ابو الحكم غالب زنجيل
كُلنا أو كُل من تصدى للأعلام وكَتب أو سنحت لهُ الفرصه بالظهور على الشاشة قال وفند بأن الشعب العراقي لم يسرُق نفسه عندما أُحتل وكما هو المسمى الدارج (أيام الحواسم) ، والكل انتقد الاعلام العربي لانهُ اظهر الصورة الغير حقيقية لهذا الشعب . وتركيز هذه القنوات على القلة القليلة وتعميمها على الاغلبيه ، وأنبرى بعد ذلك السياسيين العائدين تواً الى العراق وبسبب ظهُرهم المتكرر في الفضائيات في حينها بالدفاع عن ابناء قومُهم وكذبوا هذه الصور وقالوا أن العراق ليس هكذا وهؤلاء شرذمة أو بعثيين او صداميين . ولكن المُهم العراق ليس هكذا . وأظن وبسبب تنوع الخطاب من قبل هؤلاء السياسيين وأختلافهِ عن الخطابات التي تَعَود عليها العراقي على مدى زمن البعث ، أقول أظن أن البعض منا صَدق كلامهم ، مع أن الذي كان يعيش في العراق قطعاً لم يقتنع بهكذا تُرهات . فالعراقي يعرف اخيه ، والتاريخ القريب يعرفنا كذلك ، منذ أيام المحمرة والى بيوت التبعية وأيضاً مروراً بالكويت ويوم ندائها لنا !! ووصولاً الى زمن الحواسم وما تلاه ..حقيقتاً ومع الاسف فأنا ليس لي علم بعلم النفس ولكن السؤال المهم عندي هو لماذا العراقي يسرُق حينما يتمكن ؟ ولماذا لم نرى شعوباً اخرى كانت تجربتها كما مررنا بهِ ، ولم تسرق !! كالأفغان او حتى الليبيين الذي لم نشاهد عندهم هذا المنظر المرعب والقبيح وهو تراكُض عوائل من نساء واطفال ورجال وهم يحملون ( قنفه ) من احدى قصور القذافي ، كما فعلها الطفل والمراة والرجل العراقي بقصور صدام سابقاً . وحتى ابتعد عن التَجَنْي فأنا لا اقول ان عموم الشعب العراقي هكذا وأيضاً في نفس الوقت لا أقول انهم قلةً قليلة بل بالعكس هُم كُثر . والشواهد التي ذكرتها سلفاً دليل والزمن الحالي كذلك دليل . وألا هل يُعقل وبعد 9 سنين من التغيير لم نجد حزباً قام بالأقتصاص او بمحاسبة او طرد أوفضح عضواً منه ، تسلم منصباً في الدولة وفساده استشرى . هل من المعقول أن الحزب (اي حزب) ليس فيه فاسدين ؟ في البرلمان العراقي الكل يُحاسب غيره بسبب الصراعات ولم نجد او نشاهد أن حزباً ما طلب من الاخرين استجواب أو رفع الثقه عن وزيراً او مديراً فاسداً تابعً لهُ . أن كان كل القياديين في الدولة من رئيس الوزراء الى اصغر مدير ليس فيهم فاسد فلماذا العراق ينحدر كل يوم الى اسفل السافلين ؟ لا اعرف ولا افهم هل يتصور رئيس الحزب بأن اعضائه (الذين في الحكومه) معصومين ولهذا لا يوجد من يستحق الطرد او التبرؤ منهُ على الاقل ، ومع هذا الكل ينتقد ويشكوا ولكن لا يعترف . وبعد هذا نسمع العراقي يتسائل ويستغرب لماذا يحصل هذا معنا !! والجواب هو نحن من جئنا بهولاء ونعرف الفاسد ولا نعترف به ،، وسوف ننتخبهُم اليوم وغدا وعلى طول الدهر لأن الفضيلة لا تخُصنا ولا تخصهم ، وعذراً للشرفاء ..
https://telegram.me/buratha