قلم : سامي جواد كاظم
من المؤكد ان القمة العربية التي من المؤمل انها ستنعقد في بغداد سيكون همها هو معالجة جراح الدول العربية التي تمر بمرحلة اختلطت فيها الاوراق بين الديمقراطية والدكتاتورية والاسلاميين والعلمانيين وكلها فيها الصالح والطالح واعتقد ان همها المشترك سيكون الارهاب ولكن تعريف الارهاب وماهيته ستكون نقطة خلاف بين الحكومات العربية فالبعض يرى الارهاب ثورة والاخر يرى الثورة ارهاب وكل هذا جعل اسرائيل بعيدة عن محاور النقاش بين القادة العرب بعدما كانت على راس جدول اعمال كل القمم العربية ، ولا نقاش في عدم جدوى اغلب المؤتمرات التي عقدت بخصوص لم الشمل العربي والتوحد امام اعدائهم بل ان البعض من القرارات وهي كثيرة كانت حبر على ورق .العراق يامل من انعقاد القمة على ارضه في تحقيق مكسب سياسي قومي اكثر مما يطمح اليه من راب الصدع بينه وبين الدول العربية التي شهدت العلاقات معها بعد سقوط الصنم تمزق وتازم ، ولربما ينظر الشارع العراقي الى عدم جدوى هذا المؤتمر وان العرب غير مرغوب فيهم وكما ترى بعض الكتل السياسية ان هذه القمة قد تكون مكسب لكتلة دون الاخرى ، وهذه الرؤيا تستحق النقاش ، فالعرب مهما كانوا هم عرب ومسلمون والعراق جزء منهم وعملية التباعد ورفض التقارب لا ينفع كل الاطراف بل الالتقاء لوضع النقاط على الحروف وكشف ما تكنه الدول مع بعضها هو الاسلم ، وكذلك بالنسبة الى الكتل السياسية فان انعقاد القمة على ارض بغداد هو مكسب للجميع لاسيما وانه ياتي في ظرف عصيب تمر به الامة العربية فهنالك بعض الدول من غير رئيس جمهورية والبعض منها غارق في مشاكله والاخر علاقته ليست على ما يرام مع العراق وكل تلك يمكن تخفيف وطاتها من خلال لم الشمل العربي مع غض النظر عن سلبيات الماضي على ان ترتب اوراقه مع تهيئة اجواء اكثر ايجابية من الان وليكن هذا المؤتمر هو بمثابة تعبيد الطريق لغرض الانتقال الى الخطوة الاخرى وحلحلة جدار عدم الثقة بين بعض الدول العربية .الضيافة تحتم على العراقيين والسياسيين ان يقوموا بدور المضيف باكمل وجه حتى نكون اسوة حسنة لما تعلمناه من شريعتنا السمحاء ولا يمكن لهذا المؤتمر ان يغير ارائنا التي اطلقناها بحق بعض الدول العربية في السنين المنصرمة فالاراء هي هي ولا يمكن ان نغيرها بل يمكن ان نعفو اذا ما راينا التغيير في العلاقات مع العراق بحيث تكون حسن النوايا حاضرة ، هذه هي السياسة ولاغرابة في تبدل المواقف وليس كل من يتبدل موقفه دليل خطاه .مهما كانت نتائج القمة فالعراق يعد الرابح الاول من انعقاده على ارضه .واتمنى ان تكون هنالك حسابات ودراسات بعد انتهاء القمة بخصوص الاطراف ذات العلاقة وخصوصا الاعلام وتحديدا الفضائيات في كيفية تعاملها مع الحدث وان تكون هنالك اجراءات بحقهم كل حسب موقفه سلبا او ايجابا .
https://telegram.me/buratha