بسم الله الرحمن الرحيم
حالة سلبية عشناها ونعيشها ولا تفارق المواطن العراقي داخل العراق الا وهي الذلة في كل شيء رغم ان امامنا (ع ) أطلقها بوجه الظالمين ان (هيهات منا الذلة ) ونحن نرددها على مدى عقود ولا نعيش الا المزيد مما نبعده عنها بالكثير من الهيهات ! فقلي لماذا ؟
لاننا عشنا زمن طاغوت هدم المبادىء الرصينة قبل هدم البلد فكنا في زمنه نخسر ساعات طوال في طوابير الخبز ومن اجل الحصول على كأس بلاستيك يحوي جبنة ( الابطال ) !! فنجسد بطولة في العراك والتزاحم والتصادم من اجل علبه جبنة !
هذه الصفحة قد انطوت وما هي الا ايام وسنكمل عقدا من الزمان فقلي لماذا لم تستطيع عشر سنوات من تغيير ابسط الاشياء الا وهي احياء الكرامة ؟.
ثلاثون سنة تخريب ونخر لكل ما يرضي الله تقابلها عشر سنوات تمثل ثلث المدة فبحساب رياضي بسيط كان يجب ان نسترجع ثلث ما خسرناه في تلك الفترة فقل لي لماذا لم يحدث ذلك ؟
الالاف الاسباب المتشابكة هي جواب لسؤالي واولها من وجه نظري الخاصة ان المواطن استحلى كثير من المبادىء الرخيصة ولكن من تصدى لسدة الحكم هم النخبة التي تم حفظها خارج البلد وبعيد عن دائرة التلوث الصدامية فقلي لماذا اول شيء امنوا به واستحلوه هي تلك المبادىء الرخيصة والاساليب الواطئة ؟.
وان اردت ان استشهد لزم ذلك ملايين الصفحات انقل فيها ما يعيشه المواطن من حالات اذلال ومن قبل دوائر الدولة ومؤسساتها ولكن ما اثار حفيظتي اليوم هو ما تم نقله لي من قبل مواطنة بالفعل مظلومة واليك القصة على ان تقل لي عندما تكمل القراءة لماذا ؟
الاخت هي ممن هُجروا في الانتفاضة والتجئوا الى الجمهورية الاسلامية وكانت طفلة حينها ومرت السنون لتستقبل نبأ سقوط الطاغية وهي ام لثلاثة اولاد وزوجة لرجل متدين وطيب حباها الله به فما كان من الرجل الا ان عاد الى بلده لاهفا وقد باع داره في الغربة واستأجر دارا في بلده ليعيش ولكن خلال ثواني معدودة فتح فيها الرجل باب منزله المستاجر ليستعلم عن سبب انفجار قرب منزلهم حتى غاب ولم يعد لقد خطف بلمح البصر وبملابس المنزل .
هُدم الدار المستأجر بعدها فلقد تحولت المنطقة الى منطقة تصفية لكل من هو على مذهب اهل البيت وخسرت المراة زوجها واثاث منزلها وحتى ابنائها الذين تاثروا نفسيا بمجريات الامور .
احتسبت المراة ربها ورجعت من حيث اتت فلم يجد لها بلدها حلا ! وكان منظرها يحرق قلبي عندما تبحث عنه في كل مراكز الشرطة في مناطق يخشى الرجال دخولها وتدخل بعبائتها سائلة عنه ولا تستطيع تقبل امر موته للان .
هذه المجاهدة تعيش بكدها لتعيل اطفالها وقبل فترة طويلة في محاورة على الانترنيت اخبرتني بانها سجلت اسمها في قوائم تم اعدادها من قبل عراقيين مقيمين هناك على امل استلام مبالغ للمهجرين ومن وزارة المهجرين والمهاجرين .
وقبل ايام بعثت لها اوف لاين لاستعلم هل من خبر لذلك المبلغ فبعثت لي بوجه ساخر فعلمت من ان ثمة خطب فانتظرت ان التقيها اون لاين لتخبرني ما حدث واه على ما سمعته .
