمة الحكم هو النظام الديكتاتوري الذي اتخذته حكومة البعث المبادة .ان التغيير في النظام السياسي في العراق لم يحدث اثر ثورة او انقلاب بل جاء بفعل الدماء التي سالت وضحت من اجل اسقاط النظام البعثي الديكتاتوري بمساعدة قوى اجنبية اياً كانت التسمية التي يمكن نعتها بها ومهما كانت الدوافع والاسباب .فكيف يمكن تحقيق نظام سياسي ديمقراطي ؟ فكان الاتجاه السائد على الساحة ان ينشأ دستور عن طريق جمعية تأسيسية تنتخب من قبل الشعب العراقي .وبما ان الدستور العراقي قد اقر من قبل الشعب ،وهو ما ينبغي الاخذ به .فعلينا ان نلاحظ ان كل الدساتير المكتوبة تضع اجراءات وخطوات محددة لتعديلها ،لان هناك ادراكاً عاماً بضرورة وجود نوع من التكيف والمرونة في قواعد اتخاذ القرارات الاساسية عندما تنشأ المشاكل في المؤسسات القائمة .ولنحاول هنا ان نكون اكثر واقعية ونتجاوز مفهوم الشائع للديمقراطية ((حكم الشعب نفسه بنفسه )) ونؤكد ان الشعب لايمكن ان يحكم نفسه بنفسه يمكن القول ان لفظة (ديمقراطية )تنضوي على الحرية والمساواة ،وهنا لابد ان يكون التوازن وعدم التجاوز بين سلطة مفيدة وحرية منظمة .وهي بشطريها تنصب على اسهام فاعل للافراد في ادارة شؤونهم العامة دونما تميزها .ولكي نبتعد عن تأسيس نظام ديكتاتوري جديد في العراق بغطاء الديمقراطية .فقد دعا رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء نوري المالكي لتحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين فقط .ونجد كذلك كافة الكتل السياسية اتفقت على تحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين فقط الا ائتلاف الحزب الحاكم يرفض ذلك .فكان النظام البعثي الديكتاتوري بين الحين والاخر يزين نظامه الديكتاتورية باجراءات ديمقراطية كاستفتاء على رئاسة الجمهورية او انتخاب اعضاء المجلس اللاوطني المحسومة النتائج .وبهذه الصورة يريد ان يجعل نظامه الديكتاتوري مغطاة بروح الديمقراطية .ولكن اين مصيره !!!!واليوم في عراقنا الجديد تجري انتخابات وفق قواعد وضوابط سنها الدستور العراقي الجديد ،لترسيخ روح الديمقراطية لدى الشعب العراقي الذي لم يذق طعمها الحقيقي في ظل النظام البعثي الديكتاتوري لينتخب ممثليه في مجلس النواب العراقي لتشكيل الحكومة .ولكن اطراف تريد ان تذهب بالديقراطية الى تعزيز حكم الديكتاتورية .ان اجراء جعل او تحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين فقط اجراء سليم يساعد على تسهيل انتقال السلطة بشكل سلمي ويبعدنا عن قضية القائد الضرورة والحزب الحاكم الذي عان منه الشعب على مدار اكثر من ثلاثين عام .فهل اليوم نرغب بتأسيس لمثل هكذا نظام حكم ونعيده باطار الديمقراطية ونسلفن انفسنا بهذا الاطار الذي شاع استخدامه بين انظمة الحكم لكونه القريب الى الشعب .من اجل ان يخرج النظام الديكتاتوري الديمقراطي من الباب ليرجع بثوب الديقراطية الديكتاتورية من الشباك .
https://telegram.me/buratha