خضير العواد
لقد أنعطف التاريخ العراقي في سنة التغير العظيم عام 2003 إنعطافة قلبت الموازين في الساحة العربية رأساً على عقب و لعبة دوراً كبيراً في هز شعوب المنطقة وجعلتهم يسيقظون فزعاً من سباتهم الذي سبتوا فيه لمئات السنين تحت إبرة التخدير التي زرقت لهم تحت عناوين (أجتهد فأخطأ ) أو (يجب إطاعة ولي الأمر إن كان فاسقاً أو فاجرا) ,وقد ذهلت الشعوب العربية وهي ترى بأم عينها أحد ولاة الأمور وهو يصعد الى منصة الأعدام بعد أن قاضاه الشعب على جرائمه التي أحرق بها الأخضر واليابس فكانت نتيجته العادلة و النهاية الحتمية لكل مجرم أجرم بحق الأنسانية , وهذا المنظر لم يفكر به المواطن العربي قط في حياته ,فكيف يحاكم ولي الأمر ؟؟ وهو الذي يفعل ولا يمكن لأحد أن يسأله ماذا فعلت ؟ ولماذا تفعل هذا ؟؟؟ لأن الجواب قد جهز وصنع من قبل أكثر 1422 سنة عندما قتل خالد بن الوليد الصحابي الجليل مالك بن نويرة وأغتصب زوجته في نفس الليلة وهذا كله جرى بسبب رفضه لخلافة الأول وعندما أراد عمر بن الخطاب أن يرجم خالد على فعلته تلك صرخ أبو بكر صرخة دوّت في عقول الشعوب العربية وجعلتهم سكرى تحت وطئة الحكّام من ذلك التاريخ الى الأن حيث قال لاترجم الرجل إنه إجتهد فأخطأ , وأصبحت هذه المقولة الوقاء الشرعي لكل الطغات على إجرامهم بحق الشعوب المظلومة وقد دعم وعّاظ السلاطين هذه التخريجة بمجموعة من الأدلة التي فصّلت على أيديهم من أجل إقناع الشعوب المسلمة بشرعيتها فجعلت الفاسق يزيد أمير المؤمنين وجعلت سيد شباب أهل الجنة خارج عن الدين , وعندما أثبت الشعب العراقي بطلان هذه المقولة وسقوا المجرم صدام بما أقترفت يداه من قتل وإجرام وأثبتوا مقولة بشر القاتل بالقتل , عندها فزع القادة العرب مرعوبين خوفاً على الغطاء الشرعي أن ينسحب من فوقهم وتبان كل عوراتهم فصبوا على العراق وشعبه كل غضبهم ونقمتهم وخدعوا الشعوب الفاقدة للوعي بأكذوبة الطائفية لكي تصبح أيديهم التي ستعيد الغطاء الشرعي لهم من جديد بعد أن مزقه العراقيون , فبدأ مسلسل القتل والتدمير وتحطيم كل شئ على أرض وادي الرافدين لعلهم يوقفوا بكتريا نهضة الشعب الثائرعلى كل ولي أمر فاسق من وصولها الى شعوبهم التي أخذ منها السبات مآخذا ,ولكن بالرغم من كل القتل والدمار والإجرام لهذه السنين الطويلة لم تقتل بكتريا التحرر وقد وصلت الى أغلب الشعوب العربية التي قفزت على مقولة يجب إطاعة ولي الأمرإن كان فاسقاً أو فاجرا وسحقتها بأقدامها بقوة وبعصبية بسبب هذه السنين الطويلة من الحرمان والظلم التي وضعتهم فيه , فبدأت نيران الأنتقام والقصاص للشعوب تأكل كل من يقف أمامها من أولاة الأمر المجرمين الفسقة فبدأت بصدام وأنتهت بمعمر الذي أذهب الله بعقله قبل أن يقتل أشر قتلة بعد أن أستهان به شعبه وفعلوا به أقبح الأفاعيل وقد كان قبل أشهر ممن يجب إطاعته والذي لم يترك شئ إلا وأستهان به حتى كتاب إلله فقد تجرأعليه ولم يترك عنواناً إلا وتقلده حتى جعل من نفسه ملك الملوك , وبقيّة القادة ينظرون ويتفكرون فالصدمة قد أذهبت بعقولهم ماذا سيكون مصيرنا عن قريب , فلموا أشلاء خبثهم وغدرهم فحملوا الشعارات الجميلة من جديد كالديمقراطية والحرية وتقرير المصير وشعوبهم يأنون من ظلمهم ودكتاتوريتهم فبدؤا قتلاً بالشعوب من جديد حتى يعيدوا هيبتهم وسلطانهم الذي ولى من غير رجعة , وعندما أحسوا بصلابة شعب العراق وصبره على الآذى والقتل عندها قبلوا بالأقتراب منه لكي يحاولوا لدغه من قرب ويقتلوا فيه كل الفداء والتضحية والكبرياء , فكانت القمة العربية بقادتها المفترضين الطاعة والجدد الذين داسوا عليها ومزقوها ولم يبقى لها أي طاعة , فقمة بهكذا تشكيلة لايمكن أن تعمل أي تغير لأنها مجموعة من المتناقضات تتصارع ما بينها ولايمكن التكهن بنتيجة العراك , فالرهان عليها فاشل والإعتماد على نتائجها من الخسران لأن مقدماتها بنيّت على البطلان , غير الدعاية والإعلام لايمكن الحصول منها ويجب أن تستغل أبعد أستغلال وهذا كل ما يرتجى من قمة العرب ولاتبالغوا بالأوصاف , لأنهم قادة تعلموا على الأخذ والأغتصاب وزرعوا الموت بالطرقات فليس من المعقول أن يتغيروا ويعطوا الحياة لشعب حطم هيبتهم وجعلها كلكرة تلعب بها الشباب بالساحات.
https://telegram.me/buratha