تم اخبار العراقيين عن مكان لاستلام المبالغ والظاهر انها لجميع العوائل بلا استثناءات وللطلبة العراقيين هناك ذهبت صديقتي هناك لترى العنوان صحراء والالاف العراقيين يتماوجون عند ورقة على الحائط كتب عليها اسماء من يستلم اليوم من ثلاثة ايام خاصة بذلك واستمرت الوقفة الى الثامنة ليلا ابتداء من الساعة السابعة صباحا وسط غبار كثيف يتناسب مع وجود عراقيين !!.
والاخت لم تنتظر فسراعان ما رجعت لانها لا تمتلك رجل يتزاحم عنها ! بل واكثر لقد شعرت بالذل فلقد كانت تتكلم بلوعة عن الذلة الحاصلة هناك من اجل 200 دولار لكل عائلة .
تألمت على حالها فالمبلغ كان سيساعدها قليلا ولكن المي اكبر على انتقال عدوى الذلة الى خارج حدودنا من قبل لجان الهجرة والمهجرين ولا اعلم لماذا السفارة العراقية ليس لها دور ؟ كذا لا اعلم ما جرى في بقية الدول ان كانت مشمولة فهل حصل ذات الشيء لنضرب على روؤسنا من شدة القهر والحسرة .
ايتها اللجنة قولي لماذا ؟
1- لما لم تستعينوا بالسفارة العراقية لاحصاء عدد العراقيين هناك ؟
2- لما لم تستعينوا بوزارة التعليم العالي العراقية لمعرفة عدد الطلاب هناك ؟
3- لما تخبرون الطالب ان تفضل استلم ولكن لا تخبر احدا !!!!
4- لما تستعملون الفاظ نابية وكان المال مال الوالد.
5- كان من الممكن ان يستعمل المبلغ بالاجمال لصالح العراقيين في تسهيل امور اقامتهم او معاملاتهم مع قليل من الترتيب فلقد قتلتنا ( الرعبلة ) .
ومما يترك في القلب ندبة ان الطلبة العراقيين هناك حصل بينهم خلافات شديدة فكل منهم خشي اخبار بقية زملائه كما اتى في الاتصال معهم مما اوصلهم بالنتيجة الى عتب وزعل رغم انهم بالنهاية استلموا ولكن بعد ذلة وجري وراء اللجنة التي حطت في ارجاء البلاد .
في النهاية ارجو ان يحفظ ماء وجهنا على الاقل دبلوماسيا امام باقي الدول من خلال اللجان ونتمنى من الوزارات ان ترسل من يتحلى باخلاق جيدة للتصدي للامور المتعلقة وان يتم العناية كل العناية بالطلبة العراقيين ليس ماديا وانما احتضان كامل من قبل جميع السفارات خاصة في اوربا حيث اننا نرسل الاوائل وهذا امر بحاجة الى حرص شديد فهم امل البلاد .
صديقتي العزيزة ها انا ذا قد حققت امنيتك في نشر القصة كما رغبتي ولك من بلدك ومني الف تحية اولا لعدم قبول الذلة وان كان المقابل يسد حاجة وثانيا للصبر الكبير الذي يحمله قلبك وثالثا لصاحب الفلم الذي يصور المأساة ولما لم يؤخذ اذن من ظهر فيه لا اجرأ على نشره مطلقا فمعذرة .
ولتلك اللجنة نقول ( تستاهلون الكتلة ) فلقد هجم المواطنون اخيرا عليها ووصل الامر للضرب وليس هذا شيء حضاري ولكن يظهر انه رد فعل لسوء الخلق فلكل فعل رد فعل وربما يلومني لائم من انني لم اكن هناك فكيف اتحامل على اللجنة او اعتب على سفارة اقول ان معرفتي بتلك المرأة وحالها ومن خلال تأكدي من انها لم تحصل على اقل ما يمكن ان يصلها وهي ذاك المبلغ استطيع ان احكم ان تلك اللجنة فاشلة فالارامل هن الاحق بالعناية .
الى الفئة المسماة ( عمي وخالي ) الم تكتفوا وكيف تنامون والارامل حيارى واليتامى تنتظر اليس فيكم رجل ذو كرامة .
والمضحك المبكي في القصة هو ما تم نقله من مشادة كلامية بين حجيتين اتهمت الاولى الثانية بالكذب فقالت لها (ليش تجذبين وتكولين ينطون 200 دولار طلع ينطون ورقتين !!!! )
استغفر الله لي ولكم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه واله الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha